*كيلة بلح* د. أحمد عيسى محمود عيساوي
*كيلة بلح*
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
(٠١٢١٠٨٠٠٩٩*٠٩٠٦٥٧٠٤٧٠)
فاشر السلطان ما بين جنة دولة (٥٦) ونار دولة تأسيس. حصار وتجويع من قوى عسكرية متمردة غاشمة وبمباركة قوى سياسية عميلة. كل ذلك تحت سمع وبصر العالم أجمع. وفي ظل ذلك الواقع البئيس مازالت فاشر السلطان صامدة، ومازال الجيش يقوم بواجبه على أكمل وجه. وتطبيقًا لشعار (جيشٌ واحد.. شعبٌ واحد) يُعلن شباب مدينة (قنتي) بالشمالية عن التبرع للفاشر المحاصرة بكيلة بلح من كل مواطن. إنه شعب دولة (٥٦) الأبي. إنها قبيلة الشوايقة المغضوب عليها من حثالة المجتمع السوداني. إنهم الجلابة الذين يؤثرون على أنفسهم في كل الأمكنة والأزمنة. شكرًا شباب قنتي على تلك المبادرة الطيبة. وقبل أن تثلجوا صدر الشعب السوداني، فقد أحييتم فضيلة (الجود بالموجود). وليت بقية قرى وفرقان ومدن السودان أن تتشبه بقنتي. وقديمًا قيل: (التشبه بالرجال فلاح). وهذه الخطوة العفوية بكل تأكيد لها مردودها النفسي الإيجابي عند أهل الفاشر، ولها وقع السحر في بقية السودان. لذا نناشد كل منطقة أن تساهم بقدح الكرامة من إنتاجها المحلي – لدعم الفاشر التي بلغت المسغبة حدًا أن يقتات المواطن من علف الحيوان – ليكون رديفًا لحرب الكرامة. أي بمثابة هارون لموسى. وخلاصة الأمر رسالتنا لشعب دولة (٥٦) أكرموا عزيز قومٍ (الفاشر) ذُل، وهذا أبسط ما نقدمه لكاسية بيت الله الحرام.
الأحد ٢٠٢٥/٩/٢١
نشر المقال… يعني لقمة في بطن جائع كجبل أُحد.