كتب دكتور أمين حسن عمر : مدني السني….مدينة أنشأها شيخ صالح
كتب دكتور أمين حسن عمر :
مدني السني….مدينة أنشأها شيخ صالح
#معركةالكرامة
مدني السني مدينة أسسها شيخ صالح وسوف يرثها الصالحون بإذن الله .
تعود نشأة مدينة ود مدني إلى القرن الـ16 الميلادي في عهد مملكة الفونج. ومؤسسها هو الشيخ محمد مدني بن دشين الملقب بالسني، والذيّ سمي جده دشين بقاضي العدالة وكان رجلا عابدا صالحا سني العقيدة والمنهج وسمي بالسني لتمسك الصارم بنهج السنة القويم .
وكانت المنطقة التي نشأت فيها مدينة ود مدني واد منحدر وبه غابةً كثيفة، ومع استقرار مدني السني الذيّ جاء إليها من منطقة أربجي ولاية الجزيرة، أقام فيها خلوة للقرآن الكريم وحلقات للتدارس في علوم الفقه والتوحيد والسيرة، وتوافد إليه إثر ذلك عدد كبير من أبناء القبائل طلبا للعلم ، حتى أنه قصده جماعات من جنوب مصر وكان حي المدنيين أول أحياء مدينة واد مدني.
وبسبب موقعها الجغرافي المتميز، حظيت المدينة بمكانة تاريخية جعلت منها عاصمة للسودان في عهد خورشيد باشا عام 1821 إبان الحكم العثماني، حيث تحولت العاصمة من مدينة سنار إلى ود مدني، واختيرت ود مدني أولا قبل سقوط سنار مقرا للحامية المصرية الخديوية تمهيدا لغزو سنار، ومع مقتل إسماعيل باشا انتهت أهمية المدينة بوصفها منطقة عسكرية.
.
مع نشأة مدينة ود مدني وتأسيسها، استقر فيها قبائل عديدة، بعضها قدمت من جنوب مصر وشمال السودان ، من أبرزها العيساب والدرنية والسناهير والهواوير الدناقلة والشايقية. ومع ازدهار المدينة والتحولات الاقتصادية والسياسية، شهدت هجرات عدد من القبائل مثل قبائل رفاعة والعسيلات والحلاويين والعركيين والخوالدة والعوامرة والشبارقة والكواهلة والشكرية.
بعد تغلب المستعمرون على الدولة المهدية عام 1898 وبداية الحكم الثنائي الإنجليزي المصري، أعيد التقسيم الإداري في السودان، واختيرت مدينة الكاملين بولاية الجزيرة عاصمة لمديرية النيل الأزرق، وفي العام 1902 تحولت عاصمة المديرية إلى مدينة ود مدني.
وازدهرت المدينة في فترة الحكم الثنائي حيث بدأت تتخذ شكلا عمرانيا حديثا مع نشاط تجاري جذب إليها عددا من الجنسيات والمهاجرين من الأتراك والأقباط واليهود والشوام، كما شهدت توافدا للعمالة والحرفيين من أجناس عديدة. وبدأ أول تخطيط عمراني بالحي البريطاني “الحي السوداني” الذي سكنه الأداريون البريطانيون.
وفي العام 1900، أُنشئ خط سكة حديد يربط بين مدينتي الخرطوم وود مدني، كما أنشئت مباني رئاسة المديرية والمحاكم والجامع الكبير، لتصير ود مدني أحد أهم المراكز التجارية، وازدهرت فيها الصناعات المحلية من دباغة الجلود وصناعة الأحذية، ولموقعها الواقع على الضفة الغربية للنيل الأزرق اشتهرت ود مدني بصناعة القوارب.
وفي العام 1919، تراجعت أهمية ود مدني بوصفها مركزا تجاريا نسبة لاكتمال خط سكة حديد شرقي السودان، واستعادت المدينة مركزها وأهميتها التجارية بإنشاء الإنجليز مشروع الجزيرة في العام 1925 وكان ولا يزال أكبر مشروع للزراعة المروية في أفريقيا.
كما شهدت مدينة ود مدني تأسيس الملازم علي عبد اللطيف جمعية اللواء الأبيض في العام 1922، حيث قاد ثورة 1924 ضد الاستعمار البريطاني. وللمدينة دور في تاريخ السودان الحديث عبر إنشاء أحمد خير المحامي نواة مؤتمر الخريجين الذي قاد حركة التحرر من الإستعمار على غرار مؤتمر الخريجين الهندي
ولم تكن مدينة ود مدني مركزا لتحولات تاريخية واقتصادية فحسب، بل أقامت فيها شخصيات سياسية مهمة ،إذ أقام في مدينة ود مدني 7 رؤساء دول.
ففي حي القسم الأول بمدينة ود مدني درس وأقام رئيس مجلس قيادة الثورة المصرية اللواء محمد نجيب، وفي مدرسة الأميرية التي أنشئت في العام 1906 درس أول رئيس للسودان وزعيم الاستقلال إسماعيل الأزهري، والرئيس الأسبق لجمهورية السودان جعفر نميري، وإمبراطور أفريقيا الوسطى جان بيدل بوكاسا. وأقام في مدينة ود مدني رئيس مجلس قيادة الثورة الإثيوبية أمان عندوم، ورئيس اليمن الجنوبية الأسبق قحطان الشعبي.
#مدني_ستعود_قريبا