منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

جلال الدين هاشم يكتب : *حرب الغنائم* *( بين الخشن و الناعم )*

0

جلال الدين هاشم يكتب :
*حرب الغنائم*
*( بين الخشن و الناعم )*

“قسموا العالم”… غُنا ما ساكت، دا صوت القارة

الأغنية السمعناها كلنا، البتقول “Ils ont partagé le monde”، بالفرنسية وبالعربى “قسموا العالم”… ما غُنا ساكت، لا هو طرب عابر، لا هو مشاعر بتنتهي، ولا حاجة بتتفك ساي.
دي أغنية مكتوبة بدم التاريخ ودموع القارة السمراء، القارة البتغني ليها في السودان عندنا ناس الكابلي، وردي، وأبو اللمين… كبار الغُنا وناس الوجيعة، هنا كلامى للمغني الفرنسى “تكن جوه فاكولي”.

المغني دا، Tiken Jah Fakoly، فنان من كوت ديفوار (ساحل العاج)، ومن أصدق الأصوات البتوجع، وبتحكي لينا حالنا في وش العالم. والكاتب هو Jean-Louis Aubert، فنان فرنسي معروف، لكن في الغُنا دا، اختار يقول الحقيقة البي نعرفها نحنا، ويقولها من جُوّة التاريخ الأوروبي ذاتو.

الأغنية طلعت كأنها فيلم تاريخي سريع وموجع:

قسموا العالم، قسموا أفريقيا زي الكيكة.

ما استشارونا، ما سألونا، وما اعتذروا.

فرضوا علينا واقع ما بنشبهو، وسابونا نتقاتل فوق حدود هم رسموها، وحدود نحنا كنا عايشين مع بعض فيها بسلام من زمن.

وفي سوداننا الحبيب، جونا بطريقة تانية… وكالتهم المدنيه قحت ، ويبر ، بوريل و فولكر ووكالتهم العسكرية (ق.د.س) ولوّحوا بينا ب سنة ٥٦، ولسه!

لكن الحاجة المُلفتة في الغُنا دا، إنو ظهر فيه “الغرب بالأبيض” بصورة مختلفة نعم ظهر بعمر الصبا والحياة صورة الحَضن، المشاركة، التعاطف — مع فنان أفريقي، أسود، ظهر بعُمر الكهول والموت، مُحاط بشباب وشابات من أوروبا، بيض، لابسين أبيض، ماسكين إيدين بعض، وغنوا معاهو.

طيب السؤال المشروع هنا:
ليه أغنية بتنتقد الغرب، شارك فيها الغرب؟
وليه حضنوا الرسالة؟

هل فاكرين نحنا في “حديقة الأغبياء”، يشفقون مع “حيوان الغابة” زي ما بيشوفونا؟

الإجابة البسيطة والواضحة:
دي محاولة ذكية لإقناع الرأي العام الأوروبي (وربما العالمي) إنو:
الجيل الجديد من الغربيين واعي، مستعد يسمع، مستعد يندم، ومستعد يشاركنا إحساس المحاسبة.

لكن نحنا، نحنا الأفارقة، وبالذات نحنا السودانيين، عارفين الحقيقة:

الاحتضان ما بيغير التاريخ.

الصورة الحلوة دي، ما بتنسينا النهب، والاستخبارات، العماله ، الارتزاق ، والشركات، والاستعمار الجديد البيحصل حتى الليلة.

ما بتنسينا الخيانة من جُوّانا، من ناس زينا، من أدوات داخلية، زي ( قحاته يا سجم الرماد ) والدعم السريع في بلدنا، الببيع تراب الوطن ودهبو وأهلو عشان مصالح أجنبية.

الأغنية دي، برغم الصورة البيضاء، بتقول للعالم:
“المشكلة ما لون الجلد، المشكلة في الجشع، في السلطة، في القوة البتسرق وتنسى الإنسان.”

والزُبدة؟

الأغنية دي، رغم مشاركة الغرب، ورغم كل محاولات تصويرها كأنها مصالحة، بتفضل صرخة أفريقية، حقيقية، طالعة من وجدان فنان اسمو Tiken Jah Fakoly.

صرخة بتحكي لينا نفس الوجع البنعانيه في السودان:
تقسيم، نهب، حرب، خيانة، وسخ، عمالة، واستخبارات…

لكن مع دا كلو، لازم نصبر.

فـ “ما لا يقتلني، يجعلني أقوى”
والوعي هو آخر سلاح بقينا نملكو.

التحية لكل فنان بيغني للوعي، مش للسلطة.

والتحية لكل سوداني شايف الصورة كويس، وما بيغشوهو بالمشهد الفي المسرح،
لأنو الدرب لسه طويل، ولسه الوعى قدّام … ( ما غفلنا ولن نغفل )

اسمع الاغنيه فى الرابط ادناه )
https://www.facebook.com/share/v/15s9jCzGoR/?

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.