د. لبابة الفضل عبد الحميد الفضل *الذات بين جوهرها الإلهي وانعكاسها الاجتماعي:* *رحلة الثقة وتحقيق المعنى*
د. لبابة الفضل عبد الحميد الفضل
*الذات بين جوهرها الإلهي وانعكاسها الاجتماعي:*
*رحلة الثقة وتحقيق المعنى*

*♧يولد الإنسان حاملاً بذرة وجوده، جوهرا خالصا لم تمسه *تعليقات الناس ولا توقعاتهم. هذا الجوهر هو هبة إلهية، نواة تحمل إمكانات النمو والامتداد والتجلي.*
*♧غير أن الإنسان، وهو يسير في العالم، لا يلبث أن يتأثر بالآخرين: نظراتهم، أحكامهم، محاولاتهم لصياغته وفق قوالب جاهزة. وهنا تنشأ الإشكالية:-*
*♧من أين تستمد الذات قيمتها؟ من جوهرها الداخلي أم من مرآة المجتمع؟*
*1. حقيقة الذات بين الداخل والخارج*
*♧الذات الحقيقية لا تنكشف عبر تقييم الآخرين، بل عبر معرفة الإنسان لنفسه، ومعرفة النفس في جوهرها ليست معرفة عقلية مجردة، بل هي صلة روحية بالله، لأن الإنسان *يتعرف على نفسه من خلال مصدره وخالقه:-*
*«وفي أنفسكم أفلا تبصرون».*
*♧حين يضعف الرابط الداخلي بالله، يضعف معه الإحساس بالثبات والامتداد، فتتجه النفس إلى العالم الخارجي تستجدي منه التقدير والاعتراف. هنا يحدث الاغتراب؛ إذ يصبح الإنسان انعكاسًا للآخرين بدل أن يكون انعكاسا لجوهره.*
*2. الثقة:- نبع داخلي لا يستورد*
*1الثقة ليست جملة إيجابية تردد، ولا مظهرًا خارجيًا يتقمص. *2/الثقة حالة وجودية تنبع من الشعور بأن لك مكانا في هذا الكون حدده الله لك بقدر محكم.*
*3/من يستمد ذاته من الناس سيظل ضعيفا؛ لأن الناس متغيرون.*
*4/أما من يستمد ذاته من الله فثابت؛ لأن مصدره ثابت.*
*5/الثقة هنا لا تعني الغرور، بل تعني الطمأنينة.*
*6/طمأنينة أنني لست بحاجة لأن أكون مثل أحد، لأن الله لم يخلقني نسخة مكررة.*
*3. أهداف الذات وقيمها السامية*
*1/حين يعرف الإنسان جوهره، يدرك الغاية التي من أجلها وجد:-*
*2/الحق، العدالة، الصدق، الرحمة، والإحسان.*
*3/هذه ليست قيمًا خارجية مكتسبة، بل جذور يغذيها الإيمان ويكشفها الوعي الذاتي.*
*4/وتحقيق الذات لا يعني الوصول إلى شهرة أو نفوذ بقدر ما يعني أن تكون صادقا مع حقيقتك، منسجما مع ما أودعه الله فيك من قدرات ورسائل وأثر.*
*4. تحديات أن تكون أنت*
*1/أن تكون نفسك يعني أن تقف أمام تيارات واسعة من التقليد والضغط والانتظار الاجتماعي.*
*2/ستنتقد، وستساءل، وربما توصف بالاختلاف أو الغرابة.*
!3/لكن الاختلاف هو بصمة الوجود.*
*4/فليس هناك إنسان آخر يحمل رسالتك كما تحملها أنت.*
*5/الصعوبة الحقيقية ليست في فهم الذات، بل في الجرأة على التعبير عنها في عالم يدعو الجميع لأن يكونوا نسخا متشابهة.*
*5. السعي الدائم نحو الجوهر*
*1/الرحلة لا تنتهي.*
*2/فالنفس تنقى بالوعي، وتقوى بالعبادة، وتثبت بالعمل.*
*3/كل تجربة تقرب الإنسان من ذاته أو تبعده عنها.*
*4/ومن كان يقظا، عرف كيف يستعيد جوهره كلما ضاق الطريق.*
*نتيجة وخلاصة*
*♧الذات لا تبنى من الخارج، ولا تتحدد بنظرة الناس، ولا تتشكل على مقاس المجتمع.*
*♧الذات حياة داخلية متجذرة في علاقتنا بالله، في وعي رسالتنا، في صدقنا مع أنفسنا.*
*♧وكلما ازداد الإنسان قربا من ربه، ازدادت ذاته وضوحا وتفهما واستقامة.*
*♧أن تكون أنت، يعني أن تكون كما أرادك الله:-*
*♧نسخة واحدة، فريدة، متفردة، تحمل أثرا لا يمكن لغيرك أن يتركه.*
✍
*لبابة الفضل عبدالحميد الفضل*
*جامعة الخرطوم*
