منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

الجيلي محجوب يكتب :  *شكراً حماس ،، و يظل الجهاد ماضٍ رغم الانحناء للعاصفة*

0

الجيلي محجوب يكتب :

 

*شكراً حماس ،، و يظل الجهاد ماضٍ رغم الانحناء للعاصفة*
غزة غزة

 

 

في زمن الخذلان العربي والتواطؤ الدولي تقف حماس اليوم في قلب العاصفة .
نعم وقّعت اتفاقًا في غزة لكن الاتفاق ليس نهاية المطاف ولا تراجعًا عن الثوابت بل هو محطة من محطات الصراع واستراحة مقاتل يهيّئ فيها نفسه لجولة جديدة .

من السهل على الشامتين أن يرفعوا أصواتهم وأن يوزّعوا التهم وأن يعلنوا “انتصار الهزيمة” كما يتوهمون .. لكنهم يغفلون أن حماس – التي صمدت وحدها – لم تجد من العرب والمسلمين نصيرًا يُذكر بل تُركت وحدها أمام آلة حرب مجنونة ومع ذلك صمدت بل وأثبتت أنها الرقم الأصعب في معادلة لا ترحم .

أية حركة مقاومة في التاريخ لم تُحاصر ولم تُحارب ولم تُشوَّه؟ لكن الذين ينحنون للعاصفة يعرفون أن البقاء هو للثابتين على الجذور لا للغبار العابر .

الجهاد في فلسطين لم يبدأ مع حماس ولن ينتهي بها لكنه في حماس وجد عنوانًا عسكريًا وسياسيًا عصيًّا على الكسر .. حماس اليوم ليست أضعف مما كانت بل أكثر وعيًا بالتحديات وأشد تصميمًا على البقاء وأقدر على المناورة بين شراسة العدو وخيانة القريب وصمت العالم .

أما الذين يشمتون اليوم فليعلموا أن التاريخ لا يرحم الجبناء والمتخاذلين .
من ترك غزة وحيدة و من صمت على دماء الشهداء و من باع القدس في أسواق التطبيع كلهم شركاء في الجريمة .

حماس لم تُهزم ولم تتنازل عن جوهر مشروعها بل انحنت قليلًا أمام عاصفة عاتية وستعود لترفع الراية من جديد .. والراية هذه المرة أثقل لأنها تحمل دماء آلاف الشهداء وصبر الملايين من المحاصرين وإيمانًا لا ينكسر بأن فلسطين كلها حق لا يقبل القسمة ولا المساومة .

إنها مرحلة عابرة وامتحان عسير لكن المقاومة ستبقى وحماس ستبقى والجبناء والشامتون هم العابرون .

اقدِّر كلام من يظنون أن بداية هذه الحرب لم تكن مُعدَّة بصورة كافية وأن طغيان الحماسة على التمهل قد أثر في بعض الميادين .. لا أحد ينكر أن التهور أو الاستعجال يمكن أن يكلف وأن التريث والتحضير العميق قوة لا ضعفًا .. و لو تريثنا أكثر و أعددنا أنفسنا أعمق لربما اختلفت بعض النتائج لكن الواقع الذي نعيشه يعلمنا درسًا آخر بان هناك جولات تُخاض ليست فقط لقياس القوى بل لتعليم الأجيال كيفية التعافي وإعادة البناء .
إن اعتبرنا هذه الجولة درسًا قاسياً فقد استفدنا وإن اعتبرناها هزيمة كلية فقد أخطأنا التقييم فهي جولة تُحصّننا نُعيد فيها ترتيب الصفوف ونُعدّ العدة لما هو قادم.

قد تبدو اللحظة الراهنة محمّلة بالخذلان والتحديات لكنها ليست نهاية الطريق فالقضية لم تكن يومًا ملكًا لفصيل ولا حكراً على طرف بعينه بل هي حق متجذّر في وجدان أمةٍ كاملة وذاكرةٍ لا تمحى ،، و قد تنحني الرايات أمام العواصف لكن ما يُحمل في القلوب لا ينكسر وما يُغرس في الأرض لا يُقتلع .
إن كانت هذه المرحلة امتحانًا عسيرًا فإن الدرس الأعمق منها أن الشعوب الحيّة لا تُهزم بل تعود في كل مرة أشدّ صلابة وأكثر وعيًا وأقدر على صناعة مستقبلها فالتاريخ لا يكتب للشامتين ولا للمتخاذلين بل لأولئك الذين يصبرون ويصمدون ويُبْقون جذوة الأمل مشتعلة في أحلك الأزمنة .

شكراً حماس فقد وقفتي كريمةً و الأرض حشدُ و زُدتي كريمة والجو حشدُ
ولم تدعي مكانك قيد شبرٍ وقد كثروا عليكِ و قد أعدُّوا .

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.