منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي
آخر الأخبار

*ما بنعاتبك* د. ليلى الضو ابوشمال

0

*ما بنعاتبك*

 

د. ليلى الضو ابوشمال

يظل يراودني الحنين إلى وطني الجميل لأرضه وترابه وملامحه البسيطة التي لم تتغير على مر السنين ولم تصيبها معالم الحضارة والعمارة والألوان المصطنعة على جدرانه ، حيث تتشابه فيه ملامح المدينة والقرية ويتشابه فيه الطيبون الذين لا يتبدلون، هو أرض الخيرات التي لم نجني ثمارها بعد ، لا زال تلك الارض البكر الخصبة والتي لا تجد من يفلحها ، طحنتها المعارك والحروب ودمرتها السياسة اللغوب وتكالبت عليها الشعوب وظلت شامخة ،، بلادي تئن وجعا وتزيد تشبثا بالأمل لتشهد يوما تصير فيه قبلة لمن في شرقها وغربها وجنوبها وشمالها ، وتكون يوما كما شهد لها من قبل أعدائها بأنها مشروع لسلة غذاء العالم ،، كيف لا وهي الأرض الغنية ذات الخير الوفير، أرض المطامع والساسة المغيبون الذين يرمون به في غياهب الجب وهم لا يدرون ، ولكن لابد ليوم ينجلي فيه الفجر الموعود وقريبا فبعد العسر يسر.
ودائما ما يكون وحي الإلهام المشاهد التي نعيشها في وسطنا المعاش، فالملاحظ أن أبنائنا لا يحملون في دواخلهم ذاك الإنتماء الذي نحمله نحن لوطننا الغالي ودائما ما يستوقفني هذا الأمر ، ولعلي أجد لهم العذر في ذلك لأن الأجيال التي ومع بدايات 1990 م ، لم يجدوا رمزية للوطن في دواخلهم ، حيث أن الوطن لم يقدم لهم تعليم مجاني كما عشناه نحن الجيل الذي سبقهم من تعليم مسئولة عنه الدولة وفرت لهم فيه سبل النجاح، بل درسوا في مدارس خاصة اجتهد راعي الأسرة في توفير كل معينات الحياة السهلة لهم ولم يدخلوا جامعات حكومية ويسكنوا في داخليات ينعم فيها الطالب بالهناء الذي نعمنا نحن به (ودلال وكوب حليب وباسطة وترحيل من الداخلية و للجامعة وغيرها من مترفات الحياة ) ، فالوطن عندهم هو البيت الذي يوفر الراعي فيه الحياة الكريمة المترفة لهم ، لم ينالوا في تعليمهم قيم الوطن لأنهم قد يرددون في طابور الصباح نحن جند الله جند الوطن وقد لا يرددون ، ولا يزورون المتاحف ولا المناطق الأثرية ، ولم يتغذوا في مناهج دراسية على ارث يحببهم في بقعتهم الجغرافية التي تسمى وطن، فأصبحت أوطانهم ماليزيا وتركيا التي يقضون فيها عطلاتهم الدراسية، وربما دول الاغتراب ، حيث يعمل الوالد المكافح ويقبض الدرهم والريال ،، وفي الجامعات لا تحكمهم قوانين ولوائح لأنهم يروا أنهم درسوا بمالهم ويمنون على جامعاتهم بذلك،، فبالله عليك كيف لهؤلاء أن يعشقوا أوطانهم؟؟
هم جيل شهد انفصال الجنوب وحرب الغرب وانقسامات الشرق ، وهم جيل عاصر الحرب في داخل ديارهم فولوا هاربين من جحيمها ،، هذا الجيل الآن لا يود العودة مرة أخرى ، لكن لابد من استرداده ولابد من اجتهاد يثبت لهم أن بلادهم هي الأرض الحنين التي تقبلهم دون تأشيرات دخول واقامات ودون حاجة للتسلل،، هي تلك الأرض الطيبة التي تنادي الآن ، ولأنهم هم الشباب ونافذة الأمل التي يطل من خلالها سودان الغد الجميل لابد من عودة ولو في الخاطر.
لهؤلاء الشباب أقول لقد سطر الشاعر ابو آمنة حامد كلمات في محبوبة ،،،ولكني اسمع الان الوطن هو الذي يتغنى بها لمحبيه
لو بتلقى زول يحبك زينا
زول يشيلك في عيونو
في ضلوعو وفي دموعو
في ابتساماتو وهناهو
لو بتلقى ما بنعاتبك
ما بنعاتبك نحنا ما ناسك
( ما بنعاتبك لأنه نحنا ما ناسك)
*همسة* قطعا ما بنلقى أبدا ياوطني حتى الذين فارقوا الدنيا في مغتربهم لم يجدوا ثرى يحسن ويكرم أجسادهم كما تفعل انت بنا.
اللهم أحسن الخلاص
ليلى الضو ابوشمال
٢٠٢٥

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.