منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

خبر و تحليل عمار العركي *قسمـة وتعذيـب: لا تقسيم للسودان ولا نصيب للعدوان*

0

خبر و تحليل عمار العركي

 

*قسمـة وتعذيـب: لا تقسيم للسودان ولا نصيب للعدوان*

قسمة

 

* لم يكن اسمها “قسمة” مصادفة، فقد تحوّلت في لحظة إلى مرآة تختصر المأساة السودانية كلها. قسمة، التي عُلِّقت على شجرة ويداها معقودتان إلى الخلف وجسدها النحيل يتأرجح في الهواء، صارت رمزًا لإنسانٍ سُلبت كرامته، تمامًا كما يسعى آل دقلو لسلب وطنه وتقسيمه.
* الجلباب الأحمر الذي ارتف على جسدها بدا كرايةٍ من دم، وكأنها تقول للعالم: هذه هي “قسمة” المرأة السودانية في زمن المليشيا – إهانة، إذلال، وتعذيب. وفي المقابل، هذه هي “قسمة” الوطن الذي يريدون تمزيقه – نهبًا، استباحةً، وتشظيًا على مقاس أطماعهم.
* الجلاد، السفاح السفاك عبدالله الصكّا، لم ير في توسلاتها إلا فرصة للتلذذ بمشهد الإذلال. لكنه لم يدرك أن اللحظة التي عُلِّق فيها جسد قسمة، هي ذاتها اللحظة التي عُلّق فيها مشروعهم المفضوح: تقسيم السودان عبر كسر إنسانه وإذلال نسائه.
* قسمة لم تكن مجرد ضحية، بل صارت رمزًا مضادًا لمشروعهم. فالمرأة السودانية التي أرادوا كسرها، وحدت السودانيين جميعًا حول قضيتها. وصوتها المبحوح وهي تناشد جلادها صار صرخة وطن بأكمله، يرفض أن يُقسَّم أو يُجزَّأ، مهما حاولت المليشيا أن تجعل من الدم وقودًا لمشروعها.
* قسمة اليوم ليست مجرد اسم في سجل الشهداء، بل عنوان لمعادلة جديدة: كلما صعّدت المليشيا جرائمها لتقسيم الوطن، ارتفع اسم قسمة رمزًا لوحدة السودانيين في وجههم. وهكذا سيبقى شاهدًا على أن الوطن لن يقبل “قسمةً” على اثنين، وأن الدم السوداني مهما نزف، سيبقى أقوى من كل مشاريع التشظي.
* لقد حاولوا أن يجعلوا من السودان غنيمة تقسيم، لكن اسم “قسمة” جاء ليقلب المعادلة:
* قسمة الروح لا تقسيم الأرض، قسمة الكرامة لا تقسيم الهوية، قسمة الدم الطاهر الذي يوحد، لا تقسيم الخرائط الذي يشرذم.
* وهكذا تصبح الشهيدة قسمة رمزًا خالدًا لوطن لا يقبل القسمة على مليشيا ولا على أطماع.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.