عمر محمد عثمان يكتب : الناجون من معتقلات مليشيا الدعم السريع : حكايات مروعة وغفلة عن الواجب…
عمر محمد عثمان يكتب :
الناجون من معتقلات مليشيا الدعم السريع : حكايات مروعة وغفلة عن الواجب…
إن القصص التي يرويها الناجون من معتقلات مليشيا الدعم السريع الإرهابية تحمل في طياتها تفاصيل مروعة تكاد لا تُصدق. هذه المليشيا، التي عرفت بوحشيتها وعنفها، تركت أثراً بالغاً في نفوس من خرجوا من قبضتها، وكذلك في قلوب عائلات المفقودين والمختفين قسرياً. ومع ذلك، تبدو هذه القضية كما لو كانت مهمشة وغير محل اهتمام كافٍ، سواء على المستوى الشعبي أو السياسي.
قصص الناجين شهادات من عمق الألم حيث يروي الناجون تجاربهم من داخل تلك المعتقلات، حيث كان التعذيب النفسي والجسدي جزءاً من الحياة اليومية. تعرض هؤلاء الأفراد لظروف غير إنسانية، تضمنت الإهانة، الضرب، والتهديد بالموت. كل هذه المعاناة تجسد الوجه الحقيقي لتلك المليشيا التي لم تعرف للرحمة طريقاً.
ورغم فظاعة هذه القصص، لم تتمكن من استقطاب الاهتمام الكافي من المجتمع المحلي والدولي. لقد تركنا الأسر تصارع آلام فقدان أبنائها، دون أن يكون هناك أي جهد سياسي جاد أو ضغوط دولية تُمارس على هذه المليشيا للإفراج عن المعتقلين أو الكشف عن مصير المفقودين.
قضية المفقودين والمختفين قسرياً جرح نازف في ضمير الأمة أن قضية المفقودين والمختفين قسرياً في السودان تشكل واحدة من أخطر الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع. ومع ذلك، فإن التعامل معها لم يرقَ إلى المستوى المطلوب. هذا الجرح النازف يتطلب منا اهتماماً أكبر ورعاية أعمق. فالأسر التي تعيش في حالة من الانتظار والترقب تستحق منا جميعاً أن نقف بجانبها، وأن نطالب بالعدالة لأبنائها الذين غُيبوا قسراً.
دعوة لتشكيل هيئة شعبية مدنيةإن مواجهة هذه المأساة تتطلب تحركاً فورياً وشاملاً. لذلك، أرى أن الوقت قد حان لتشكيل هيئة شعبية مدنية تعنى بهذه القضية. تكون هذه الهيئة مكونة من نشطاء حقوق الإنسان، ممثلين عن الأسر المتضررة، ومحامين وإعلاميين. ستعمل هذه الهيئة على تصعيد القضية دولياً، وتشكيل جبهة ضغط فعالة على المليشيا للإفراج عن المعتقلين والكشف عن مصير المفقودين.
التصعيد الدولي خطوة نحو العدالة من الضروري أن تعمل هذه الهيئة على نقل القضية إلى المحافل الدولية، سواء من خلال الأمم المتحدة أو منظمات حقوق الإنسان العالمية. يجب أن تكون هناك دعوات واضحة لفرض عقوبات على القيادات المسؤولة عن هذه الجرائم، وكذلك لممارسة ضغوط سياسية واقتصادية على المليشيا وحلفائها الدوليين. هذا التصعيد هو الطريق الأوحد نحو إجبار هذه المليشيا على الرضوخ للمطالب الشعبية والدولية بالإفراج عن المعتقلين وإعادة المفقودين إلى ذويهم.
ختاماً إن قضية الناجين من معتقلات مليشيا الدعم السريع الإرهابية، والمفقودين والمختفين قسرياً، تستحق منا جميعاً أن نقف بجانبها وأن نعمل على إبرازها محلياً ودولياً. إن تشكيل هيئة شعبية مدنية تعمل على تصعيد القضية وممارسة الضغوط على المليشيا هو خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق العدالة وشفاء الجروح النازفة في قلوب الأسر المكلومة.
١٠ سبتمبر ٢٠٢٤م