منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*الخرطوم تستغيث.. أوبئة تفتك بالشعب والدولة عاجزة!* كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي

0

*الخرطوم تستغيث.. أوبئة تفتك بالشعب والدولة عاجزة!*

 

كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي

 

في قلب الخرطوم المدينة التي كانت يوماً ما تُلقّب بعروس النيلين ينهش المرض أجساد أهلها بلا رحمة.

حمى الضنك، الملاريا والتايفود أصبحت ضيوفاً ثقيلة في كل بيت، فلا تكاد تدخل منزلاً إلا وتجد الأسرة بأكملها طريحة الفراش بين محموم يتصبب عرقاً ومريض يئن من الوجع وآخر يائس يبتلع الأدوية بلا جدوى.

المشهد اليوم يفوق الوصف.
البعوض يتكاثر في البِرك والأزقة والشوارع بطريقة خيالية حتى باتت الخرطوم وكأنها تسبح في بحر من الحشرات القاتلة في ظل غياب كامل لأي جهد حقيقي من ولاية الخرطوم ووزارة الصحة.

فالرش غائب والرقابة معدومة والحديث الرسمي لا يتعدى بيانات باردة لا تُشفي مريضاً ولا تُخفّف ألماً.

لقد فقدت الناس الثقة في قدرة السلطات على مواجهة هذه الكارثة.

فالمرض يفتك بالأحياء والمستشفيات تئن من الاكتظاظ والعقاقير إما شحيحة أو تُباع بأسعار فلكية لا يقدر عليها المواطن الغلبان الذي يكتفي بالبندول أو الأعشاب في محاولة بائسة لمقاومة هذا الوباء.

إن ما يحدث اليوم ليس مجرد أزمة صحية عابرة بل هو كارثة إنسانية مكتملة الأركان تهدد حياة الملايين، وتكشف انهيار المنظومة الصحية وضعف الإدارة وغياب الإرادة.

نحن اليوم لا نخاطب حكومة عاجزة فقط بل نوجه نداءً عاجلاً إلى المنظمات الدولية والإقليمية إلى كل جهة إنسانية رحيمة
تدخلوا لإنقاذ أهل الخرطوم والسودان قبل أن يتحول هذا الوباء إلى مقبرة جماعية صامتة.

إن هذا الشعب الطيب البسيط لا يستحق أن يُترك يواجه الموت وحيداً في معركة غير متكافئة مع بعوض لا يرحم وأمراض تفتك بلا هوادة.

فلتكن هناك قوافل دواء ورش عاجل وجهود حقيقية قبل أن نصل إلى نقطة اللاعودة.

اليوم الخرطوم تنادي.. فهل من مجيب؟

ومن سيسمع صرخة المريض الذي يئن في ظلام الليل وحرارة جسده تشتعل ولا يملك سوى الدعاء؟

*اللهم اشفِ مرضانا، وارحم ضعفنا، وألهم العالم أن يتحرك قبل فوات الأوان*.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.