من سيرة رموز الشرطة  لواء م محمد الحسن جاد الله  *اللواء شرطة (م) فتحي عبده حسن.. الضابط الذي حرصت إدارة الجوازات على استمراره فيها سنوات* 

من سيرة رموز الشرطة

 

لواء م محمد الحسن جاد الله

 

*اللواء شرطة (م) فتحي عبده حسن.. الضابط الذي حرصت إدارة الجوازات على استمراره فيها سنوات*

 

 

*إلى جنات الفردوس، أخي الحبيب اللواء شرطة (م) فتحي عبده حسن عثمان عمر*

*قال تعالى:{ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَيِّتون * ثُمَّ إِنَّكُم يَومَ القِيامَةِ عِندَ رَبِّكُم تَختَصِمونَ }[ الزمر: ٣٠-٣١ ]*

*وقال تعالى:{ كُلُّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ وَإِنَّما تُوَفَّونَ أُجورَكُم يَومَ القِيامَةِ فَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ وَأُدخِلَ الجَنَّةَ فَقَد فازَ وَمَا الحَياةُ الدُّنيا إِلّا مَتاعُ الغُرورِ }[ آل عمران: ١٨٥ ]*

*وقال الشاعر:*
*كلُّ ابنِ أنثى وإن طالتْ سلامتهُ*
*يومًا على آلةٍ حدباءَ محمولُ*

*وقال ابن النبيه:*

*الناسُ للموتِ كخيلِ الطرادِ*

*فالسابقُ السابقُ منها الجوادُ*

*واللهُ لا يدعو إلى دارِه*
*إلا من استصلحَ من ذي العبادِ*

*والموتُ نقّادٌ على كفِّه*
*جواهرُ يختارُ منها الجيادُ*

*والمرءُ كالظلِّ ولا بدَّ أن*
*يزولَ ذاكَ الظلُّ بعد امتدادِ*

*لا تصلحُ الأرواحُ إلا إذا*
*سرى إلى الأجسادِ هذا الفسادُ*

*أرغمتَ يا موتُ أنوفَ القنا*
*ودستَ أعناقَ السيوفِ الحدادِ*

*لبّى نداء ربه في الثلاثين من أغسطس الماضي، الأخ الحبيب فتحي عبده حسن، إثر علّةٍ لم تمهله طويلًا.*
*وُلد الفقيد في مدينة القاهرة بتاريخ ، ٢٢ / ٤/ ١٩٦٦م.*
*والده، طيب الله ثراه، ينحدر من منطقة القولد، كان يعمل بجهاز المخابرات في مصر، ثم انتقل للعمل بجهاز المخابرات في السودان.*
*والدته لها الرحمة والمغفرة : الحاجة فاطمة إبراهيم بابكر.*
*له شقيق واحد: محمود، وخمس شقيقات: فتحية، آمنة، هدى، سعاد، وأسماء.*
*تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط في الخرطوم،*
*وتلقى تعليمه الثانوي في الكلية القبطية بالخرطوم،*
*وتخرج في كلية الحقوق، جامعة القاهرة – فرع الخرطوم.1990*

*نشأ الفقيد اللواء شرطة (م) فتحي عبده حسن على زين المكارم والخصال، تقيًّا نقيًّا ورِعًا، لا تفارق البسمة محيّاه الوسيم.*
*التحق بكلية الشرطة في يوليو 1991، ضمن الدفعة (61) جامعيين، وتخرج فيها برتبة ملازم أول في يوليو 1992.*
*تشرفتُ بمعرفته ومزاملته لثلاثة عقود ونيف، منذ التحاقنا بكلية الشرطة إلى انتقاله للرفيق الأعلى. وجدته نعم الأخ، والحبيب، والصديق، والخلّ الوفي. عُرف بالخلق الرفيع، والطيبة، والتهذيب، والصدر الرحيب.*

*عمل بعد تخرجه في كلية الشرطة بالإدارة العامة للجوازات والهجرة والجنسية والبطاقة الشخصية (1992م–1998م)، حيث عمل في قسم البطاقة الشخصية، ثم انتقل إلى إدارة الحج والعمرة، ثم مكتب جوازات السكة الحديد، ثم المكتب الخاص بالجوازات، ثم جوازات الأطباء.*
*حرصت إدارة الجوازات على بقائه في الإدارة لأطول فترة، لما عُرف به من أداءٍ رفيع، وسلوكٍ قويم، وسيرةٍ عطرة حسنة، كانت على كل لسان، ولإجادته فن التعامل مع الزملاء والجمهور.*
*عمل سكرتيرًا أول بسفارتنا في الرياض، مشرفًا على الجوازات في الفترة من 1998م إلى 2002م، وكان فيها وجهًا مشرقًا وسفيرًا للشرطة. تميز بحسن الخلق وطيب المعشر، واشتهر بحسن معاملته للمغتربين والمتعاملين مع السفارة، وتوالت عليه الإشادات والتقدير من كل صوبٍ وحدب.*
*بعد عودته من السفارة، نُقل إلى شرطة ولاية شمال دارفور (الفاشر)،*
*وفي الفترة من 2012م إلى 2015م، عمل مديرًا لمحلية مليط، حيث أوجد علاقات مميزة مع الإدارة الأهلية ورموز المجتمع، واندمج معهم مشاطرًا لهم في السراء والضراء، ومشاركًا في حل النزاعات القبلية ورتق النسيج الاجتماعي بالمنطقة. وقد تميز بالحكمة والحنكة والرأي السديد.*
*نُقل مديرًا لإدارة الاستخبارات بالإدارة العامة للشرطة الأمنية (2015م–2016م).*
*ثم نُقل إلى شرطة ولاية الخرطوم، رئيسًا لقسم الخرطوم وسط، وقد حقق فيها إنجازات عديدة، وعلاقات مميزة برموز المنطقة، وشهد عهده استتباب الأمن بدائرة اختصاصه.*
*كان دقيقًا ومنضبطًا في عمله، لا يُجامل أحدًا.*

*الدورات التي تلقاها الفقيد:*
*- دورة أساسيات الحاسوب – شركة كوشايت (2007م)*
*- دورة في أمن المطارات – الأمم المتحدة (ديسمبر 2009م)*
*- المشاركة في الملتقى العلمي نحو استراتيجية عربية لمكافحة الاتجار بالبشر – القاهرة (ديسمبر 2010م)*
*- دورة تدريبية في تحديد وتحليل وتقييم الاحتياجات التدريبية (أبريل–مايو 2013م)*
*- دورة متقدمة في اللغة الإنجليزية – معهد السودان القومي للغات (15 مايو – 12 يونيو 2016م)*
*- الفقيد حاصل على زمالة أكاديمية الشرطة العليا 2016 م*

*الأوسمة والأنواط:*

*-وسام الخدمة الطويلة الممتازة – من رئيس الجمهورية*
*- وسام الإنجاز العسكري – عام 2010 م.*
*- وسام الإنجاز العسكري – عام 2017م*

*الفقيد متزوج من الأستاذة كوثر محمد عزالدين٠*

*وقد وهبه الله خمس زهرات جميلات، اجتهد كثيرًا في تربيتهن على زين المكارم والخصال:*
*- شيماء: تخرجت في جامعة الرباط الوطني – كلية علوم الحاسوب*
*- فاطمة: تخرجت في كلية طب الأسنان – جامعة الرباط الوطني.*

*-رميثاء: تخرجت في جامعةالسودان – كلية رياض الأطفال*

*-غيداء: طالبة بجامعة الخرطوم – مدرسة العلوم الإدارية ٠ ٠٠*

*- خنساء: طالبة بالمرحلة الثانوية – المستوى الثالث*
*نسأل الله أن يحفظهن ويرعاهن بعينه التي لا تنام،*

*ونسأل الله أن يكون الفقيد ممن قال فيهم رسول الله ﷺ :-*

*”من كان له ثلاثُ بناتٍ فصبر عليهن وأطعمهنَّ وسقاهنَّ وكساهُنَّ مِن جِدَتِه كنَّ له حجابًا من النَّارِ يومَ القيامةِ.”*

*أُحيل الأخ الحبيب فتحي عبده حسن للتقاعد في 11 أكتوبر 2018م برتبة عميد شرطة،*
*وفي عام 2022م، تم ترقيته إلى رتبة لواء شرطة (م) ضمن جبر الضرر الذي شمل عددًا مقدرًا من المتقاعدين.*

*نسأل الله أن يتقبله بواسع رحمته، وأن يحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.*
*اللهم جازه بالحسنات إحسانًا، وبالسيئات عفوًا وغفرانًا.*
*اللهم اجعل الجنة مثواه ومأواه، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، ومدّ له فيه مدّ بصره.*
*اللهم يمن كتابه، ويسّر حسابه، ونوّر مرقده، وطيّب مضجعه، وعطّر مشهده، وآنس وحشته، وارحم غربته.*
*اللهم اجعل البركة في عقبه إلى يوم الدين.*

*{ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَیۡهِ رَ ٰ⁠جِعُونَ}*

*أخوكم المكلوم،.*

*دفعتك*

*✍️محمد الحسن جاد الله منصور*

*الثلاثاء 16 / 9 / 2025*