*مستشفى دنقلا التخصصي… حين يتحول العلاج إلى رحلة نحو الموت!* كوداويات / ✍️ محمد بلال كوداوي
*مستشفى دنقلا التخصصي… حين يتحول العلاج إلى رحلة نحو الموت!*
كوداويات /
✍️ محمد بلال كوداوي
يا للأسى! ويا لهول ما بلغناه من انهيار!
ما عاد الحديث عن تردي الخدمات رفاهية في بلد بات فيه البقاء على قيد الحياة تحدياً يومياً وما عادت الكلمات تفي بوصف ما آل إليه حال *مستشفى دنقلا التخصصي* الذي استحق عن جدارة اللقب الذي أطلقه عليه الناس: *مستشفى الموت.*
*أيعقل هذا؟*
أيعقل يا سعادة والي الولاية الشمالية؟
أيعقل يا سعادة وزير الصحة الولائي
أن تُترك مستشفى مرجعية بهذا الحجم بلا كهرباء؟!
أيعقل أنه لا مولدات ولا طاقة شمسية ولا حتى شمعة في عز الظهيرة التي تجاوزت حرارتها الخمسين؟!
*أي نوع من القسوة هذه؟!*
أي انحدار إداري هذا الذي يترك المرضى يتعذبون داخل غرف ضيقة ٤×٤، لا علاج ولا تهوية فيها ولا أجهزة تعمل ولا نظافة ولا مياه ولا حمامات صالحة ولا حتى كرامة؟!
الذباب يملأ المكان والبعوض يتنقل بين أجساد المرضى والأطفال كأنه في وليمة دائمة والروائح الكريهة تزكم الأنوف .
بينما الناس تهرب من داخل المستشفى إلى ظل شجرة في الخارج لعلها تجد بعض الهواء النقي وبعض الرحمة!
*أين أنتم من هذا؟!*
أين ذهبت أموال المحليات؟ أموال الذهب؟
أليس ما يدخل من ذهب الشمالية كافياً لبناء مستشفى متكامل بأحدث المواصفات؟ دعك من ترميم وتركيب طاقة لمستشفى يقصده جميع أهلنا المغلوبين على امرهم .
أم أن لعنة الفساد وضيق الأفق وطغيان المصالح الخاصة باتت أكبر من آلام المواطن وحقه في الحياة والعلاج؟!
يا سادة يا والي الشمالية ويا وزير الصحة
دنقلا ليست مدينة نائية في أقاصي الصحراء دنقلا هي عاصمة الولاية الشمالية!
وأهلها مزارعون بسطاء يعيشون على أمل موسم حصاد يسدون به جوعهم.
يعيشون بكهرباء تأتي فقط ٦ ساعات في اليوم بلا انتظام بلا مواعيد وكأنهم في عصور ما قبل المدنية.
بل إن عصور ما قبل المدنية كانت أكثر رحمة!
*اتقوا الله في هذا الشعب السوداني المغلوب على أمره.*
اتقوا الله في هذه النفوس المرهقة التي لم تجد في مستشفاها غير الظلمة والوسخ والموت الصامت!
اتقوا الله… فالساكت عن الحق شيطان أخرس والمسؤول الذي يرى الظلم ولا يتحرك شريك فيه.
*كفى!*
كفى تهميشاً كفى استخفافاً بحياة الناس كفى استهتاراً بمعاناة الأبرياء.
إن ما يحدث في مستشفى دنقلا جريمة مكتملة الأركان ووصمة في جبين كل مسؤول تغافل أو تواطأ أو تفرّج بصمت!
فإما أن تتحركوا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه
أو ارحلوا ودعوا من يملك قلباً وعقلاً وضميراً يدير شأن هذه الولاية.
*فالموت أهون من حياة تُهان فيها كرامة الإنسان بهذا الشكل المهين.*
*حسبنا الله ونعم الوكيل*