مساءات
عادل حسن يكتب :
*رسالة الي قبر شيخ زائد*
عندما تفجرت عيون النفط في صحاري مشيخات الخليج في بواقي اعوام الستينان اخذت الحياة في تلك البقاع الزيتية ملمحا متجددا ونقلة اقتصادية تمددت علي كل رمال الخليج العربي وبانت الدنيا الجديدة المنعمة وخرج الخلايجة من الخيام وتركوا النوق الصهباء وابل المجاهم وامتطوا احدث ما انجبته دترويت من الفارهات الاميركية التي لا تروي من الوقود وهي تغطس في رمال الصيد الموسمية ثم حياة كاملة الرفاهية واسفار صيفية وزواج مثني وثلاث ورباع من حسان بلاد المغرب العربي هجين الاسبان
نعم تغير الحال من القسوة والشظف الي الترف والعلياء
وكان اهل السودان اساسا راكزا لتركيب هذه الدنيا الجديدة في الامارات عندما انفجت قماشة الاغتراب في اول السبعينات والشيخ زايد رحمة الله حكيم قرر بناء وتاسيس امارته الصغيرة والحاقها بالعالم غير التقليدي واتجه الي السودان وعقول السودان فتدفق العلماء والاطباء واهل القانون والمعمار والمهنيين والاكادمين والمعلمين فكانت نهضة الامارات دق يمين وعرق جبين اهل السودان
مثلا القضاء في الامارات اسس علي عقول سودانية والاعلام هناك اسس علي عقول وخبرات سودانية والشرطة الاماراتية حملوا لها قانون متكامل من دسك البوليس زمان واسم الدلع الان الشرطة السودانية وحتي اول مطعم لثقافة الطعام الجماعي شيدته وفتحه للجمهور كان رجل سوداني من حي البوستة ام درمان
نعم كان الشيخ زايد حكيم العرب يحب اهل السودان ويحفظ لهم الجميل ويميزهم من بين كل القوميات في الخليج
وعندما كان يزور السودان ويستقبله الرئيس جعفر نميري في المطار كان شيخ زايد يخرق البرتكول الرسمي ويدلف يسلم بيده مباشرة علي نفر من جمهور المواطنين المستقبلين لمقدم الضيف الكبير المقام الشيخ زايد ونزكر بان احد اعيان ومشايخ قبائل كسلا اهدي شيخ زائد الجمل الاصهب الذي يفوز سنويا بسباق الهجن العربي وبكي شيخ زائد وقال عجبا اهلنا في السودان اتهدونا العزيز وانتم البسطاء وكان الجمل البشاري هذا يحصد الجوائز الثمينة وفقدوه بالاهداء الي عزيز قوم زائر
وهاهو اليوم شيخ زائد تحت التراب في قبر تزاحمه دعوات الخير بينما محمد بن زائد حيا يرزق تلاحقه لعنات اهل السودان الاتقياء الاطهار العباد الصلاح لان محمد بن زايد جعل الدم السوداني ارخص من قطعة هامبرجر في حانة اميركية مجاورة لقصره الاميري في شارع جورج واشنطن نسي او يجهل ما قدمه اهل السودان لامارته التي كانت قطعة جرداء تحت الرمال الحارقة وانسانها بدائي يتقاسم السكن مع اهل الكهف
ان اهل السودان قوم مخلوقين مع الطيبة والعشرة وتنزلوا علي الارض مع ثقافات كل الديانات والفهم المتكامل ولذلك تجد اهل السودان يحترمون اخيهم انسان الامارات ويحبونه حتي الان لا يخلطون بين اشقائهم في الامارات وبين افعال حكومتهم في السودان الان لان انسان السودان في دويلات الامارات من اميز واطيب مخلوقات العالم من الاجناس والجاليات هناك ولا هم بالحاقدين ولاهم بالشرين محترمين ومقدرين ولكنهم صبورين ينكفون علي الجرح العميق هناك في بلادهم
نعم تغيرت الازمان من الشيخ زايد حكيم العرب الي محمد مغضوب العرب
سلامات