*رمي الأموال فوق رؤوس القونات سقوطٌ أخلاقيّ علنيّ يجب أن يُقطع من جذوره* *مالٌ يُبعثر في الهواء ودموعٌ تسيل على الأرض* كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي
*رمي الأموال فوق رؤوس القونات سقوطٌ أخلاقيّ علنيّ يجب أن يُقطع من جذوره*
*مالٌ يُبعثر في الهواء ودموعٌ تسيل على الأرض*
كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي

يا قوم
لقد بلغ السقوط في بلادنا حدًّا لم يعد السكوت عليه إلا خيانة!
نرى الخراب يلتهم المدن والدموع تملأ الوجوه والبيوت تُقصف والأسر تتشرد.
ومع ذلك يخرج إلينا بعض السفهاء في ظلام الحفلات يتباهون بتشتيت الأموال فوق رؤوس القونات وكأنهم يقيمون عرسًا فوق جراح وطنٍ ينزف!
يا للعجب
أمِنْ شِدّة البلاء عاد الناس إلى رشدهم؟
أم من فرط الغفلة ضاع الحياء حتى صار المال يُرمى رمي النفايات؟
أيُّ قلبٍ يحمل صاحبه إلى هذا الدرك المهين؟
وأيُّ عقلٍ مريضٍ يرى في هذا الفعل بطولة أو رجولة؟!
يا من تبعثرون أموالكم في الهواء
والله إنكم لا ترفعون أنفسكم بل تكشفون عوراتكم.
لا تُظهرون كرمًا بل تُظهرون سفهًا.
ولا تُبهرون الناس بل تضحكونهم عليكم.
فالإنسان لا يقاس بما يرمى بل بما يُمسِك ولا يوزن بما يبذر بل بما يعقل.
ألا تخشون قول الله تعالى:
﴿*إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ﴾؟*
فإن كنتم ترضون لأنفسكم أن تكونوا إخوةً للشياطين فهذه مصيبة.
وإن كنتم لا تدرون فالمصيبة أعظم!
ألا تخافون قوله عزّ وجل:
﴿*ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾؟*
فبم ستُجيبون؟
لعبنا بالنقود أمام الراقصات حتى طارت في الهواء؟
ام ستقولون: آذينا الفقراء مرتين
مرة حين تركناهم جوعى
ومرة حين بعثرنا ما يسدّ جوعهم في حفلات العري والفتنة؟!
يا شباب السودان
والله إن هذه الظاهرة أشد خطرًا من كثير من الجرائم لأنها تقتل روح الأمة
وتمسخ صورة الرجولة
وتجعل من المال إلهًا يُعبد
ومن الفسق عادةً يومية
ومن القونات رموزًا تافهة يلهث خلفهن صغار النفوس.
والله ما هُزمَت أمةٌ إلا حين تخلّت عن حيائها
وما سقط مجتمعٌ إلا حين صار المبذّرون هم أبطاله
والسفهاء هم قادته
والراقصات هنّ نجماتَه.
يا أهل السودان
إما أن نقف الآن وقفة حرة صادقة
أو نترك هذه الظاهرة تتوحش حتى تصبح جزءًا من حياتنا.
وآنذاك ويا للأسف لن نعرف الفرق بين بلدٍ كان يُضرب به المثل في الرجولة
وبلدٍ صار ملعبًا للغواية والابتذال.
المجتمع إن صمت فهو شريك والدولة إن تراخت فهي مقصّرة
• يجب على الأسر أن توقف أولادها قبل أن يصبحوا “سفهاء العصر”.
ووالله إن هذه الظاهرة لن تُطفئها إلا عزائم الرجال وغيرة المصلحين وتشريعاتٍ تُعيد للمال حرمته وللمجتمع وقاره وللسودان وجهه الحقيقي .
• يجب على المجتمع أن يُشيح بوجهه عن كل حفل تُهان فيه القيم وتُسوَّق فيه الرذيلة.
الدولة مسؤولة عن حماية الذوق العام ومنع السلوكيات المفسدة ومن ذلك:
1. تجريم رمي وتشتيت المال في الحفلات باعتباره تبذيرًا علنيًا وإضرارًا بالمال العام.
2. فرض غرامات على من يمارسها أو يحرض عليها.
3. مراقبة الحفلات وضبط السلوكيات الهابطة مثلما تفعل الدول التي تحترم مجتمعها.
4. تقنين عمل القونات ضمن ضوابط تمنع الإثارة المبتذلة وتحفظ القيم.
في بلدٍ غارق في الحرب ومثقل بالدموع والجوع يصبح رمي الأموال فوق رؤوس القونات جريمة أخلاقية واجتماعية يجب أن تُكبح قبل أن تتحول إلى “ثقافة”.
والله يقول محذرًا:
﴿وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا﴾ ؛ ﴿إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
يا من يرمون المال فوق رؤوس القونات
اعلموا أنكم لا تحطّون من شأن القونات فقط بل تحطّون من شأن أنفسكم
وتسقطون من أعين الله قبل أعين الناس.
واعلموا أن المال الذي تُبعثرونه اليوم فوق رؤوس الراقصات
قد تبكون عليه غدًا حين يُسلب منكم
وقد يحاسبكم الله عليه حسابًا يطيش معه العقل وتفنى معه الجوارح.
*اللهم بلغت اللهم فاشهد*
