منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي
آخر الأخبار

*كيف استطاع اليسار السودانى انتزاع حميدتى من الإسلاميين ؟!* إبراهيم مليك

0

*كيف استطاع اليسار السودانى انتزاع حميدتى من الإسلاميين ؟!*

 

إبراهيم مليك

الخميس ٢٠٢٥/٧/٣١

من غرائب الأزمة السودانية أن يتحول حميدتى الذى صنعه الرئيس البشير ومكّن له عسكرياً ليصبح الظهير والحليف لأكثر اليساريين تشدداً المتمرد عبدالعزيز الحلو…
هذا التحول يجب أن يخضع لدراسة عميقة فى تاريخ الإسلاميين…
لم يكن حميدتى أول المتحالفين من الإتجاه الإسلامى مع اليسار فقد سبقه الراحل داؤد يحى بولاد الإسلامى الملتزم الذى تحالف مع جون قرنق وانتهى مصيره بالقتل على يد إخوانه من الإسلاميين الذين اعتبروه خائناً وناكصاً عن العهد…
قبل تمرد حميدتى هناك صراع ظاهر داخل الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطنى بشأن ترشيح البشير هذا الخلاف قاد للانقلاب على البشير من قِبل اللجنة الأمنية…
لم يكن حراك الشارع المسمى زوراً بالثورة المشؤومة ليطيح بالإسلاميين لولا تواطؤ قيادات عسكرية عليا والتى تحالفت مع حميدتى لاحقاً…
فى خضم الفوضى والخلافات الداخلية للإسلاميين استطاع اليسار السودانى والأحزاب القحتية إختراق المنظومة الأمنية والانفراد بحميدتى وإقناعه بأن تكون مليشياته هي البديل للجيش السودانى بعد أن كان متهماً بالقمع أصبح بطلاً. وثورياً قائداً للمهمشين وهذا يثبت حقيقة فوضى السياسة السودانية …
لم تكن هذه الخطوة عبثاً ولا تهوراً إنما جاءت بعد دراسة للأحوال العامة داخل صفوف الإسلاميين الذين تركوا إدارة الدولة وانصرفوا لمشاكلهم الداخلية فضعفوا واستكانوا وأضعفوا مؤسسات الدولة لأنهم يعتقدون أن لا أحد يجرؤ على إزاحتهم من السلطة إلى أن وجدوا أنفسهم خلف القضبان بتآمر من إخوانهم الذين وثقوا فيهم…
هذا الدرس القاسي للإسلاميين والصدمة من خيانة بعضهم قد تبدد الثقة بينهم وتجعل كل منهم يتحسس الذين من حوله….
وهذا الواقع يطرح سؤال هل إقناع حميدتى بعدم جدوى تحالفه مع الإسلاميين جاء من كوادر الحركة الإسلامية المحيطين به أم أن الدائرة القبلية المحيطة بحميدتى هي التى أقنعته بالتحالف مع اليساريين والأحزاب التقليدية ؟!.
لاشك أن القيادى الإسلامى حسبو محمد عبدالرحمن لعب دوراً فى هذا التحول لأنه كان يرى ضرورة الحوار مع حميدتى بعد الانقلاب على البشير حتى لا يستخدم ضدهم ؛ بينما يرى أمين الحركة الإسلامية على كرتى غير ذلك وهذا ما قاد لتباعد الاثنين إلى أن تم فصل حسبو من الحركة الإسلامية واعتباره متمرداً…
لم يكن خطاب حميدتى الموجه لكرتى واتهامه بأنه من أشعل الحرب ناتج عن فراغ إنما بإيعاز من حسبو الذي يسعى لتعرية خصومه إخوان الأمس أعداء اليوم…
خلاف الإسلاميين قاد لمحرقة السودان وهو ما سعى له خصومهم فى الداخل وسعت له الصهيونية العالمية….
حتى لا يبق فى السودان من يقول لا للهيمنة والامبرالية والتبعية للغرب …
كل الأحزاب والكيانات التى تقف بجانب الدعم السريع ترى أن حميدتى هو المنقذ لها من الإسلاميين وهذا ما يجعلها تغض الطرف عن جرائم مليشيات الدعم السريع…
هل يلتئم جرح الإسلاميين بعد هذه التجربة ويجتمع شملهم أم أن الردة الجاهلية والقبلية ستتغلب على روابط الدين ؟
وهل يتنازل شيوخ الإسلاميين لجيل شبابى لقيادة المرحلة القادمة أم سيتشبثون بالبقاء فى القيادة لتصفية حساباتهم ومنح عدوهم فرصة للانقضاض عليهم ؟
إن انشقاق الإسلاميين أفقد السودان عامل مهم من عوامل التماسك لأنهم تيار جامع لكل السودانيين رغم الأخطاء التى صاحبت حكمهم إلا أنهم تيار له تأثير على المجتمع وأكبر من الكيانات الجهوية والقبلية والأحزاب ذات الأجندة الخارجية.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.