منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د.محمد بشير عبادي يكتب : *التاريخ لا يعيد نفسه*

0

د.محمد بشير عبادي يكتب :

*التاريخ لا يعيد نفسه*..

قطع الاتصالات الحادث الآن في السودان والمطالبة بإلحاح لإدخال المساعدات الإنسانية لمناطق وجود التمرد وعودة الاتصالات إليها، التي أسماها المتمرد حميدتي ب”شريان الحياة”، ماهي إلا حيلة جديدة لإنقاذ ما يمكن انقاذه من بقايا قوات التمرد التي بدأت الانهيار الكامل الآن في الخرطوم وكثير من مواقع الاشتباكات العسكرية.. هكذا يفعل الخارج دوما مع متمردي السودان من لدن عصابات “الأنانيا” في جنوب السودان،بإفتعال ثورة أكتوبر ١٩٦٤م التي هندسها “مجلس الكنائس العالمي”، لتكون طوق نجاة لها عقب الهزائم العسكرية الساحقة التي ألحقها بها الجيش السوداني بقيادة الرئيس الراحل الفريق إبراهيم عبود(١٩٥٨م-١٩٦٤م)..ذات السيناريو تكرر عقب إنهيار التمرد في جنوب السودان بدايات حكم الرئيس الراحل المشير جعفر محمد نميري، الذي قضى عليه تماما ليحمل على توقيع اتفاقية سلام “أديس أبابا” في مارس ١٩٧٣م،لتستمر عشرة سنوات يقوى خلالها عود التمرد وتعود إليه الحياة من جديد، ليندلع أكثر ضرواة في في سنة ١٩٨٣م بقيادة جون قرنق.. تمرد بدأ بكتيبة في “توريت”، كيف تسنى له أن يتمدد لكثير من المدن الجنوبية دون إمداد خارجي، إنها عملية”شريان الحياة” التي كانت ظاهرها الإغاثة والمساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة من النزاعات في جنوب السودان في الفترة الممتدة من منتصف ثمانينيات القرن المنصرم إلى نهاية التسعينيات من ذات القرن وفي باطنها إمداد عسكري لوجستي.. عملية شريان الحياة، التي أعادت الحياة لتمرد قرنق ليتمدد إلى تخوم دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ناقلا الصراع في عملية نوعية إلى شمال السودان، مما هيأ له وضعا مريحا في مفاوضات “مشاكوس” ثم “نيفاشا” سنة ٢٠٠٥م والتي أفضت لفصل جنوب السودان عن شماله.. الآن “البيدق” حميدتي في لعبة الأمم، يستخدم بذات الطريقة من ذات الأيادي الخفية، التي استخدمت فيها بيادق مماثلة له قبلا، لإحتلال بلادنا ونهب خيراتها والتحكم في موقعها بواسطة مخالب من الداخل.. ذات اللعبة السمجة يمهد لها الآن لكي تعود من جديد وبذات السيناريو.. إن التاريخ لا يعيد نفسه ولكنا لا نتعظ فنقع في ذات الأخطاء ليكرر ذات الخصم لعبته المعتادة من جديد ومن فرط غفلتنا نعتقد أنها جديدة فنندهش أمامها ولا نحرك ساكنا.. فهل نعي الدرس هذه المرة؟؟؟!!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.