✨مبادرات في الصميم سلام الدلنج سلام كادقلي سلام الجبال سلام جنوب كردفان ( 2 )✨
🌾 رؤى متجددة 🌾
✍️أبشر رفاي
👈حظيت القراءة السابقة بالعنوان أعلاه حول تحديات الأبعاد التراكمية والظرفية لقضية جبال النوبة جنوب كردفان حظيت بجملة من التعليقات القيمة والإشادات الواسعة من مواطني المنطقة وخارجها ، كان بودنا إيرادها جميعها في هذه القراءة ولكن لايسع المجال بذلك وسنكتفي بالنماذج التالية ومن ثم نستكمل ماتبقى من القراءة في نسختها الثانية حول ذات الموضوع بالعنوان أعلاه .
التعليق الأول للدكتور مختار الرحيمة والذي يليه الأستاذ وليد الإعيسر .
د مختار —- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذ رفاى لك التحيات العطرات والود الخالص.
طالعت مقالك الماتع بأسلوبك السهل الممتنع
*(مبادرات فى الصميم)*
ودعنى فى البداية أشيد بسلامة اللغة وصحة المفردات مع حرص منك على إثبات همزات القطع التى يغفل عنها كثير من أهل صحافة الميديا .
جاء الموضوع متماسكاً ومحققاً لأهدافه مبيناً فى جلاء واضح الغرض الذى كتب من أجله.
ولما كنت أنا معلم رياضيات وعلوم ومسرح بالمرحلة المتوسطة سابقاً فقد اعجبنى حد الطرب ، المعادلة الكيمائية البسيطة :
(سم + سوس = تكسيح المجتمع) ومسرحة الأحداث بأسلوب السنيارست المحترف الموهوب .. مع حشد الأمثال والحكم مما زاد الموضوع قيمة علمية ومعرفية قل أن توجد عند غيرك .
وأعجبنى جداً جرأتك على الصدع بالحق وإسداء النصح فى غير مواربة ولا مجاملة وقد أسمعت لو ناديت حياً .. جزاك الله خيراً.
وكم تمنيت لو زيلت الموضوع بحاشية تشرح فيها بعض المفردات للقراء الناطقين بغير الكردفانية الجبالية أو إن شئت فقل لهجتنا(أنينا ناس تلودى)
أما ملاحظتى الوحيدة التى أحسب أنها غابت عن المقال وقد تكون فى العدد القادم هى :
يلاحظ فى تشريحك وتشخيصك للمشكلة غياب التنمية وفشل النخب والمبادرات على كثرتها أنك أغفلت ما يسميه علماء النفس *( الولاء الوجدانى)*
وهم يقولون أن الولاء الوجدانى يتناسب عكسياً مع ثقافة الإنسان وكسبه المعرفى أى كلما زادت معارف الإنسان وثقافته قل إرتباطه بأرضه وابتعد عن موطنه وضغف أثره فى البيئة التى نشأ فيها والعكس صحيحاً كلما قلت معرفة الشخص وثقافته كان أكثر إلتصاقاً بالبيئة المحلية كما هو حال الرعاة والمزارعين .. وأحسب أن الأنظمة والحكومات ساعدت على أن تكون عواصم المدن جاذبة للشباب المثقف وأقامة الجامعات والشركات والمصانع ودور العلم والثقافة والطباعة والنشر فى المدن وتركت الريف لأصحاب الولاء الوجدانى وما أظنك إذا قررت ترجع قريتك ( أم دوال ) تجد فرصة عمل هناك ( أو مواعين تستوعب نشاطك الفكرى ومنتوجك الثقافى.
فما لم تكون هنالك تنمية متوازنة لن تنجح أى مبادرات .
وفقك الله ونفع برؤاك المتجددة .
تعليق وليد —- السلام عليكم
أسعد الله صباحك بكل خير..
بورك فيك وسلم يراعك. وخضر الله ضراعك.. سطرت مقال قمة في الروعة والموضوعية حول المبادرات التي إنطلقت بالولاية خاصة مدينتي الدلنج و كادقلي وأثرها في رتق النسيج الاجتماعي والأثر السالب جدا الذي قامت به الحركة الشعبية في مساندة الدعم السريع.. نحتاج إليكم كثيرا من خلال كتاباتك الهادفة القيمة.. دمت بخير…
وليد الاعيسر.. التلفزيون القومي .
تعليقنا :– ذكرنا في قراءات سابقة بأن القارئ الكريم شريك أصيل في إعداد وتحرير الرؤى وذلك من خلال إسداء النصح والتوجيه والدفع بالمقترحات ومهارات التقويم ، ودون ذلك لا أثر ولا تأثير ولا معنى للرؤى المتجددة ، ومن هنا نؤكد عظيم شكرنا وعميق تقديرنا لكافة الذين ظلوا يتفضلون بالتعليقات ومن بينهم الأخوين د مختار والاستاذ الأعيسر .
وفيما يتعلق بملاحظات دكتور مختار متفق عليه بأن ولاية جنوب كردفان جبال النوبة والأقليم يعاني بالفعل وعلى نحو تاريخي وظرفي من ضمور بل إنعدام فرص عدالة التنمية بمفهومها الشامل في طليعتها التنمية البشرية كمية ونوعية ذات علاقة مباشرة بسوق العمل العام والخاص وبروح ونفسية وعقلية الابتكار وبراعة الإختراع ، ثانيا على الرغم من توفر مقومات التنمية الإقتصادية الإستراتيجية توفرها في باطن الأرض وعلى سطحها وفي الآفاق وما بينها من تفاعلات وقيمة مجالية منتجة لكل زوج بهيج وكم رهيب من منتحات وإنتاجية تفوق الفائدة الحدية للسكان ولعامة السودان ، إلا أن المنطقة على مدى تاريخها ونضالها الوطني الطويل لم تحظ بفرص التنمية المتوازنة بمفهومها الواسع ، إلا في حالات قليلة عابرة تشبه إلى حد بعيد بمفهوم الثقافة المطرية المحلية تشبه (مطرة فقاعة الحر ) .
لم تتمكن المنطقة عبر تاريخها الطويل من تحريك عجلة قطاعاتها الإقتصادية الحقيقة الغنية وتكاملها كأساس للتنمية ، كالزراعة الثروات الحية والحيوانية المطورة حصاد المياه وإستخداماتها قطاع المعادن فرص الإستثمار المقتدر وتنوعه التجارة والفكر التجاري المتقدم الصناعات التحولية المحلية المرتبطة بتثقيق ورفع قدرات رأس المال المحلي وإستقطاب المركزي والأجنبي النظيف الطاقة والطاقة المتجددة البنيات التحتية والبناء المؤسسي التكنولوجيا ، والمشروعات القائمة على أساس دراسة الجدوي المستمدة من حاجيات ورغبة وأولويات المواطنيين ، وفيما يلي جدلية موضوع الولاء الوجداني وتناسبه العكسي مع ثقافة الأنسان وضعف إرتباطه بأرضه هذا الكلام في تقديرنا يتطلب مراجعات وعمليات فكرية أعمق لايسع المجال بتناولها ولكننا سنعد بأذن الله بتناولها في قراءة فكرية ثقافية خاصة .
وعن تعليق الاستاذ وليد الأعيسر نشكره على جميل الإطراء ونؤكد له بدورنا أهمية دور ورسالة المجتمع الأهلي والمحلي في عمليات الحماية والإحصان الذاتي المبكر والمقتدر في مواجهة التحديات والمهددات عن طريق إستنهاض قدراته وأدواته التقليدية المحلية ، كالنفير والجوديات وسد الفرقة والمشايلة وهى نمط من أنماط التكافل والعفو والتسامح على اساس عرف التفرش في الغرب وعرف القلد في الشرق وغيرها من التقاليد والاعراف الممسكة والممتنة للبنية وبناء تنوع مجتمعنا السوداني . ولا شك هنا بأن كل أنشطة وعلاقات مجتمعاتنا الإنسانية والمحلية والأهلية قائمة الجماعية وروح الجماعة كالعبادات والنفير والألعاب الشعبية الصراع الأسبار الرياضة القنيص الصيد ، الاعراس بل حتى الألعاب البيئية للاطفال والبراعم قائمة على الجماعية ليلية كانت أو النهارية مثل ( أم بتاتي) وتشكيلات ألعاب الطين والقصب والأسلاك مرورا ب ( أم حمبارة وهي أداة شعبية مموسقة) وشليل وين راح ، وكديس نطاق تراني بنط ، وهرج اللنقا ، وأم لوبدي ، وشاو ، ولعبة المرفعين التي من اغانيها ( وليدكم ده مالو سميين كيه بياكل الدهن بقيل بيه ) الطريف في هذه اللعبة الشعبية شاهدتها ذات مرة للكبار في أحد قنوات دولة الأمارات تحت مسمى الألعاب الشعبية زمن الصبا لكنهم لا يجيدون قواعدها مما يدلل بأنها إما (ملنقبة ) واللنقبة حيازة الشئ بطريقة غير مقنعة أو وصلت إلى هناك عن طريق الهجرة الثقافية غير الشرعية .
وفيما يتعلق بالموقف السالب جدا للحركة الشعبية في حرب ١٥ أبريل سبق أن علقنا على هذه النقطة في القراءة السابقة محذرين من خطر الإنسياق المستمر للحركة الشعبية من جهة والطبقة السياسية بالجبال وجنوب كردفان إنسياقهم وراء تنوع حركة النفائر السياسية المجانية التي تنشأ بين الفينة والأخرى متساءلين بإلحاح عن السبب والمبرر الأخلاقي والسياسي والإستراتيجي الآمن الذي جعل الحركة الشعبية وعلى رأسها القائد عبد العزيز الحلو يقفون هذا الموقف المثير للحيرة والدهشة والإستغراب والجدل ، موضحين بأن قضية جبال النوبة جنوب كردفان كقضية لا تحل إلا بتوفر وحضور النقاط الأساسية التالية سلامة النيات مقروءة بقوة الإرادة ، سلامة الوطن ووجودية الدولة السودانية بقوتها وعلاتها وحرص وإنتباهة المواطن على حماية أصوله الثابتة والمتحركة ومكتسباته وإرثه على الأرض ، قلنا أمام الحلو فرصتان لا ثالث لهما البتة الفرصة الأولى في حال عدم رغبته في مناصرة قوات الشعب المسلحة بوصفها عبر التاريخ ومن خلال نظيرات بالدول المستقلة ذات السيادة المنضوية تحت لواء الأمم المتحدة هي المسئول الأول بالدستور عن حماية الوطن والمواطن والدولة والمكتسبات ، فلزاما عليه من منظور سياسي إستراتيجي علمي ضرورة المحافظة على إعلان وقف إطلاق النار الموقع بينه وبينها والحكومة السودانية والذي أكد فعاليته وسط سكان الولاية والإقليم بما في ذلك المناطق التابعة لسطته وسلطانه والذي جدد لأكثر من مرة . وإن يكن راغبا في ذلك فكان عليه بالحياد التام إن كان نضاله التراكمي في حقيقته المجردة من أجل قضية وإنسان جبال النوبة جنوب كردفان والتي من المؤكد بأنها لم تنشأ وإنطلق النضال حولها في حقبة التمرد الثاني ١٩٨٣ ، وإنما هي قضية تاريخية أسألوا عنها تاريخ ثورات جبال النوبة ضد التركية والحكم الثنائى وكفاحات الرعيل الأول بعد الإستقلال على إمتداد الحكومات الوطنية المتعاقبة .
خلاصة التعليق على التعليقين بأن الأوضاع في جنوب كردفان جبال النوبة والأقليم في حقيقة الأمر تتطلب وقفة تضامنية قومية شاملة من قبل تنوع مجتمعها ونخبها السياسية ورموزها وفئاتها المجتمعية بلا إقصاء بعيدا كل البعد عن وبائيات القبلية والجهوية والعنصرية والمزايدات والمكايدات والدسائس السياسية والحزبية والإيدلوجية والنفاير المجانية وغير المجانية وهذا لن يتأتي بالصورة المعيارية المطلوبة ، إلا بإنهاء الحروب القديمة والحرب القائمة ومن ثم الشروع الفوري بوضع التدابير والترتبيبات اللازمة لأقرار السلام الشامل والإنعاش الإجتماعي والإقتصادي المبكر بالولاية والإقليم ومن ثم تلمس الطريق نحو فرص التنمية الشاملة المقتدرة المستدامة .
وعن عصارة تجاربنا السابقة حول ممسكات مشروع السلام الأجتماعي بمجتمع الولاية والإقليم ، أذكر جيدا في العام ٢٠٠٧ حينما شعرنا بحجم التحديات والمهددات التي بادت تحيط بالوطن الكبير إحاطة السوار بالمعصم كمال الحال اليوم ، تقدمنا مع وفد أهلي كبير ضم أمراء وأعضاء الأدارة الأهلية بمحليات تلودي الكبرى، تلودي الليري قدير ( كلوقي ) بجنوب كردفان ، الأمير محمد ابراهيم عبد الله شمشم أمير أمارة تلودي ، الأمير عبد الله آدم قدوم أمير كلوقي ، الأمير الراحل المقيم عبد الله إدريس عبد الله أمير الليري ، الأمير داؤد عمر هرون أمير أمارة البرنو بالسودان ، الأمير عبد النبي موسى أمير لوقان ، وعدد كبير من العمد على رأسهم العمدة السيد الحاج مراهد وعدد من الأعيان بالولاية والمركز بحضور محافظ محافظة تلودي التابع للحركة الشعبية وقتها إبراهيم الجاك تقدمنا بمبادرة قومية شاملة بإسم المبادرة الوطنية لتمتين وتقوية الصف الأهلي والوطني بالسودان ، مبادرة متخصصة لخدمة بعدين ، البعد الأهلي والمدني والمجتمعي الذي يدفع بأتجاه إنجاز مشروع العقد الإجتماعي الجديد ، والبعد السياسي والوطني وهذا يختص بإنجاز مشروع عقد السلام السياسي الوطني القومي الجديد القائم على بنيات أخلاقية وعلى ممسكات وطنية حقيقية تحافظ على الوطن والدولة وضمان إستقرارها وتطورها ونهضها ، إستطاع وفد المبادرة وبجهد وطني مستقل من تسليم مسودة المبادرة لكافة مرجعياتها التنظيمية والإدارية والفنية المقترحة بربوع البلاد ، على المستوى المجتمعي تم تسليم كافة الإدارات الأهلية كل سجادات الطرق الصوفية والجماعات السنية والكنائس والجامعات ومراكز البحوث والدراسات ومنظمات المجتمع ، وعلى المستوى السياسي الوطني والقومي ، لكل القوى السياسية بلا أستثناء من أقصى اليمين إلى الوسط إلى أقصى اليسار والمستقلين والرموز الوطنية والقطاعات الفئوية ، للأسف الشديد في مرحلة لاحقة رفضت الأيد القوية المبادرة واخرجتها لا حقا من سياقها في صورة شائهة في مناسبتين واحدة في كنانة بالنيل الأبيض والثانية بقاعة الصداقة بالخرطوم .
في عام ٢٠١٠ وهو العام الذي أجريت فيه الإنتخابات العامة بالبلاد من موقعي كرئيس للمستقلين بالبلاد من نمولي إلى حلفا وعلى كافة المستويات الإنتخابية ، لاحظنا أيضا في تلك الفترة الإنتقالية بالغة الحساسية بين شركاء نيفاشا لا حظنا بأن علاقات الشراكة بين الحزبين الرئيسيين الحاكمين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية تمضي بقوة نحو الشربكة وربما أبعد من ذلك إلى الشكلة كما يقول الاخوة في جنوب السودان ، وعندها اطلقنا النسخة الثانية لمشروع المبادرة الوطنية لتمتين وتقوية الصف الأهلى هذه المرة بجنوب كردفان ، وحينما علمت سلطات الولاية والإقليم بتلك المبادرة طلبت الجلوس مع قيادتها وبالفعل تم اللقاء وتم أستعراض المرتكزات الأساسية للمبادرة التي وجدت الإشادة والقبول ، ولكننا فوجئنا بعد أقل من إسبوع تم الإلتفاف على المبادرة وأصحابها بالدعوة للقاء جامع بقاعة الصداقة بالخرطوم لابناء جنوب كردفان بالولاية والمركز عدا أصحاب المبادرة الأصل خرج ذلك الإجتماع والإجتماعات المكملة له بمشروع مجلس حكماء جنوب كردفان بصيغة شمولية سلطوية شائهة ، عكس ما كنا ندعو له نحن في المبادرة ، وهي أن يتم تشكيل مجلس حكماء جنوب كردفان رئيس وعضوية من المجتمع الاهلي والمدني ورموز المجتمع بصورة شاملة متوازنة مستقلة ليس لها أي علاقة بالإنتماءات السياسية والحزبية والأيدلوجية ، والذي من مهامه الرئيسية والإستراتيجية توفير الحماية اللازمة لمجتمع الولاية والأقليم حمايته من أي مهددات محتملة قد تنجم جراء تحول الشراكة بين الحزبين الحاكمين إلى شربكة وإلي شكلة وقتال مباشر ، ثم هدفه الإستراتيجي الثاني إمتصاص الصدمات التي تنشأ بين الطرفين بالولاية بجانب القراءة الإستباقية والتحليل المستمر لطبيعة النزاعات والصراع من خلال بيئته الداخلية والمحيطة ومآلاته مع الألتزام الصارم بتقديم خيارات الحلول المستمرة للمشكلات .
أول مهمة لمجلس الحكماء على الطريقة التي هدفنا إليها دوره الحازم والحاسم والمستقل بالدفع بخيارات الحلول في أعقاب الجدل الكبير والنزاع الخطير حول نتائج الإنتخابات وتحديدا بين الوالي ونائبة الذي إستمر بلا حلول ترضي الطرفين حتى ساعة الكتمة وإندلاع الحرب في ٦/ ٦ / الساعة / ٦ / كما يقولون ، ومن المؤكد والمرجح لو كان هناك مجلس للحكماء بالولاية والأقليم بالمعنى الذي لما وقع الصراع والحرب المدمرة الثانية التي تعيش الولاية والأقليم ومواطنيه فصولها وتفاصيلها حتى اللحظة ، كيف لا ومن المقدور عليه في ذلك الوقت بإن مجلس الحكماء يمكنه القيام بدور الميسر والوسيط النزيه المقبول لدى جميع الأطراف يقوم بتقديم مقترحات لحل الخلاف السياسي حول نتائج الإنتخابات وبتالي منع وقوع الحرب ، وأذكر في تلك اللحظة قد حصرنا نفاط الخلاف في عشر نقاط جميعها مقدور على حلها بواسطة مجلس حكماء الولاية وبالتالي منع رجوع الأوضاع بالولاية والأقليم إلى المربع الأول مربع الحرب المدمرة مع الحفاظ الكامل للمكتسبات الكبيرة التي تحققت في حقبة السلام من ٢٠٠٥ حتى ٢٠١١ . ولكن وللأسف الشديد ضاعت فكرة مجلس الحكماء على الطريقة التي هدفنا إليها ، وشكل على أنقاض المفهوم مجلس حكماء عكس الفكرة تماما أصبح الوالي رئيسه ونائبه نائبا له ، وحينما وقعت الفتنة ومصيبة الحرب بينهما لم نجد حاكما ولا حكيم ولا مجلس حكماء يمشي بينهما الكل يونسنه غرضه ونسة (عجاجية ) وونسة دقاقة
إنهم الإطاريون والمؤطرون للناس في كل زمان ومكان وحال وهذه بكل أسف أصدق حالات بيئتنا ومزاجنا السياسي السوداني بمختلف الحقب والتجارب دون حصر ذلك ظلما وبهتانا في حقبة بعينها . فالعيب بتمامه فينا ونعيب زماننا وأزمنتنا (كأس من علقم الحقيقة على الريق )…..