منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

ألسنة وأقلام / *الإسلاميون ملح الأرض .. وسداتها* د. بابكر إسماعيل

0

ألسنة وأقلام /

*الإسلاميون ملح الأرض .. وسداتها*

د. بابكر إسماعيل

١٢ /٧/ ٢٠٢٥

كان أمير المؤمنين عمر الفاروق (رضي الله عنه) يلح بالسؤال على حذيفة بن اليمان كاتم سر الرسول صلي الله عليه وسلم (خاصة فيما يلي أمور الأمن الوقائي) .. فقد أسرّ الرسول صلي الله عليه وسلم لحذيفة بأسرار كثيرة منها أسماء المنافقين وتفاصيل الفتن التي ستحدث بين صحابته حول الحكم بعد وفاته .. وكان ما يهم عمر أن يعرف أنه ليس من المنافقين وأن الفتنة لا تدركه .. وطمأنه حذيفة بالأمرين .. بل وزاد بقوله بينك وبين الفتنة باب .. فقال عمر وهل يُفتح أم يُكسَر فقال حذيفة: “بل يُكسَر”
فقال عمر إذاً لن ينغلق أبداً .. وكان الباب عمر وتتالت الفتن على المسلمين بعد مقتله ..

كما حذّر الرئيس الأسبق عمر البشير أهل السودان قاطبة من وقوع الحرب الأهلية إن هم أزالوا حكم الإسلاميين.. ولم يأبهوا لقوله بل ظلّوا في غيّهم يعمهون ..”كلّ كوز .. ندوسو دوس” وكنداكة جا .. بوليس جرى” الخ .. من المغيّبات الذهنية ..
أُُسقطت دولة الإسلاميين واشتعلت بعد ذلك الحرب في السودان كالنار في الهشيم ..
لا تُبقي ولاتذر ..
حيث سقطت درّة المدائن الخرطوم في أيدي الأنجاس الأوباش الذين جاءوا من كل حدب ينسلون .. ومن ورائهم شياطين الإنس والجن والعجم والعربان .. وسقطت عاصمة أرض المحنة “مدني” واستبيحت قرى الجزيرة .. وترنّحت سنّار عاصمة السلطنة الزرقاء .. وكادت أن تسقط .. ولكنّ الله حماها ..
وسقطت سنجة والحاج عبد الله وود الحداد والحصاحيصا والكاملين ورفاعة والهلالية وعاصمة البطانة تنبول .. وما أدراك ما تنبول؟ وحوصرت الأبيض وسقطت عاصمة الجمال بارا والرهد .. أب دكنة والفولة والنهود .. وتمنعت الأبنوسة الممشوقة القدّ بابنوسة .. وسطّر قادة جيشها ملاحم للصمود والفداء ..
سقطت كل حواضر دافور .. عدا فاشر السلطان- شنب الأسد – التي تموت واقفة كل يوم تحت الحصار والتجويع وتدوين المدافع وما زالت تئن في صمت وتنزف في ألم .. وتثعب جروحها دماً وهي صابرة صامدة ..
مرفوعة الهامة والهمّة والمورال..

جاء أعداؤنا من كل فجّ عميق ليقتسموا الغنيمة .. فالسودان جنة تجري من تحتها الأنهار بمياه عذبة رقراقة تشق البلاد من أقصاها إلى أقصاها .. وتتوزع على سطحه شبكة من الأنهار كخيوط العنكبوت .. والأرض التي أخطأتها الأنهار تغمرها الأمطار وتخرج شطأها عيشاً وفوماً وعدساً وقثاءاً وبطيخاً وسمسم القضارف ..
وعدا عن حزام الصمغ العربي ونخيل الباوقة والتبر المنثور فوق صحارى السودان .. يلتقطه بعض السيارة بغير كثير عناء ..

بعث الله البرهان والقادة المساعدين له وهم بقية ممن ترك الإسلاميون واصطعنوهم على أعينهم .. وهذا منبع قوتهم وهيبتهم .. وظنّه البرهان وصحبه ضعفاً وطفقوا ينتهزون كلّ سانحة لينفوا علاقتهم بالإسلاميين .. لا با وأودعوا كبارهم السجون وصادروا دورهم وممتلكاتهم وقعدوا لهم كلّ مرصد .. ظانين ظن السوء أن ذاك سيرفعهم في أعين الغثاء بالداخل والخارج .. فشاهت الوجوه ..

والإسلاميون هم من ساندوا الجيش في حرب الكرامة وقنّعوا الكاشفات .. وواسوا المظلوم وأغاثوا الملهوف وحموا العروض والأموال والأرواح وسندوا الدولة من السقوط .. وسالت دماء الإسلاميين أنهاراً واختلطت بماء النيل وطين الأرض .. ليس من ناحية واحدة من القطر .. بل من كلّ النواحي .. !

ولربما حدّثت النفس الأمّارة بالسوء أصحابها بأن يتخلّصوا من الإسلاميين ملح الأرض وسداة لحمتها .. ويا ويحهم إن فعلوا .. فلن يجدوا سوداناً عندها وسيصير حطاماً تذروه الرياح ويمحى من الخريطة كما محيت فلسطين وزنجبار ..
وستذكرون ما أقول لكم وأفوّض أمري إلى الله .. إنّ الله بصير بالعباد ..

ويا شرفاء أهل السودان بكل أحزابهم وطوائفهم .. ودياناتهم .. ابقوا عشرة على الإسلاميين .. أسود السودان فوالله إن تهلك هذه العصابة فلن تجدوا سوداناً على الأرض عليه تتّكئون ..
ألا هل بلّغت ..؟
اللهمّ فاشهد ..

https://whatsapp.com/channel/0029Vb53Ivk5fM5bikGrw32k/134

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.