خارج النص يوسف عبد المنان يكتب : الخرطوم تتدبر
خارج النص
يوسف عبد المنان يكتب :
الخرطوم تتدبر
عقد والي ولاية الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزه اجتماعا عاصفا أمس بمقر أمانة الحكومة بامدرمان ضم أعضاء الحكومة ولجنة أمن الولاية ومعتمدي المحليات والأجهزة النظامية والوحدات الحكوميه وقطاعات الكهرباء والمياه والصحة والتعليم واشرك الإعلام الخاص والحكومي في التداول الحر المفتوح لأزمة تعيشها ولاية الخرطوم هذه الأيام ممثلة في نقص المياه والانقطاع التام للتيار الكهربائي بالولاية لمدة أربعة أيام وتداعياته على حياة الناس حيث توقفت كل محطات ضخ المياه والطواحين والمخابز
وضاقت حياة الناس ولكنهم لم يتضجرون أو يثورون في وجه الحكومة بل زادتهم الأزمة إصرار على المضي في دعم الجيش وإسناد القوات التي تقاتل الجنجويد والصبر على كل المؤامرات التي تنسجها دولتي الإمارات وتشاد الأولى بتوفير سلاح القتل والثانية بفتح أرضها ومطاراتها لإلحاق الأذى بالشعب السوداني لا القوات المسلحة ولا حاملي السلاح ولكن الحرب أضحت موجهة للشعب مما يتطلب وضع تدابير وخطة جديدة على الأرض من جهة وتوفير الخدمات بالبحث عن بدائل ودعا والي الخرطوم عاجلا لحل مشكلة المياه وأطلق يد إدارة المياه وخلية معالجة الأزمة لتشغيل كل الآبار الجوفية بولاية الخرطوم من خلال توفير مولدات الطاقة من السوق والمساهمة في توفير الغاز للمخابز لتعمل بطاقتها القوى وتصدرت القوات المسلحة المساهمين في توفير تناكر لتوزيع المياه على الأحياء السكنية وتبعتها قوات الشرطة ممثلة في الدفاع المدني وجهاز الأمن وبدأت ظهر أمس عربات القوات النظامية تجوب الأحياء لتوزيع المياه للمواطنين فيما أقر الوالي أحمد عثمان حمزه بأن الأزمة الحالية ربما تتطاول لأيام عديدة مما يستدعي وضع معالجات قصيرة الأمد ومتوسطة وطويلة الأمد وفك الارتباط مستقبلا بين المياه والكهرباء باستخدام الطاقات البديلة لمحطات المياه
وكشف والي الخرطوم لأول مرة عن تدخل أيادي قوى سياسية عميقة لإجهاض امتحانات الشهادة السودانية بولاية الخرطوم التي وصفها بالمعركة التي لاتقل عن معركة الكرامة التي يخوضها الشعب وقال وزير التربية والتعليم الدكتور قريب الله أن المعلمين قدموا تضحيات كبيرة من أجل تجاوز معضلة الامتحانات في ظل عدوان غاشم من المليشيا لإجهاض الامتحانات
والي الخرطوم أحمد عثمان حمزه مهما تحدثنا عن صموده وإعطائه وإخلاصه وتفانيه في خدمة انسان ولايته لن نوفي الرجل حقه وكلما أحاطت بالرجل المشكلات وحاصرته الأزمات تجلت عنده عبقرية الحلول للقضايا الشائكة رغم ذلك لايحظي الرجل بالدعم الذي يستحقه من الحكومة المركزية وهي لم تغير نظرتها بعد لولاية الخرطوم الغنية والبقرة الحلوب والمركز لايعلم بأن ولاية الخرطوم اليوم من أفقر الولايات السودانيه وأصبحت تتقبل الهبات وقوافل الاغاثات والدعم وهي كانت الداعم الأكبر لكل الولايات عندما تحل بها الكوارث والمحن وعندما طرق الفقر بسبب الحرب أبواب الخرطوم لم تجد غير نهر النيل والشمالية وقد أمسكت بقية ولايات السودان اياديها من الخرطوم مما اضطر الوالي أمس أن يقول ان مخازن الولاية فارغة من القوت وهي في كل يوم تستقبل عائدين من مناطق تواجد المليشيا
أن ولاية الخرطوم تتحدى الآن مصائب تكالبت عليها من كل مناحي الحياة وبقدر تمدد القوات المسلحة شرقا وغربا لاتزال العاصمة الوطنيه تحت وابل القصف المدفعي اليومي وضاعف من محنتها استهداف المليشيا إلى مرافق الكهرباء والمياه لحرب المواطنين بقسوة ولاتجد المليشيا من يردعها معنويا لأن كل صاحب حاجة من احزابنا السياسية يطلب ودها
يوسف عبد المنان
الكرامة 16 يناير
المليشيا