د. عادل عبد العزيز الفكي يكتب: رعاية السعودية للتفاوض مصدر تفاؤل
ببساطة
انطلقت بجدة بالمملكة العربية السعودية المباحثات ما بين وفد القوات المسلحة السودانية وممثلي مليشيا الدعم السريع المتمردة المحلولة.
تستهدف المباحثات حسب البيان الرسمي للقوات المسلحة السودانية النظر في كيفية تنفيذ ما تم إقراره في منبر جدة في مايو الماضي والمتضمن خروج قوات الدعم السريع من بيوت المواطنين ومن المستشفيات ومن المرافق والأعيان المدنية كافة ، وتوفير الظروف المناسبة لتمرير المساعدات الإنسانية للمتضررين.
الموقف على الأرض يشير إلى أن قوات الدعم السريع المتمردة المحلولة سوف تخضع هذه المرة لتنفيذ التزاماتها، بعد أن قامت القوات المسلحة الباسلة بكسر شوكتها في الخرطوم ونيالا والأبيض، ومناطق أخرى، حيث لم تتح لها القوات المسلحة الباسلة الفرصة للتمسك الآمن بأي منطقة أو إقليم ، وبالتالي يصبح التناول لما بعد الخروج وتوقف العمليات الحربية هو الأهم.
يُعتقد أن تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين ونقل مواد الإغاثة وتشغيل المستشفيات ومرافق المياه والكهرباء ودفن الجثث وتطهير المدن هي الأولويات فور توقف العمليات الحربية. هذه العمليات معقدة وتحتاج لموارد مالية ضخمة.
فور الإعلان عن تبني السعودية والولايات المتحدة لمنبر جدة كمنبر للتفاوض أعلنت المملكة العربية السعودية عن تعهدها بمبلغ مليار دولار لدعم جهود السلام، فيما تعهدت الولايات المتحدة بمبلغ 700 مليون دولار.
خلال الأشهر الماضية ومع إستمرار المعارك العنيفة قامت المملكة العربية السعودية بتقديم مساعدات إنسانية مهمة في شكل شحنات من الدقيق ومواد أخرى لمختلف المناطق بالسودان.
سجل تاريخنا الوطني أن المملكة العربية السعودية وعبر البنك الإسلامي للتنمية بجدة قام خلال الفترة من 1988 إلى 1991 بإعادة إعمار القطاعين التعليمي والصحي في السودان بتكلفة 500 مليون دولار بعد كارثة السيول والامطار التي دمرت القطاعين في أغسطس 1988.
ولم ينس أهل السودان كذلك الجسر الجوي الذي أقامته المملكة العربية السعودية حينذاك لإغاثة من تدمرت مساكنهم، حيث قام هذا الجسر بتوفير حوالي 100 ألف وحدة سكنية شاملة الخيمة والأغطية ومنقي مياه الشرب ومولد كهربائي لكل خيمة وصلت خلال أيام لكل المتضررين فكفكفت دموع الحيارى الذين كانوا يلتحفون السماء.
هذه السابقة الرائعة تجعلني اتفاءل بمنبر جدة، وارى فيه خيرا كثيرا لشعب السودان. والله الموفق.