منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

زاوية خاصة نايلة علي محمد الخليفة حصاد الرؤس.. نجاح يهودي وفشل مقاومة

0

زاوية خاصة

نايلة علي محمد الخليفة

حصاد الرؤس.. نجاح يهودي وفشل مقاومة

عندما إستهدفت إسرائيل الشهيد اسماعيل هنية ، في قلب العاصمة الإيرانية طهران وأغتالته ، لم يكن الطريق إليه معبداً وميسوراً ، بل وصلت إليه بعد سنوات من التخطيط ودراسات الجدوى ، إلى أن بذرت بذورها في تربة المقاومة وأينعت الثمار ، وتمت رعايتها حتى شب عودها وأستوت ، فأصبحت في الدائرة الضيقة لقيادة المقاومة ، إلى أن تمكنت من رقبة هنية وقدمته صيداً ثمينا ، وإنتصاراً للموساد الإسرائيلي.

لم تكتف إسرائيل في موسم حصاد رؤس المقاومة ، بالشهيد اسماعيل هنية فالمقاومة عند اليهود لا حدود لها ، بل هي جسم متكامل في الشرق الأوسط ، إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، وهذا ما حدث بالفعل من المقاومة اللبنانية التي تحركت في الجنوب اللبناني ، لتخفيف آلة الطحن اليهودية على المقاومة الفلسطينة ، والشعب الفلسطيني في غزة فأستشاط اليهود غضباً ، من هذا التلاحم فبدأوا في تنفيذ المرحلة الثانية ، من مراحل القضاء على المقاومة في الشرق الأوسط ، وكسر شوكتها فالمرحلة الأولى كانت بتحويل أرض غزة إلى محرقة ، والمرحلة الثانية هي مرحلة تقليم أظافر حزب الله في لبنان.

إغتيال الشهيد حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني في ضاحية بيروت الجنوبية ، يؤكد أن اليهود نجحوا في الاختراق الأمني للمقاومة ، حتى وصلوا كابينة القيادة وفي الدائرة الضيقة لها ، وهذا الجهد متعُوبٌ عليه ، لا وليد العام أو العامين أو العشرة ، يبدو أن جهاز الموساد الإسرائيلي قد تفوق على نفسه وعلى الآخرين ، في موسم التزاوج البشري المخابراتي ، فأنجب عملاء بالميلاد ، وأهلهم لمثل هذا اليوم ولمثل هذه المهام ، حتى تسلقوا إلى دائرة القيادة في المقاومة ، وأصبحوا أرقام مأمونة، وأمناء سر فيها ، وكان حقاً عليهم أن يردوا الدين الذي بذلوه تعب وسهر ، في تربيتهم بلوغاً لهذه المراحل ، فجاء الإستهداف الدقيق الذي لم يخطيء الهدف ، بالزمان والمكان ، لرأسي المقاومة الفلسطينية واللبنانية.

المقاومة في فلسطين وفي لبنان ، فشلت في تحصين نفسها من الاختراق الأمني الإسرائيلي ، الذي وصل شأواً بعيداً ، لحد قطع الرؤس لشل حركتها ، وربما تستعد إسرائيل لمرحلة جديدة ، تمكن عملائها من الجلوس على قمة هرم المقاومة ، 66لتحييدها تماماً وبداية مرحلة جديدة خالية من حركات التحرر ، أو بحركات صُورية تفرض فيها سيطرتها على كامل المنطقة ، مالم تتخذ المقاومة خطوات تصحيحية عاجلة ، تقوم على إبعاد المشكوك في أمرهم ، وغربلة القيادة والقاعدة ، ستصبح المقاومة في كف العفريت الإسرائيلي ، وسيدين لها العملاء بالولاء ، إلى حين ميلاد جيل جديد يبعث روح المقاومة ، وينفض عنها غبار الخيانة ، فالمقاومة بين خيارين إما أن تعمل على نظافة البدن والجسد ، وتواصل نضالها من أجل الحقوق المشروعة ، وإما أن تكون تحت رحمة عملاء الموساد ، وينتهي بها الأمر إلى عبارة “كانت هنا مقاومة” …لنا عودة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.