منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

خبر وتحليل – عمار العركي *من بوصاصو إلى الفاشر… وزير الدفاع الصومالي يؤكد المؤكد*

0

خبر وتحليل – عمار العركي

 

*من بوصاصو إلى الفاشر… وزير الدفاع الصومالي يؤكد المؤكد*

 

* كشف وزير الدفاع الصومالي أحمد معلم ثقي أمام مجلس الشيوخ في مقديشو عن جزء من شبكة الدم الإماراتية ، حين قال بوضوح:

> “ليست مجرد شائعات أو أخبار مفبركة، هناك في بوصاصو عمليات نقل لمرتزقة كولومبيين وطائرات تنتقل من المدينة إلى تشاد والنيجر وصولًا إلى غرب السودان، لكن لا نعرف بالتحديد ما تحمله تلك الطائرات، وعلى الحكومة أن تحقق في هذه العمليات السرية.”

* بهذه الكلمات، أسقط الوزير آخر أوراق التوت عن الدور المظلم الذي تمارسه أبوظبي عبر بوابة بوصاصو، مؤكدًا ما ظللنا نكتبه ونحلله في سلسلة مقالاتنا السابقة حول مشروع بونتلاند الإماراتي في القرن الإفريقي والسودان، وارتباطه المباشر بمجازر الفاشر وسلاح الإمارات الذي يذبح المدنيين في دارفور.
*_بوصاصو… غرفة عمليات سرية تديرها الإمارات_*
* منذ نحو عامين، تحولت مدينة بوصاصو، عاصمة إقليم بونتلاند، إلى غرفة عمليات سرية تديرها الإمارات خارج إطار الحكومة الصومالية المركزية.
* ومنذ ذلك الحين، بدأت الرحلات الليلية لطائرات الشحن من طراز IL-76 — بعضها مسجل بأسماء شركات واجهة إماراتية — لتنقل شحنات المعدات العسكرية واللوجستية إلى تشاد والنيجر، ومنها إلى دارفور.
* حديث الوزير جاء بمثابة إدانة رسمية موثقة من داخل البرلمان الصومالي، لما يدور في ولاية “بوتنلاند” التي وصفناها مرارًا بأنها الحديقة الخلفية لأبوظبي في إفريقيا، وذلك بعد تمكنت الامارات من اختراق بنية السلطة في بونتلاند عبر عميلها والرئيس الحالي “سعيد عبدالله ديني”، الذي تحول فعليًا إلى ما يمكن تسميته بـ “حميدتي الصومال”.
* “ديني” الذي يدير ولاية بوتنلاند خارج سيطرة مقديشو ، ويتلقى الدعم المالي والعسكري من الإمارات مقابل تمكينها من الموانئ والمطارات وممرات النقل الجوي والبحري.
*_تقاطعات النفوذ الإماراتي والتركي في الصومال_*
* لفهم دلالات تصريح الوزير، لا بد من قراءته في إطار أوسع، فالصومال اليوم يقف في قلب صراع تركي–إماراتي حاد على النفوذ والمصالح .
* تركيا، التي ترتبط بعلاقات وثيقة بالحكومة المركزية في مقديشو، تمتلك أكبر قاعدة عسكرية لها خارج أراضيها هناك وتشرف على تدريب الجيش الصومالي وتسليحه.
* بينما تعمل الإمارات في الاتجاه المعاكس تمامًا، إذ تدعم الإقليم الانفصالي في بونتلاند وتموّل قوات خاصة – قوات البحرية البونتلاندية – الخارجة عن سلطة الدولة، لتكون أداة ضغط على الحكومة الصومالية التي تميل نحو أنقرة.
* من هنا تبرز خطورة المشهد الذي أشار إليه وزير الدفاع الصومالي ، فعمليات نقل المرتزقة والمعدات من بوصاصو ليست مجرد أنشطة تهريبية، بل جزء من لعبة جيوسياسية تديرها أبوظبي لتطويق النفوذ التركي في البحر الأحمر والقرن الإفريقي، وخلق مسارات دعم مليشيا الدعم السريع في السودان.
*_من بوصاصو إلى الفاشر… خيوط الدم الإماراتي_*
* كل المؤشرات والوثائق التي كشفتها الصحف الغربية، وعلى رأسها وول ستريت جورنال وميدل إيست آي، تؤكد أن بوصاصو أصبحت العصب الحيوي لشبكة الإمداد العسكري لمليشيا الدعم السريع، ومع سقوط الفاشر بسلاح إماراتي الصنع، بات من الواضح أن تلك الرحلات التي أشار إليها الوزير ليست سوى جسر دم يربط بوصاصو بالفاشر، فالسلاح الذي خرج من ميناء بوصاصو البونتلاندي، ومر عبر تشاد والنيجر، انتهى في أيدي الجنجويد الذين قتلوا المدنيين في دارفور.
*_خلاصة القول ومنتهاه_ :*
* تصريحات وزير الدفاع الصومالي تفتح أمام الخرطوم نافذة قانونية ودبلوماسية قوية يمكن استثمارها بفعالية، عبر مسارين متوازيين: مسار قانوني بمخاطبة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لطلب تحقيق رسمي في أنشطة بوصاصو، مستندة إلى شهادة وزير الدفاع الصومالي كدليل أولي، ومسار دبلوماسي بتعزيز التعاون مع الحكومة المركزية في مقديشو التي تقف في صف معادٍ للمشروع الإماراتي، وربط ذلك بشراكات أمنية مع تركيا والدول الرافضة لتقويض السيادة الصومالية والسودانية على السواء.
* إن التقاء المصالح السودانية الصومالية التركية في مواجهة النفوذ الإماراتي يمكن أن يشكّل محورًا جديدًا لتوازن القوى في البحر الأحمر والقرن الإفريقي، ويمنح الخرطوم أوراق ضغط فاعلة ضد مليسيا الدعم السريع ومن يقف خلفها.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.