منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

رسالتي إلى بعض الإسلاميين الذين يقفون مع المليشيا بسبب الإنتماء القبلي والمصالح

????????????????????????????????????
0

بقلم: حاج ماجد سوار

﴿ قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ ﴾

هذه الآية من سورة التوبة يقول بعض المفسربن أنها خاطبت الذين تخلفوا عن الهجرة خوفاً على أموالهم و تجارتهم و دورهم و مساكنهم ، و خوفاً من أن يقطعوا أرحامهم و يفارقوا عشائرهم .

إن المسلم الحق عندما يتعرض لإختبار الإختيار فإنه يجب عليه ألا يتردد في الإنحياز إلى دينه نابذاً كل الإنتماءات الأخرى مفارقاً حتى لوالديه و إخوانه و أسرته الصغيرة ( الزوج و الأبناء) .
إن الدين الذي دعا المسلمين في مكة أن يفارقوا من يحبون و ما يحبون و يضعونه جانباً في اللحظات الفارقة مثل الهجرة فإنه قطعاً يتطلب مواقف أقوى و أكثر حزماً عندما يتعلق الأمر بالجهاد و الدفاع عن الأوطان .

إخوتي إنكم تعلمون علم اليقين أن الحرب التي اندلعت في بلادنا منذ الخامس عشر من أبريل الماضي ليست حرب الدعم السريع الذي قوام قواته من القبائل و العشائر التي ننتمي إليها بل هي حرب وكالة صادفت هوىً و أطماعاً سلطوية عند قيادته التي اندفعت أو دُفعت إلى خوضها دون أي نظر لمآلات الأوضاع أو الآثار المترتبة عليها .

إخوتي إنكم بانحيازكم للدعم السريع تعلمون علم اليقين أنكم أنحزتم إلى القوى الحليفة له ( قحت ) و مشروعها العلماني الذي رأيتم نتائجه خلال السنوات التي أعقبت سقوط الإنقاذ و لا أحتاج أن أذكركم بتفاصيل هذا المشروع فأنتم أعلم بها من غيركم من أهلنا البسطاء الذين ينقادون وراء عواطفهم .

إخوتي و أنتم تنحازون إلى الدعم السريع و حليفته قحت تذكروا أن شعارهم الرئيسي في مظاهرات ديسمبر 2018 و ما بعدها كان هو ( أي كوز ندوسوا دوس ) ، و تذكروا أن الدعم السريع أعلن على لسان قائده و نائبه و مستشاريه و منذ بداية الحرب أنها حرب ضد ( الكيزان و الفلول ) يعني هي ليست حرب ضد دولة 56 كما يزعمون و ليست ضد الجيش بل ضدكم أنتم و ضد مشروعكم !!

إخوتي إنكم تعلمون علم اليقين أن وقوفكم مع الدعم السريع في هذه الحرب هو وقوف مع مشروع دولة الكيان الصهيوني الساعي لتفتيت بلادنا و تمزيقها و للأسف فقد زارها قائد ثاني الدعم السريع عدة مرات للتنسيق و بناء علاقات حصل بموجبها على أحدث أجهزة و أنظمة التجسس و الرصد ( و هذا ما كشفته وسائل إعلام إسرائلية و عالمية) !!

إخوتي إنكم تعلمون علم اليقين أن اصطفافكم إلى جانب الدعم السريع يعني اصطفافكم مع مشروع الدولة الخليجية التي دمرت اليمن و مزقت ليبيا و عاثت فساداً في العراق و سوريا و دعمت الإنقلاب على الدستور في تونس و قامت بتدخلات سالبة في دول القرن الأفريقي و تعمل الآن على تدمير بلادنا من خلال ما توفره من دعم بالسلاح و العتاد لقوات الدعم السريع و هو أمر لا يحتاج لإثبات فقد كشفته وسائل إعلام و تقارير غربية منشورة !!

إخوتي إنكم بموقفكم هذا تدعمون مشروعاً عابرا للدول تموله و تدعمه قوى الشر الإقليمية و الدولية و تحشد له المرتزقة من كل دول العالم خدمة لأهدافها و أجندتها بل و أنتم تعلمون أكثر بكثير مما أحصاه قلمي !!

ختاماً فقد دفعني لكتابة هذه الرسالة عتاب و لوم و شتم نقله لي بالأمس أحد الإخوة من أخ كنت أظن فيه خيراً يعيب على عدم إنحيازي لأهلي كما ذكر !!

و لهذا الأخ و غيره أقول لهم إن موقفي قد حددته الآية 24 من سورة التوبة التي أوردتها في صدر المنشور و حسمه إنتمائي لديني و فكري و حبي لوطني .
( ألا هل بلغت اللهم فاشهد )
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
24 سبتمبر 2023

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.