د عمر كابو يكتب : *سيدة حسين طمبل …خنساء السودان*
السيدة محمد حسين طمبل: خنساء حرب الكرامة والكبرياء….
*الشهيد البطل العميد جعفر الطاهر:(أشجاع؟؟!!!
أنت أشجع من ليث غضنفر يذود عن أشبال)*
*البرهان: عرفت رجاء بنته فيك فالزم*…
إنها حواء السودان تأبى إلا أن تجدد فينا سيرة الصحابية الشاعرة الخنساء تماضر بنت عمرو بن الحارث
التي ضربت المثل والقدوة الصالحة في الصبر والتجلد والرضاء بقضاء الله وقدره وهي تدفع بأبنائها الأربعة إلي ساحة الوغي معركة في حجم القادسية وما أدراك ما القادسية ؟؟!!
دفعت بهم إلى المعركة بعد أن قامت فيهم خطيبة خطبة المؤمنة الصابرة المحتسبة:
((إنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم… فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها واضطرمت لظى على سياقها وجللت ناراً على أرواقها فتيمموا وطيسها وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة)) ..
خاضوها يومها معركة أظهروا فيها شجاعة وإقدامًا حتى ارتقوا إلي ربهم شهداء فلما علمت بذلك تقبلته رزينة العقل رصينة الرأي لسان حالها من لسان ابن حزم :(( العاقل لا يرى لنفسه ثمناً إلا الجنة)) فقالت قولتها التي سارت بها الركبان:(( الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته))٠٠٠
لقد نفذ الإسلام إلى قلبها وتمكنت عقيدته قضاء وقدراً من قلبها وهي التي ظلت قبل الإسلام تبكي شقيقيها صخرًا ومعاوية بكاء قرح مآقي عينيها:
ما بال عينك منها دمعها سرب
أراعها حزن أم عادها طرب
أم ذكر صخر بعيد النوم هيجها
فالدمع منها عليه الدهر ينسكب
هاهي حواء السودان تأبى إلا أن تقدم نماذج باذخة شامخة سامية من الخنساوات فسألوا الزمان عن نبضه كيف توقف وعن بدنه كيف اقشعر وخنساء معركة الكرامة والكبرياء السيدة التقية النقية/ سيدة محمد حسين طمبل والدة البطل العميد الشهيد جعفر الطاهر حمد تستقبل نبأ استشهاده بجرعة من الصبر والسلوان كاملة الدسم دون انهيار أو ضعف أو انكسار رضاءًا تاماً بقضاء الله وقدره ويقينا صادقاً في حكمته التي قضت أن يزف من الدنيا شهيداً وهو الذي بحث عن الشهادة ورفض أن يركن إلى المرض والأدواء والراحة حتى وهو يمنح إجازة مرضية مستحقة بعد أن أجريت له عملية قلب مفتوح..رفض ذلك وتحامل على نفسه وقلبه من أجل صون وكرامة حرائر السودان…
أسرة بعضها من بعض توفرت لها أسباب العزة والأنفة والكرامة وتداعت إليها معاني الصبر والثبات والمهابة.. أثر باق من ظلال بيئة قرية الحجير محلية مروي محط الشرف وموطن المجد والفخار..
فلقد وكفت دموعي هاطلة وأنا أتابع كلماتها القوية المؤثرة في جموع المعزين خرجت صادقة معبرة دون تتعتع أو مجمجة لقد أجرى الله على لسانها شهادة في حق ابنها الشهيد بالبر والتقى والرفعة قد احتسبته عند الله تعالى شهيد عقيدة ودين ووطن…
حسبك أخيراً عزيزي القاريء وأنت سيد العارفين فإن هذه المواقف تصدر فيها العبارات طاهرة متوضئة دليل على صدق العاطفة و فيض حنان الأمومة وحبها لضناها مهما كبر وعظم فالأم لا يشوب حبها في مقام الدمع والأسى تكلف أو صنعة يصدق فيها قول القائل:
إني تذكرته والليل معتكر
ففي فؤادي صدع غير مشعوب
اللهم إنك تعلم حسن طويته وجزيل إحسانه لوطنه ولأهله ولأمته ولدينه فاجزه عن ذلك الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقًا وأجزل ثوابه..
اللهم إنا نشهد بأن أمنا الحاجة السيدة محمد حسين طمبل قد صبرت عند الصدمة الأولى ولم تجزع لاستشهاد فلذة كبدها أملاً وطمعاً في مرضاتك وقد وعدت ووعدك الحق:((إن الله مع الصابرين)) و((الله يحب الصابرين)) فاجعلها في معيتك وألق في قلبها محبتك…
سيدي الشهيد البطل العميد جعفر الطاهر:
((أنت خير من ألف ألف من القوم
إذا ما كبت وجوه الرجال
أشجاع؟ فأنت أشجع من ليث
غضنفر يذود عن أشبال
أجواد؟ فأنت أجود من
سيل غامر يسيل بين الجبال
سيدي البرهان لبنته وصية قالتها لك:((يا سعادتك جيب لي تار أبوي)) أبوها الذي قابل الموت بشجاعة تفرق عنها الشجعان وبسالة استعصت علي الأبطال مقبلاً غير مدبر وهو يقود الاستطلاع بنفسه تأميناً للقيادة في زمن ظلت هي هدفاً لنيران العدو الكثيفة فهل تحقق لها رجاء ابنته فيك؟!!
*عمر كابو*