*لجنجويد أبناء الخطيئة* كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي
*لجنجويد أبناء الخطيئة*
كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي

الجنجويد هم أبناء الخطيئة لم تنجب إفريقيا برحبتها وحضاراتها المتأصلة مثلهم ولم يلد العرب مَن يشبههم وحشيةً.
هؤلاء الأوباش تربّوا على أن الخطيئة شرف وأن القتل رجولة وأن النهب شجاعة وأن السرقة سؤدد وأن الاغتصاب فحولة وأن قهر الآخرين مجد وأن حرق القرى فخر وأن تشريد الآمنين احتفال بهيج .
ولم يُعرفْ في تاريخ العرب حتى في حِقبِ الجاهليةِ مَن يُضاهيهم إجرامًا. تَشَكَّلَتْ عقولُهم على ثقافةٍ مسمومة .
يزعمون انتماءً زائفًا للعربِ لكنَّ تاريخَ العربِ – من عادٍ وثمودَ إلى قبائلِ الجاهليةِ – لم يعرفْ هذه الساديةَ المُنظَّمة! حتى كفارُ قريشٍ حين هَمُّوا بقتلِ النبي ﷺ ارتعدوا من عارِ الغدرِ وقالوا: “كيف نَقتُلُه وتُعَيِّرنا العرب؟!” فأين هؤلاءِ الأوباشِ من وَقارِ المروءةِ العربيةِ؟!
وإن افترضنا أنّ ادعاء انتمائهم حقيقة فهم الأعرابِ الذين وصفهم القرآنُ وصفًا دقيقًا في قوله تعالى: ﴿*الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ*﴾ (التوبة: 97).
فها هم كالأعرابِ يَجمعون بين جَهلِ الباديةِ وقسوةِ التنظيمِ يُمارسون الكفرَ العمليَّ بنَهبِ الضعيفِ والنفاقَ الأخلاقيَّ بتزيينِ القتلِ شهامةً! حتى نساؤهم تُحوِّلُنَّ آلامَ الضحايا إلى زغاريدَ وكأنهنَّ يُهَلِّلنَ لمسيرةِ الموتِ! يزغردن للمنهوبات والمسروقات ويحتفلن بالخراب والدمار ورجالهم يهللون بالغنائم التي سلبوها من العزل الأبرياء الذين لم يجدوا إلا الشكوى إلى الله.
وهؤلاء الاوباش لا جذورَ لهم في أفريقيا العريقة بقبائلها الأصيلة: **الزغاوة** أبناءُ الصحراءِ الشُجعان، و**الفور** حُماةُ دارفورَ، و**السَّلَمات** و**التَّاما** المُتجذِّرون في أرضِ التشادِ والسودان إضافةً إلى النوبيين بكل مكوناتهم أصحابِ التاريخِ المُمتد والأمهرةِ والتغرايِ والماسايِ أُسودِ السافانا والزولو رموزِ الكبرياءِ والأمازيغِ حُماةِ الجبال.
فأي أرضٍ تلدُ هؤلاءِ العابثينَ الذين يُمزِّقون جسدَ السودان ؟! إنهم طُفيليُّونَ على جسدِ أفريقيا والسودان لا أصلَ لهم إلا في ثقافةِ الموتِ التي اخترعوها.
لكنَّ الأرضَ التي دنَّسوها ستلفظُهم والسماءَ التي استفزّوها ستمطرُهم غضبًا. .
فمنذ عادٍ وثمودَ إلى فرعونَ وقومِ لوطٍ لم ينجُ طغاةٌ من دَوائرِ العدلِ الإلهيِّ.
وسيبقى أبناءُ أفريقيا الأصيلون – من الزغاوةِ إلى الفورِ إلى السلمات الي النوبة الي كلِّ قبائلِها الصامدةِ شُهودًا على أن الشرَّ مهما عَظُمَ فمصيرُه الاندثارُ، وأن السودان – كالفينيقِ – سينهضُ من رمادِ الظلمِ .
يُغني”كفى.. كفى.. لن تعودوا!”.
ويقيني أن الله سينزل غضبه ولعناته على هؤلاء الأوباش وعلى كل من أيّد ظلمهم وسكت عن فجورهم فانّ الله يُمهل ولا يُهمل .
