منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د عبدالباقي الشيخ الفادني يكتب : *نهاية الحرب و ترتيبات ما بعدها*

0

د عبدالباقي الشيخ الفادني يكتب :

*نهاية الحرب و ترتيبات ما بعدها*

* الواضح الجلي من خلال سير المعارك في الخرطوم و أم درمان و الجزيرة و الأبيض أن المعركة في بداية نهايتها و ستُمنى المليشيا المتمردة بهزائم متلاحقة على يد القوات المسلحة و هيئة العمليات و شركة الإحتياطي المركزي و المستنفرين .
* بدأ كثير من المواطنين الذين نزحوا من بيوتهم في ترتيبات العودة و تحديد الأولويات بعد أن ذاقوا مرارة التشرد و الضيق في المسكن و المأكل .
* فكثير منهم بدأ بفكر فيما سيفعله فور عودته من تنظيف للمنازل و إصلاح ضررها و من ثم تأسيسها بعد أن نهبت أثاثاتهم منها و غيرهم فكر في الإستغناء عن الإستقرار في الخرطوم و البحث عن بديل خاصة الذين لا تربطهم صلة قوية بالخرطوم العاصمة بعد أن ذاقوا الأمرين من المليشيا من قتل و إغتصاب و نهب .
* لكن ماذا أعدت الدولة من خطط بعد نهاية الحرب ؟
* من الملاحظ أن كثير من مؤسسات الدولة المدنية ظلت مشلولة و غير قادرة على إستيعاب صدمة الحرب و لم تقدم للمواطنين ما يخفف عنهم شدة وطأتها ، فكثير من مديري و موظفي هذه المؤسسات إلتجأ إلى دول الجوار و الإقليم و لم يقدموا شيئا إلا القليل مهم في حين ظلت القوات النظامية تقدم طيلة فترة الحرب الغالي و النفيس مع قلة الإمكانات و كثرة الخونة و المُعيقين .
* و نحن نشهد الحرب في خواتيمها نرى ذات التقاعس من تلك المؤسسات و منسوبيها حتى يخيل إليّ أنهم يفكرون بعقلية المواطن بعد انتهاء الحرب .
* لقد خسرت الدولة كثير من مواردها و تهدمت كثير من البنية التحتية الخدمة التي كانت تقدم خدمات للمواطنين ، فالتفكير بالطريقة البسيطة مثل المواطن فيما يخصه سيكون أكبر عائق في الإستقرار و الأمان و مهدد بعودة المواطنين لبيوتهم إذا لم يجدوا الدولة قد أعدت العدة و جهزت الخطط و المشاريع لبناء ما دمرته الحرب و خطر ذلك لا يقل في إعتقادي عن خطر المليشيا المتمردة .
* لابد من وضع خطط و تجهيز مشاريع و توفير المال و إعداد الرجال لمرحلة ما بعد الحرب و ذلك بالإستفادة من تجارب دول بعد خروجها من الحروب مثل (رواندا و الفلبين و المانيا و اليابان و الصين و جنوب إفريقيا) .
* إن السودان به كثير من المخلصين الوطنيين الذين يريدون أن يساهموا في إعادة إعمار ما دمرته الحرب سواءً كانوا موظفين أم حرفيين أو رجال أعمال ، لكن يتخوفون من العقلية القديمة التي كانت تدار بها مؤسسات الدولة و التي أعقدتنا من التقدم و الإستقرار من أجل رفاهية المواطنين .
* يجب أن نغير من طريقة تفكيرنا و سلوكنا في جميع المؤسسات العامة و الخاصة لأنها لا تتواكب و المرحلة بعد الحرب ، و الإستفادة من مما مررنا به من كروب بأن لا نعيد أخطاءنا التي أوردتنا ما فيه نحن الآن .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.