منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*السيرة النبوية … الحلقه الخامسة و العشرون*

0

531- أقام النبي ﷺ في مكة بعد فتحها 19 يوما، وفي يوم السبت 6 شوال من السنة 8 هـ خرج ﷺ إلى حُنين ، وهو وادٍ قريب من الطائف ،.

532- كان سبب توجّهه ﷺ إلى حُنين مابلغه عن هوازن -أهل الطائف – أنهم يجمعون الجموع الكثيرة لقتاله ﷺ وهو في مكة، فتوجه إليهم قبل أن يأتوها.

533- جمعت هوازن 20 ألف مقاتل ، وخرجوا بنسائهم وأطفالهم وأموالهم من الإبل والغنم ، وكان قائدهم مالك بن عوف .

534- خرج النبي ﷺ من مكة ومعه 12 ألف مقاتل ، 10 آلاف الذين جاؤوا معه من المدينة لفتح مكة ، 2000 من أهل مكة وهم الطُلقاء.

535- استعمل النبي ﷺ على مكة بعد خروجه منها : عَتَّاب بن أسيد رضي الله عنه ، وهو أول أمير على مكة في الإسلام .

536- في طريق النبي ﷺ إلى حُنين مر على شجرة عظيمة يُقال لها “ ذات أنواط “ كان العرب يتمسحون بها ويتبركون بها ويعبدونها .

537- فقال الطُلقاء من أهل مكة – وكان في إسلامهم ضعف – : يارسول الله اجعل لنا “ ذات أنواط “ كما لهم “ ذات أنواط „.

538- فغضب رسول الله ﷺ ، وقال : “ الله أكبر قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى لموسى اجعل لنا إلٰهاً كما لهم آلهة „.

539- وصل النبي ﷺ إلى وادي حُنين ، وفي السَّحر عبَّأ رسول الله ﷺ جيشه ، وعقد الألوية والرايات ، ورتب جنده في هيئة صفوف منتظمة.

540- استعمل النبي ﷺ على الفُرسان خالد بن الوليد رضي الله عنه وبشَّر أصحابه بالفتح والنصر إن صبروا وثبتوا .

541- كان بعض المسلمين من الطُلقاء قد أُعجب بكثرتهم، وقالوا: والله لا نُغلب اليوم من قِلة ، فكان اتكالهم على عددهم.

542- بدأ المسلمون بالنزول إلى وادي حنين – وكان مُنحدراً شديداً – وكانوا لا يدرون بوجود كَمين لهوازن في أسفل الوادي .

543- فلما نزلوا الوادي ، ما فاجأهم إلا كتائب هوازن قد شَدَّت عليهم شَدَّة رجل واحد ، وبدأ الضرب بخالد بن الوليد حتى سقط .

544- وانكشفت خيل بني سُليم مُولية ، وتبعهم أهل مكة – وهم الطُلقاء – وبدأ فِرار المسلمين من كل مكان .

545- قال البراء بن عازب : فلقوا – أي المسلمون – قوماً رُماة لا يَكاد يَسقط لهم سَهْم فرَشَقُوهم رشقاً ، ما يَكادون يُخطئونا.

546- انحاز النبي ﷺ ذات اليمين ، وثبت معه نفرٌ قليل من المهاجرين والأنصار ، وأهل بيته ، فيهم : أبو بكر ، وعُمر ، وعلي .

547- فأخذ رسول الله ﷺ يُنادي الذين فرَّوا من المسلمين : “ إليَّ عِباد الله هَلُمُّوا إليَّ ، أنا رسول الله ، أنا محمد „.

548- ولم يلتفت منهم أحد إليه ثم أخذ رسول الله ﷺ يركض ببغلته قِبَل المشركين ، ويقول :أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبدالمطلب.

549- وكان العباس آخذ بلِجَام بغلته ﷺ ، وابن عمه أبوسفيان بن الحارث آخذ بِرِكَابِها يَكُفَّانها عن الإسراع نحو العدو .

550- ثم نَزَل رسول الله ﷺ عن بغلته ، فاستنصر ربه ودعاه قائلاً : “ اللهم نَزِّل نصرك ، اللهم إنْ تشأ لا تُعبد بعد اليوم „.

551- وأخذ رسول الله ﷺ يُقاتل ، والصحابة الذين ثبتوا يُقاتلون معه ، ويَتَّقون به ﷺ لشجاعته وعظيم ثباته ﷺ في مثل هذه المواقف.

552- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : كُنَّا إذا احمر البأس ، ولقي القومُ القومَ ، اتَّقينا برسول الله ﷺ .

553- ثم قال رسول الله ﷺ لعمه العباس ، وكان رجلا صَيِّتا : “ ياعباس ناد أصحاب السَّمُرَة „.- وهي الشجرة -.

554- فنادى العباس الصحابة الذين بايعوا رسول الله ﷺ بيعة الرضوان – تحت الشجرة – فلما سمع المسلمون صوته أقبلوا .

555- وهم يقولون : لبيك لبيك ، حتى إن الرجل ليُثني بعيره ، فلا يقدر على ذلك ، ويقتَحِم بعيره ، ويُخلي سبيله ، ويَقصد العباس.

556- قال العباس رضي الله عنه : والله لكأنَّ عطفتهم حين سمعوا صوتي ، عَطْفة البقر على أولادها ، وفاء ببيعة الرضوان .

557- وتجالد الناس مُجالدة شديدة ، وأشرف النبي ﷺ من بغلته ، ثم قال : “ الآن حَمي الوَطيس „.

558- ثم أخذ النبي ﷺ حصيات فرمى بهن وجوه الكفار ، وقال : “ شاهت الوجوه „.فلم يبق منهم أحد إلا وامتلأت عيناه وفمه بالتراب .

559- ثم قال رسول الله ﷺ : “ انهزموا ورب الكعبة ، انهزموا ورب الكعبة „.ثم أيَّد الله رسوله ﷺ والمؤمنين بنزول الملائكة .

560- قال الله تعالى : “ لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حُنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تُغن عنكم شيئا …“.

561- لم تُقاتل الملائكة في غزوة حُنين ، وإنما نزلت لتخويف الكفار ، وإلقاء الرُّعب في قلوبهم .

562- لم تُقاتل الملائكة في غزوة قط إلا في غزوة بدر الكُبرى ، وهذا من خصائصها ، كما ثبت ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما .

563- لما نزلت الملائكة هرب الكفار من كل مكان، وسأل الرسول ﷺ عن خالد بن الوليد، فوجده جريحا مستندا على راحلته لا يستطيع الحركة.

564- فأتاه النبي ﷺ ، وأخذ يَنفث على جراحه ويَمسحها بيده الشريفة ، حتى شُفي خالد من جراحه ، فهذه من معجزاته ﷺ .

565- انطلق المسلمون يتبعون الكفار يَقتلون فيهم ويَأسرون ، حتى ترك الكفار أرض المعركة ، وتركوا نساءهم وذراريهم وأنعامهم .

566- وقعت كل غنائم الكفار بيد المسلمين ، وكانت غنائم عظيمة :24 ألف من الإبل40 ألف شاة 4 آلاف أوقية من الفضة .

567- غير النساء والأطفال ، فأمر النبي ﷺ أن تُجمع هذه الغنائم في منطقة الجِعرانة فجُمعت ، وجعل عليها حراسة .

568- ولم يَقسم النبي ﷺ الغنائم ، وأمر ﷺ بمتابعة الكفار الذين توجهوا إلى الطائف وتحصنوا بها .

569- غزوة الطائف هي في الحقيقة امتداد لغزوة حُنين ، وذلك أن مُعظم فُلُول هوازن فروا من حُنين وتحصنوا بالطائف .

570- وصل النبي ﷺ إلى الطائف وحاصرها ، واشتد الحصار ، لكن لم تكن هناك أي مؤشرات لفتح الطائف لقوة حصونها .

571- ثم إن رسول الله ﷺ رأى رؤيا في منامه أنه لم يُؤذن له بفتح الطائف ، ثم أخبر الناس برؤياه ﷺ.

572- ثم نادى منادي رسول الله ﷺ بالرحيل ، وترك الطائف ، فقال المسلمون : ادعُ الله عليهم، فقال ﷺ “ اللهم اهد ثقيفا وائت بهم „.

573- غادر رسول الله ﷺ الطائف متوجها إلى الجعرانة ، وفي الطريق لقيه سُراقة بن مالك رضي الله عنه ، وأعلن إسلامه بين يديه ﷺ .

غدا ان شاء الله الحلقة السادسة والعشرون..

اللهم صل وسلم علي نبينا محمد عدد ما ذكره الذاكرون وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.