منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*دار الريح لا تبكي، بل تستغيث!* محمد التجاني عمر قش

0

*دار الريح لا تبكي، بل تستغيث!*

محمد التجاني عمر قش


دار الريح تبكي الليلة سايلة دموعها
منتظرة الفارس اليواسيها ويداوي جروحها
دار العز محمية كانت بخيول ودروعها
نهبوها الملايش ما خلو حتى فروعها
بغض النظر عن منطوق هذه المربوعة إلا أن دار الريح ليس من طبعها البكاء أو العويل فهي موطن فوارس شهد لهم التاريخ من أمثال إبراهيم ود دير والمنا أبو البتول وصالح جلطة وأمبدة ود سيماوى ونقد الله ود عمر وغيرهم كثر لا يتسع المجال لذكرهم؛ ولذلك نقول إن الدار التي أنجبت هؤلاء ليس من شميتها البكاء مطلقاً، ولكنها في واقع الأمر تستغيث بعدما سيطر عليها الأنجاس المناكيد الذين لم تسلمهم من شرهم وأذاهم حتى المساجد ودور العلم ومقابر المسلمين فقد دنسوها كلها بلا مراعاة لحرمة مكان أو قداسة مهمة ورسالة، وهذا ما جعل كثير من أهالي دار الريح يطلقون صيحات الاستغاثة لإنقاذ ما تبقى في دار الريح وتوفير الحد الأدنى من الأمن لأهلها من جور المليشيا.
ومن المؤسف حقا أن يكون ما حل بدار الريح من صنع العاقين من أبنائها الذين شبوا وترعرعوا بين كثبانها وعلى ذراها الرملية التي ارضعتهم السمن واللبن صغارا ولكنهم جاروا عليها وأفسدتهم الانتماءات السياسية البالية، فثمة منتمون لبعض الأحزاب التقليدية كانوا هم رأس الرمح الذي أصاب خاصرة دار الريح فقد لبسوا الكدمول وحملوا البنادق القناصة وامتطوا صهوات سيارات الدفع الرباعي وغزوا ديار أهلهم بحجة قتال الفلول وبسط قيم الديمقراطية والتحدث باسم أهل الهامش وكانت النتيجة أن أخرجوا بنات أعمامهم من خدورهن ليذقن مرارة النزوح تلفح وجوههن سموم الصيف الحارقة في باجة أم لماع، وبقي هم يستمتعون بلحم الضأن المسروق في قرى محليات بارا الكبرى وفي مراتع النوق في بادية الكبابيش!
ومجموعة أخرى ممن ينتمون لأحد أحزاب العمالة والارتزاق رضوا بأن يكونوا عيونا للدعم السريع المتمرد مقابل جنيهات معدودة لا تسمن ولا تغني من جوع، ولكن هكذا طبيعة الإنسان العميل الذي يمكن أن يبيع نفسه للشيطان بثمن بخس ولذات الحجة التي يتداولها أنصار الأحزاب التقليدية، فقام هؤلاء بالتجسس على أقرب الناس إليهم وأرشدوا الأوباش إلى ممتلكاتهم فنهبوها بدم بارد بينما كان العملاء يصفقون وكأنهم قد أنجزوا عملا عظيما، فتلك خسة ونذالة لم نشهدها من قبل. ولم يكتفي هؤلاء بهذه المنكرات، بل انحطت انفسهم حتى نالوا من أعراض الناس والجيران فيا للعار والجبن!
وثمة فئة ثالثة من نشطاء السياسة تدعي بأنها تناصر الجيش، ولكنها ظلت متوارية خلف الوسائط، تنقل الأخبار، ولاذت بالسكوت السلبي فلم تصدر ولا بيانا واحدا تدين فيه أفعال المليشيا ولم تضع خطة لاستنفار أهل الدار للدفاع عن عرضهم وأرضهم حتى أصبحت دار الريح كلها تحت قبضة المليشيا، يعوثون فيها فسادا، يذبحون الرجال ويستحيون النساء وينهبون الأموال!
أما وقد تولى سعادة الفريق الركن شمس الدين كباشي قيادة المتحركات المتجهة لكردفان ودار فور نود منه أن يصطحب أحد الضباط الكبار من كفاءات القوات المسلحة ليتولى منصب والي شمال كردفان التي بحاجة لشخصية عسكرية مقتدرة تخلصها من دنس المليشيا وتطهر أرضها منهم فقد أرهقوا المواطن وأذلوه، والخريف الآن على الأبواب والناس مشردون من ديارهم ومزارعهم، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في عاصمة شمال كردفان وبعض مناطق النيل الأبيض! ونود منه اتخاذ سياسة صارمة مع كل من سولت له نفسه العبث بأمن المواطن في دار الريح من أدعياء السياسة ومنتسبي الإدارة الأهلية فكل هؤلاء يجب أن يكون مصيرهم الموت الزؤام!

7/7/2025

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.