منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د. لؤي المستشار يكتب :  *يا بني يا حبيبي يا فلذة كبدي ما أود قوله لك قد قاله أدهم شرقاوي على لساني فإليك أسوقه*

0

د. لؤي المستشار يكتب :

 

*يا بني يا حبيبي يا فلذة كبدي ما أود قوله لك قد قاله أدهم شرقاوي على لساني فإليك أسوقه*

:

السّلام عليك يا صاحبي،
‏ لعلّكَ الآن تقولُ في نفسك: كيف سيرجع الله لي حقي؟!
‏أو لعلكَ كنتَ أكثر غضباً فقُلتَ: كيف سينتقم اللهُ لي؟!
‏إنكَ تنظرُ الآن في الأسباب فيبدو كلَّ شيءٍ أمامك شائكاً وصعباً!

‏يا صاحبي،
‏لا تُفكِّرْ في صعوبة ظرفك،
‏فكِّرْ في قوَّة الرّبِ الذي تدعوه!
‏منذ متى نسأل الله عن الكيف يا صاحبي؟!
‏الكيف هذه للهِ وحده،
‏نحن ندعوه بيقينٍ فقط!
‏أما ترتيبات المعركة،
‏وسلاح الانتقام فهي من شأن الرَّب
‏القادر الذي سيدبرها بحكمته!
‏اللهُ سبحانه دوماً يدهشنا بالسلاح الذي يختاره للمعركة!

‏عندما رفع نوح عليه السّلام يديه إلى السماء قائلاً:
‏” أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ”
‏لم يكن يخطر في باله أبداً أن انتقام الله سيكون مدوياً،
‏وصاعقاً إلى هذه الدرجة!
‏لعلَّ أكثر ما كان ينتظره أن يهلكهم الله بضربة واحدة أو صيحة!
‏لا أحد من سكان الأرض ولا السماء،
‏كان يتوقع أن يكون الماء هو سلاح المعركة!
‏الذي سيختاره الله سبحانه لنصر عبده المظلوم،
‏وصدر الأمر الإلهي للسماء أن تنهمر،
‏وللأرض أن تُخرج ماءها، والبحار أن تطغى،
‏غرقت الأرض حتى آخرها إلى أن صار لا عاصم من أمر الله إلا الله!

‏قصص القرآن ليست للتسلية يا صاحبي،
‏إنها عقيدة، ودروس في الإيمان،
‏وليس للمظلوم إلا أن يرفع شكواه!
‏أما تفاصيل المعركة وسلاحها،
‏فهذا كله من شأن الذي يُدبر كل شيء بحكمته!

‏يا صاحبي،
‏إنكَ لو عشتَ زمن النمرود،
‏ورأيته يأمر الناس بالسجود له،
‏ورأيته يُناظر إبراهيم عليه السّلام بكل بجاحة،
‏ويقول: ” أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ”!
‏لربما سألتَ نفسكَ باستغراب: كيف سيُغيِّر الله كل هذا؟
‏أي سلاحٍ فتّاكٍ سيختاره الله ليذلَّ هذا الطاغية،
‏وبالطبع ما كان سيخطرُ على بالكَ أبداً أنَّ الله سبحانه،
‏سيرسل جندياً واحداً من جنوده لينتقم به،
‏جندي صغير لا يكاد يُرى بالعين المجردة!
‏بعوضة! أجل بعوضة واحدة أدخلها في أنفه لتستقرَّ في دماغه!
‏فلا يهدأ إلا حين يضربه الذين كانوا يسجدون له بالأحذية على رأسه،
‏بهذه الطريقة المدهشة يُدبر الله الأمور يا صاحبي!

‏يا صاحبي،
‏إنك لو شهدتَ اللحظة التي وُضع فيها إبراهيم عليه السّلام،
‏في كفة المنجنيق ليُلقى في النار!
‏لقلتَ في نفسكَ: ربما سيُطفئ الله النار بماءٍ يُنزله من السماء دفعةً واحدة!
‏كان هذا حلاً وحيداً لو أن النار تحرقُ بأمر نفسها!
‏ولكن هذه النار لا تحرقُ إلا بأمر ربها،
‏فصدر إليها الأمر أن تكون برداً وسلاماً فكانتْ!

‏إن الله سبحانه يُغيِّرُ خواص الأشياء إن أراد ذلك،
‏السكين الحاد لم تذبح إسماعيل عليه السّلام يا صاحبي!
‏والحوت المفترس لم يأكل يونس عليه السّلام وإن ابتلعه،
‏كل شيءٍ في هذا الكون يعملُ بأمر الله،
‏فلا تنظُرْ في الأسباب،
‏كُنْ مع ربِّ الأسباب يكفيك مؤونتها!

‏والسّلام لقلبكَ

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.