ابو المعتصم يكتب : ويخشون فيك هذا أيضاً
ابو المعتصم يكتب :
ويخشون فيك هذا أيضاً
يُزعجهم أن تخوض معارك جوارحهم بفكرك العميق، يُؤلمهم أن تتمسك بهدوئك وببرودك ولا تنساق وراء استفزازاتهم ثم تجلدهم بقول بليغ ، إنك سترهقهم حين تصدح بالحق المبين ، حين تظل متمسكاً بمبادئ العدالة في إصدار الأحكام وإظهار القناعات ، يُوجعهم ثباتك وثقتك بنفسك وصبرك عليهم وحلمك ورباطة جأشك حين تقول لهم أحترم حقوقكم ووجهات نظركم في إبداء آرائكم التي لا تقنعني ولا أقبل بها ، حين تفحمهم بقوة منطقك ، حين تؤكد لهم أنك في الأصل ترسل فكرتك للعقول الصامتة في مجموعات الواتساب، لتسهم في توعيتها وتحصينها من دنس إفك القحاتة وهم عن هذا غافلون. حينها فقط تتعرى عقولهم الضعيفة و تتبرج ألسنتهم وتتقبح ببذيء القول واللفظ وتتقيح الشتم واللعن ، حين تثبت أمامهم وتتصدى لهم ويعجزون عن إحراجك و إخراجك من معارك الأفكار والعقول ، سيقى حينها عقلك واقفاً منتصراً ومنتصباً وحده وقد اختفت من المشهد كل العجول وقد كان لها فقط خوار.
حكومة الجوع تسقط بس ؛ حكومة البشير ؛ الذي كان يبيع المواطن ألف قطعة خبزٍ بألفِ جنيهٍ ، وما ترك وسط الشعب جائعاً ، ولا جعل مواطناً يجاهد في لقمة العيش ، اشتري لك ولغيرك ، تلكم كانت عبارات مشهورة على نوافذ الأفران زمن البشير ، فالمعدم والفقير من جنيه ، كان يتناول من أي فرنٍ بجواره كيساً به عشرين قطعة خبزٍ مجانية معلقة على جانب نافذة البيع ولا يدري من الذي تصدق عليه بلا منٍ ولا أذى.
ذاك هو البشير الذي كتب عنه التاريخ كأول رئيس سوداني سجل السودان عضواً في أوبك ؛ الشركة العالمية للبترول ، هو الذي باع أول شحنة بترول سوداني في السوق العالمية رغم الحصار الأمريكي أحادي الجانب.
القحاتة عملاء الأجنبي والخونة يكرهون البشير الذي جعل الجيش السوداني قوياً ويصنع قوته الوطنية بنفسه في التصنيع الحربي وجياد والصافات يسعون لتفكيك هذا الجيش الذي كان البشير فيه نقطة تحول تاريخية واستراتيجية في بناء القوة السودانية الوطنية ، وهل ننسى مخابرات إسرائيل التي دخلت كأروبيبن وزارت الصناعات الحربية السودانية والوطنية زمن حمدوك واندهشت وتفاجأت ثم أشعلت هذه الحرب لتدمر قوة دفاع وحماية دولة السودان.
عزيزي القارئ ، لا يهم كثيراً أن نمدح البشير، وليس مدحه مدعاة لعودته ويكفي أن آثار ثلاثة عقود سيكتب عنها التاريخ ولن يغفلها قط، ويكفي الاجيال القادمة من السودانيين أن تبحث عن بداية صناعة السيارات في السودان، ستظهر لهم هذه الجملة ، بدأت صناعة السيارات في مصانع جياد في أغسطس ٢٠٠٤م ، بتجميع الأجزاء في عهد الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير.
ولكن المهم أن نناقش ميراث الشعب السوداني طوال عهود الحكومات في تاريخ السودان ، فالبشير حكم ثلاثين عاماً وجاء بخيره ومضى بشره، ويكفيه هذا من ذكرى، ولكن أليس من حقي ومن حقك عزيزي القارئ أن نعرف ماذا ورثنا من إنجازاته وإخفاقاته ، أليس جياد والصافات والتصنيع الحربي أصبحت ملكنا ، ملك الشعب السوداني ، أليست هي مشروعات حقيقية وموجودة في عالمنا المعاصر، أليس سد مروي حقيقة، أليست بناء السدود والطرق القومية والدولية والكباري والإتصالات وعمران المؤسسات والجامعات التي بُنيت حقائق معاصرة، إليس كل هذا جزء من كلٍ في تقدم وحضارة السودان ، أليست هي حضارة ورثها الشعب السوداني، أليس لهذا الشعب الحق في معرفتها والمحاسبة فيها وتثبيت خيرها وتقويم شرها، هل وجدت قحاتي حدثك عن ميراثك الوطني من حكومة البشير ، هل قدم لك قحاتي كشفاً بالمشروعات والبرامج في عهد البشير ، هل سمعت من أي قحاتي تقييماً وتقويماً عن فترة وعهد البشير ، هل عرض عليك القحاتة نقداً إيجابياً، يتضمن الإيجابيات قبل السلبيات ويحصي ويحصر كل أعمال البشير ، هل حدثك قحاتي عن دبابة سودانية ووطنية اسمها البشير وتم عرضها في معارض السلاح الدولية، وهي ورثتك ومشروعك الوطني، هل حدثوك كيف صنعت ومتى صنعت، هل حدثك قحاتي عن السودان زمن البشير والذي أطلق قمراً صناعياً تطبيقياً للأغراض العسكرية والأمنية. أليس هذا ميراثك من حكومة البشير، هل قدم لك قحاتي نقداً بناءً عن خير وشر هذا القمر التطبيقي هل ذكروه لك من قبل؟
لا يهم عندي مدح البشير، يقبله قحاتي أو يرفضه علماني ، ولكن يهمني أن أعرف لماذا يكره القحاتة العلمانيون ذاك البشير حتى بعد أن ذهب وتخلى عن السلطة ، هل لأن البشير ظل ثلاثين عاماً يؤمن المواطن السوداني في بيته وحيه ومدينته وولايته من أي عدوان داخلي أو خارجي ولم يستطيع في عهده أي مرتزق أجنبي أن يتطاول على مواطن سوداني. هل سمعت بتشادي أو حبشي أو نيجري كان واقفاً على الحدود بهددنا زمن البشير، هل سمعت بسفير إماراتي أو سعودي أو إنجليزي كان يتدخل في قرارنا الوطني زمن البشير أو يستطيع أن يقرر ذاك السفير غريب الوجه واليد واللسان عن السودانيين.
هل القحاتة والدول الأفريقية الحقيرة والمتورطة في الحرب ضدنا كرهوا البشير والإسلاميين لأنهم ثلاثين عاماً لم يتهاونوا في أمن وسلامة السودان، ضد التدخلات الأجنبية الحقيرة والنتنة.
القحاتة اليساريون وأسيادهم من الإماراتيين والسعوديين وأمريكا وبقية رعاياهم الأجانب، لماذا ظلوا يكرهون البشير والإسلاميين ، لأنهم كانوا جدار صد وطني منيع ضد المؤامرات الداخلية والخارجية ، وجرب البشير والإسلاميون حرب جيوش دولية من قبل وهزمها الجيش السوداني في الأمطار الغزيرة في نوفمبر ١٩٩٥م، إن كنت قد سمعت بمعركة الميل أربعين ، خاضها البشير بالجيش السوداني الواحد ما قد كان وما سيكون وبالمجاهدين الإسلاميين من أبناء وبنات السودان ، هل حدثك القحاتة عن هذا الشرف الوطني وهل قالوا لك تعرض السودان عام ١٩٩٥م لهجوم جيوش نظامية مكونة من أثيوبيا وأرتربا ويوغندا وكينيا وليبيا وتشاد وبعتاد حربي صهيوني وأمريكي وفرنسي وإنجليزي ، هل حدوثك عن فراسة السودانيين وعن هزيمة جيوش الشيطان الأجنبي الحقير وإنتصار جيشك السوداني والوطني عام ١٩٩٥م. هل تعتقد عزيزي القارئ أن التاريخ لن يذكر هذه الحقائق للأجيال القادمة من السودانيين في رحم المستقبل والغيب. هل تقبل أن يسوق عقلك قحاتي وبحقده وبحسده على خصمه السياسي وهو ليس عدوك ويورطك في معركته الخاصة والمعزولة ويظل يجهلك وتكون أنت أجهل بواقعك من سوداني سيولد في المستقبل بعد قرنٍ من الزمان ، القحاتي ضعيفاً عقلياً وفكرياً ومجرماً خبيثاً يريد أن يدفع بالشعب السوداني كله ليقاتل نيابة عن علماني ويساري نكرة في معركة ليست وطنية وليست معركة الشعب السوداني أصلاً.
لا ترهن عقلك ولا وطنك للأسماء أو للأشخاص أو الأحزاب ، ولا ترهنهما لقحاتي ولا علماني ولا يساري ولا ليبرالي ولا إسلامي.. راهن فقط على وطنك وعلى المشروعات والأفكار والبرامج والخطط وراهن أكثر على أدوارك الذاتية تجاه الوطن وثق بنفسك.. أنت أفضل من كل قحاتي يساري ليبرالي علماني همه أن يعيش شهواته الحيوانية كالكلب تماماً علناً وفي العراء… هل هذا يملك فكراً يقنع..؟