منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

خطاب اسماعيل محمد خير

0

خطاب اسماعيل محمد خير

أول يوم ألتقيه كان في شهر أغسطس 2023 فتى تحبه العيون عندما تراه تألفه النفس سمح الصفات ذو حياء يندر شبيهه
التقينا وهو يطلب ذخائر وأسلحة لموقع جديد 016 من المقدم نجم الدين
نظرت إليه معجباً لا مستصغراً سنيه العشرون أو تزيد قليلا فله في الإسلام قدوة فأسامة كان ابن تسعة عشر عند قيادته للجيش ومعاذ بن جبل كان قاضيا على اليمن وهو ابن عشرين ومعوذ ومعاذ الذين قتلا أبا جهل كانا ثلاثة عشر وأربعة عشر، ونحن نقول هذه أعمار مراهقة لا توجد مراهقة يا عباد الله إما طفل غير مؤاخذ لم يجر عليه الكتاب وإما بالغ يجري عليك الكتاب .
كان موقعه قبل أن ينفصل ب 016 هو موقع طيور الجنة مع صاحبيه مصطفى بحر الذي نبت شاربه في المدرعات وأبو القاسم كركون وسمي طيور الجنة لصغر سن كل من فيه كانوا صغاراً في السن كباراً في الأفعال يخرجون بالكلاش ويعودون بال M16 ويخرجون بالM16 ويعودون بثنائي كامل
استصغرنا أعمالنا إلى أعمالهم وجهادنا إلى جهادهم غبطناهم والله.
كان منهم خطاب الذي لو رأيته يكلمك وهو يدنو إلى الأرض لقلت أن هذا الفتى المؤدب المهذب ليس بصاحب حرب ولكنني أحسب أنه يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال أنا الضحوك القتال
كان ليناً على إخوته قاسياً على أعدائه ولعل كل السودان رأى تعامله مع الدبابة التي فجروها في الشهر الفائت .
سبحان الله أصبت في القطاع الغربي وأصيب في القطاع الجنوبي والتقينا في المستشفى تمت خياطة لرأسي ورجلي وتمت خياطة لرقبته إذ أصيب في عنقه إصابة كبيرة وصار لا يقدر على الإلتفات يمينا أو يسارا، جاءنا الأخ طه صديق فضل وذكر لنا أن المدرعات تواجه هجوما شرسا وهناك هجوم على المستشفى أيضا كنا غير مسلحين أنا وخطاب فاتجهنا نحو موقع الوسطية وتسلحنا وكان معنا محمد الصادق سيد مصابا وتسلح أيضا، كنت أضغط على رجلي وكانت تنزف لكن مشيت عليها حتى وصلنا غرب الوسطية جوار المركز الصحي فلقينا مجموعة من الجيش فقلت لهم ما بكم قالوا لقد سقطت المدرعات، كان طه يقود عربة دوشكا وكان بها ستة من الجرحى فقلت للجنود لابد أن نلتف على من دخلوا المدرعات لنقضي عليهم وأصدرت تعليمات للجرحى أن ينزلوا من العربة المقاتلة ويركبوا عربة أخرى تتجه نحو الذخيرة
وقلت للجنود من كان يريد أن يلتف معنا ويدخل المدرعات فليركب اجتمع في العربة أربعة عشر جنديا
وكنت وخطاب جوار طه السائق
راجعت كفوفي وذخيرتي وقلت لطه انطلق بنا مع هؤلاء الجنود تقدم طه ثم وقف وقال لن أتحرك بالجنود إلا أن ينزل أويس وخطاب فهم الإثنان مصابان وكان ينظر لرجلي التي تنزف ولجرح خطاب كنت أريد أن أخالفه لكن قدرت أن دخوله مع الأربعة عشر أفضل من دخولنا معه
اضطررنا للنزول وأعطيت سلاحي وكفوفي لجندي غير مسلح وتم اخلاءنا للذخيرة ثم السلاح الطبي كان خطاب يخدم إخوانه وهو مصاب ويتحامل على نفسه ويؤثر إخوته .
عندما تماثل للشفاء وكنت أرتب للقوة التي أقودها في المهندسين قال لي أريد أن أكون معك وافقته ومن منا لا يريد خطاباً بجانبه
لظروف السمع والطاعة لعمه القائد الفذ ذو الشجاعة الفائقة اللواء خالد محمد خير والأسرة جاءني مستئذنا أن يرجع ويطمئن أسرته على نفسه ثم يعود وقد كان ذهب إلى القضارف أو كسلا تقريبا ثم عاد إلى الجبل وهناك كان اصابته الثانية وذهب مستشفياً ثم عاد للمرة الثالثة ويمم وجهه شطر المدرعات الحب الأول
خطاب قائد بالفطرة يقول من معي وليس أنا مع من خطاب يوم استشهاده كان يسهر الليل في استقبال القوة ولم ينم عندما سمع أن هناك مهمة خرج من دون أن يشعروا به كعادته خفيف النسمة
خطاب خرج في موعد مع الشهادة التي تشبهه ويشبهها
خطاب جرح يتجدد
خطاب خادم اخوته
خطاب الصورة أدناه قبل خمسة أعوام يرتدي فيها ربطة العنق يافع يدرس الهندسة في السنة الثالثة له من الأعوام عشرون وله من الأفعال جبال
خطاب إلتقينا في نفس هذا اليوم قبل عام نحمل السلاح ونحن جرحى وبعد عام أنت شهيد بإذن الله ونحن خلفك نحمل رايتك
خطاب إن لم نرزق الشهادة بأعمالنا اسألوا الله أن نوافيكم في جنته
خطاب هو
خطاب لقد عزاني فيك الكثير رغم ألا صلة ولا نسب بيننا بل صُحبة ومحبة في الله عز وجل
أسأل الله أن يجمعنا في ظل عرشه أنت سبقت بك أعملك ونحن أقعدتنا سيئاتنا نسأل الله أن يغفر لنا ويتقبل منك
خطاب
خطاب
خطاب

كل جُرحٍ في حنايانا يهون
‏حين يغدو رايةً تبدو لهم
‏جُرحُنا دامٍ، ونحن الصابرون
‏حزننا داوٍ، ونحن الصامتون
‏فابطشي ما شئت فينا يا منون

#أويسيات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.