منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*السودان يشهر البطاقة الحمراء… نهاية زمن الاجندة المشبوهه*   تقرير ياسر المفتي 

علم السودان
0

*السودان يشهر البطاقة الحمراء… نهاية زمن الاجندة المشبوهه*

تقرير ياسر المفتي

علم السودان
علم السودان

في وقت يئن فيه السودان تحت وطأة الأزمة الإنسانية، لم يعد التوتر محصوراً في ميادين القتال. فمن خلف الستار
يخوض السودان معركة السيادة في وجه الإغاثة الدولية. وهي معركة لا تقل شراسة وتظل مساعدات.بعض المنظمات الدولية أكثر خطرا حيث تتحول الشراكة في كثير من الأحيان الي سلاح ناعم لاختراق السيادة والعمل خارج الإطار الإنساني……
“إن قرار الحكومة برفع البطاقة الحمراء لموظفي برنامج الغذاء العالمي قبل أيام ليس سابقة…. فذاكرة الخرطوم تحفظ سجلات طويلة من أمثلة تجاوز ‘الخطوط الحمراء’ للسيادة الوطنية.”.
فقد ظل العمل الإنساني في كثير من الاحيان نافذة تتسلل عبرها الأجندات الخبيثة للاستعمار الحديث وذراع ناعمة للاجندات السياسية غير المعلنة….، والتحول في أحيان كثيرة إلى ما يشبه ‘حكومات الظل’ في الدول الهشة أو التي تمر بصراعات وحروب…..

مبررات منطقية
وجاء  قرار الحكومة بطرد الموظفين الأممين بعد رصدها لـمخالفات محددة حيث أكدت أن مبررات القرار منطقية وفق موجهات الدولة للعمل الإنساني وأشارت الحكومة إلي أن تدخل تلك المنظمات في الشأن السياسي أو العسكري تحت غطاء العمل الإنساني أمر غير مقبول ….فهذه ليست قضية خلاف إداري عابر، بل صراع منهجي ومتكرر حول تعريف السيادة ودور الأجنبي في الشأن الداخلي. وصدي لأزمة ثقة ظلت تتكرر ……..

سجلات محفوظة
ومنذ سنوات مضت، شهدت دارفور طرد العشرات من الموظفين الأمميين والأجانب، بعضهم تحت طائلة تهمة التجسس وتجاوز الولاية الإنسانية إلى حقل الأجندات السياسية والأمنية. والبعض الآخر بتمرير المعلومات والتورط في أنشطة مشبوهة خارج تفويضهم الإنساني. إنها سجلات محفوظة في أرشيف العمل الانساني بالسودان، تؤكد أن السيادة السودانية لديها ‘خط أحمر’ لا يمكن تجاوزه، مهما كانت الحاجة للمساعدات ملحة. ..

نشاط مشبوه
ويري مراقبون أن النشاط المشبوه لبعض المنظمات الدولية يتطلب قرارات حاسمة من الدولة ..ويقول استاذ العلوم السياسية فتح الرحمن أحمد أن مبررات طرد مسؤولين أممين ببرنامج الغذاء العالمي منطقية وأشار فتح الرحمن إلي أن هذه المنظمات تجاوزت الخطوط الحمراء وعبثت بأمن وسيادة الدولة السودانية تحت غطاء العمل الإنساني .وشدد على ضرورة تشديد الرقابة على العمل الإنساني وعدم التهاون في حسم النشاط السالب حتي لا تبث سمومها في جسد الدولة .
عجز منهجي
وبالنظر لمعطيات الواقع فإن هذه المنظمات لا تزال تعاني من عجز منهجي في الشفافية بشأن أموالها، ومسارات عملها، وتوظيفها المحلي، مما يثير دائماً شبهات حول الفساد الإداري، أو ما هو أسوأ بالعمل كأغطية لجمع معلومات أو خدمة مصالح دولية على حساب الأمن القومي السوداني… وتبقى المعضلة ما بين الحاجة الإنسانية التي تفرض القبول، والكرامة الوطنية التي تفرض الرفض.
فبينما يصر السودان على أن ‘المساعدات مرحب بها دون المساس بالسيادة’، تستمر بعض المنظمات في العمل بقاعدة ‘البقاء للأقوى’ على الأرض. إن طرد موظفين أمميين ليس فقط إنهاء لخدمة، بل هو رسالة واضحة بان العمق الإنساني لم يغد مكانا لاختراق أمن الدولة السودانية…

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.