علي ادم احمد يكتب *مفاوضات جدة حتى يلج الجمل سم الخياط*
علي ادم احمد يكتب
*مفاوضات جدة حتى يلج الجمل سم الخياط*
هل كان اتخاذ جدة او المملكة العربية منبر للتفاوض او الموافقة عليه قرارآ صائبآ ؟
هل المملكة العربية تمتلك ادوات سياسية او مقدرة على تقريب وجهات النظر بين المتحاربين ؟
ماهي منجزات المملكة العربية في المنطقة او في العالم في حل الصراعات السياسية او العسكرية المشابهة للحالة السودانية ؟
هذه الاسئلة وغيرها من الاسئلة كان من الضروري بحثها او الاجابة عليها قبل الذهاب الى جدة لايجاد حل للازمة السودانية ٠
لو بحثنا في التاريخ القريب عن دور وجهود المملكة لحل الخلافات في المنطقة ٠
سنتناول الحرب الاهلية في لبنان والازمة اليمنية التي اعقبت الربيع العربي وتمدد انصار الله من الشمال وسعيهم لابتلاع اليمن والاستيلاء على السلطة بقوة السلاح ٠
نبدا باتفاق الطائف بين الفرقاء اللبنانيين فيما كان يعرف بالحرب الاهلية يعتبر من اسوء الاتفاقات السياسية في العالم حيث انه عمق الخلاف بين المكونات اللبنانية وكرس للطائفية العرقية والدينية بل اسوء من ذلك عمل على حمايتها بهذا الاتفاق المشوه اذا كان لهذا الاتفاق ميزة فهي ايقاف الحرب مؤقتآ او عمل على تاجيلها فاتفاق الطائف لم يعالج المشكلة اللبنانية سياسيآ بقدر ما ازمها فعليآ وخلق حالة سياسية مشوها ولم تعالج الازمة بصورة تسهم في بناء وحماية العملية السياسية من الانزلاق في اتون الحروب مستقبلآ ٠
اما الحالة السياسية الثانية التي لعبت فيها المملكة العربية دور الوسيط ولم تنجح فيها بل عملت على تعميق الازمة ونقل الخلاف من خلاف سياسي الى خلاف طائفي عمق الصراع داخل المجتمع اليمني تعتبر المملكة العربية مسؤولة اخلاقيآ من انهيار الوضع السياسي والامني في الداخل اليمني باعتبارها الفاعل الرئيسي في الملف اليمني المملكة العربية لم تستطيع حماية العملية السياسية في اليمن وسمحت بالامارات بان تلعب دور غير بناءة اسهم في تدهور الوضع وقسم المجتمع جغرافيآ واثنيآ وطائفيآ ولا يمكن حل المشكلة اليمنية اليوم بنفس الادوات التي اسهمت في تعميق الخلاف بين المكونات السياسية اليمنية لذلك نجد الازمة اليمنية مستمرة من قبل سقوط نظام علي عبدالله صالح ٠
بعد كل هذه النمازج الفاشلة عن ادوار المملكة العربية في حل الخلافات السياسية والعسكرية في المنطقة يبدو واضحآ ان الذهاب الى جدة لم يكن خيارآ موفقآ للاعتبارات المذكورة من عدم مقدرة المملكة العربية بالقيام بهذه المهمة فالمملكة العربية ليس مؤهلة سياسيآ ولا عمليآ للقيام بهذا الدور وظهر هذا جليآ في تعريفها لاطراف الصراع بصورة اسمهت في تعنت الدعم السريع وتمسكه بشروط تعجزية لحل الازمة السودانية ٠
الجميع يعرف مدى تماهي الدعم السريع مع المشروع الخليجي في المنطقة بالاخص المشروع الاماراتي بل تجاوز التماهي وصار يمثل راس الحربة لهذا المشروع في المنطقة والاقليم ككل مما شكل ضغط حقيقي على الوسيط السعودي والامريكي وجعلهم غير قادرين على ممارسة ضغوط على المليشيا وجعلها تنخرط في عملية سلام تنهي هذه الحرب ٠
بعد كل هذه القراءة هل مازالت الحكومة تعتقد بان المملكة العربية لديه ما تقدمه لحل هذا الصراع بهذه الآليه والعقلية العقيمة في ادارت ملف بهذا الحجم بكل تشعباته وتقاطعاته الاقليمية والدولية ؟
لا نقول المملكة العربية فشلت في حل الصراع السوداني اصلآ المملكة ليس لديها اي رصيد في حل الخلافات السياسية في المنطقة لذلك لم نكن متفائل بدور المملكة العربية في ايجاد حل لهذا الصراع حتى يلج الجمل سم الخياط ٠