منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

رشان اوشي تكتب: الأنبياء الكذبة والاستثمار في أزمة الشعب السوداني (2_3) ..

0

* إمبراطورية العدل والمساواة *
الجهاز التنفيذي للدولة بحاجة إلى عملية جراحية عاجلة، تأجيل القرارات المصيرية وانتظار حل من المجهول، أورد بلادنا موارد الهلاك.

وأكثر النماذج حاضرة هي قضية مليشيا الدعم السريع، التي تمددت وتمكنت أمام ناظري الجيش، كان قادته يتحاشون التفكير في حسم نموها السريع خشية انزلاق البلاد إلى أتون الحرب، وفي ذات الوقت عجزوا عن وضع خطط بعيدة المدى تضمن ذوبانها داخل المؤسسة الشرعية أو حتى حلها، وفي نهاية المطاف حدث ما لا يحمد عقباه، ووجد الجيش نفسه في خضم الحرب التي تحاشى اندلاعها لسنوات.

الآن هناك حرب أخرى على السودان، أكثر خطورة من بندقية الدعم السريع، حرب على موارد الدولة، ومارد آخر ينمو بسرعة، ويغوص عميقا داخل أكثر المؤسسات أهمية وحساسية.

عندما تناولنا قضية الإغاثة، وعملية السطو التي تمت على الآلام الشعب السوداني، كنت أتحاشى إقحام حركة العدل والمساواة في قضية تنفيذية وليست سياسية، وإن كان كل شيء يحدث مؤخرا هو عمل سياسي بغطاء آخر، وتقديري أن أداء وزراء الحركة يحسب على الجهاز التنفيذي.

لكن يبدو أن كل ما يحدث هو برعاية مباشرة من حركة العدل والمساواة، وإلا لما أقحمت نفسها في القضية، بنشرها لبيان فطير مليء بالمغالطات منسوب لوزارة التنمية الاجتماعية على منصاتها الرسمية.

في الوقت الذي يعاني فيه الشعب ويلات حرب الجنجويد على السودان، تنهب ممتلكاته، تغتصب نساؤه، تهدم بنيته التحتية التي شيدت من أمواله، وبعد مغادرة جميع الوزراء والمسؤولين المدنيين إلى “بورتسودان”، كانت عيون منسوبي حركة العدل والمساواة التي ترفل في ثياب الحياد، على السيارات المهملات بالميناء، حصلوا على الكثير من الإعفاءات والاستثناءات الحكومية واقتنوا تلك المهملات.

جميع الوزراء الحاضرين (وسنعود لقضية الغائبين بالتفصيل في مقال آخر) اتجهوا لتقليل الظل الإداري، باعتبار أن الدولة فقدت (85 %) من مواردها الأساسية. ولتقليل الإنفاق الحكومي كان الوزير يقوم بمهام عدة وأحيانا حتى مهام السكرتارية.

ولكن حشدت حركة العدل والمساواة أعدادا كبيرة من منسوبيها، وجاءت بهم إلى بورتسودان، يسكنون في برج فخيم في وسط المدينة الساحلية، ينفقون إنفاقا من لا يخشى الفقر عبر بنود صرف من وزارة المالية، بينما يتضور الشعب السوداني جوعا لأكثر من خمسة أشهر بلا رواتب.

اذاً هناك مارد آخر ينمو، يسمى حركة العدل والمساواة، سيطرتها على وزارة المالية، وتبديد أموال الشعب عبر المحسوبية والإعفاءات، السعي لتأسيس سطوة اقتصادية، كل تلك الخطوات بدأ بها الدعم السريع وضع اللبنات الأولى لإمبراطوريته السياسية والاقتصادية والتي تسلط بها على رقاب السودانيين حتى قضت عليها القوات المسلحة وسدد الشعب السوداني فاتورتها باهظة الثمن.
ونواصل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.