مع اللواء مجدي .. أسير (الجنجويد)!
بقلم بكري المدني
عندما التقيته أول مرة في فندق البصيري ببورتسودان ظننته من الأشقاء العرب لذا تعاملت معه معاملة الضيوف لولا أنه قال لي -انا لواء في الجيش السوداني -!
اللواء مجدى وصفي بطل قصة اختطاف حقيقية نفذها مرتزقة الدعم السريع والذين كانوا قد وصلوا منزله بحي المسالمة بأم درمان بالإرشاد واجبروه على لبس الزي العسكري الكامل قبل ان يقودوه مجبرا معهم في مشهد مؤذي وثقوا له بكاميراتهم!
اختطفوا اللواء مجدى فقط لأنه ضابط في الجيش السوداني
على الرغم أنه في الأصل طبيب جراح والطب كان مدخله للجيش ولقد عمل في العديد من أقاليم السودان شرقا وغربا ويعرف كل البلاد كما راحة يده !
لم يكن اللواء مجدى هو المستهدف وحده من أبناء حي المسالمة الكائن بأم درمان وانما كل السكان والذين مات بعضهم نتيجة الاستهداف المستمر وهي المرة الأولى التى تتعرض فيها المسالمة والإخوة الأقباط لاستهداف طال حتى الكنائس التى طالما كانت آمنة في كل العهود
المسالمة قامت على مجموعات من الهنود واليهود ومن الأقباط والجماعات السودانية المختلفة والذين عاشوا على مختلف اجناسهم واديانهم فى تسامح قبل ان يغزوهم الأوباش
عندما رأيت الألم النفسي العميق في نفس اللواء مجدي وكأني أفتح جرحا بالسؤال عما حدث خرجت به للحديث عن المسالمة والذكريات فيها فقال لي انه أجرى عملية جراحية ل(ظبيةلمسالمة) صاحبة الأغنية الشهيرة وان له أشقاء من مرضعة سودانية كان اسمها (بدوية) وذكر بكثير من المحبة أسرة منديل ذات الأصول اليهودية !
أسرة اللواء مجدي كانت قد سافرت مصر قبل الحرب بشهر واحد ونسبة الى ما أصاب الأسر الأقباط يعد الرجل نفسه محظوظا لنجاة أسرته والتى زارها بعد إطلاق سراحه – من تلقاء أنفسهم -كما قال وان كنا نعلم أن ضغوطا كبيرة مورست على الدعامة لإطلاق سراحه
كل شيء في خلجات اللواء مجدي يكشف انه تعرض لحدث كبير ومؤلم وان شفيت جراح البدن -لا تزال جراح النفس عميقة
قيد الخدمة لا يزال اللواء مجدى ويمارس عمله من المستشفى العسكري ببورتسودان ولقد كان منتهبا كضابط عظيم لما حاولت أخذه للحديث عن العمليات العسكرية فرفض بصرامة الخوض في ذلك !