منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

مسارات محفوظ عابدين يكتب : *جامعة شندي ..إنه ل(عبء) ثقيل (2).*

0

مسارات
محفوظ عابدين يكتب :

*جامعة شندي ..إنه ل(عبء) ثقيل (2).*

قد يتبادر لمعظم الناس ان مستشفى المك نمر الذي يتبع لجامعة شندي أن هذا الاسم جاء تقديرا لناظر الجعليين (المك نمر) الذي خلد أسمه في (تاريخ) السودان عند (ثأر) لكرامة الشعب السوداني بحرقه لإسماعيل باشا.
وقد تكون هذا التسمية صحيحة ولكن هل لديها اي رمزية (طبية) او(صحية) تتوافق وعمل هذا( الصرح) الكبير؟
نعم ان اسماعيل باشا عندما حاول (أهانة) الناظر برمي الغليون أمام وجهه كما تقول بعض كتب التاريخ فان هذا قد احدث (جرحا) في كرامة أهل شندي وترك أثرا (نفسيا) عند الناظر وقبيلته فكان لابد من (تضميد) هذا (الجرح) و(معالجة) هذا الأثر(النفسي) حتى يستعيد الناظر وقبيلته (هيبتهم).
وهكذا يعمل الاطباء في معرفة( الأعراض) ومعالجة( الامراض) حتى يستعيد المرضى (صحتهم).
و(الرمزية) في هذا المقارنة والربط بين الاسم وما يقدمه هذا الصرح الطبي من خدمة قد تكون العلاقة متشابهة في المعالجة مع اختلاف (الحالة) وطرق (العلاج).
وحقيقة مستشفى المك نمر الجامعي بشندي يواجه ضغوطا كبيرة نسبة لتضاعف المترددين عليه بسبب الحرب في الخرطوم وغيرها، وفي كل التخصصات خاصة في المراكز الطبية المتخصصة مثل مراكز القلب وغسيل الكلى ومركزعلاج الاورام وابحاث السرطان
فقد استقبل المستشفى مئات المرضى من ولاية الخرطوم ومن ولاية الجزيرة لاحقا وتضاعف عدد المترددين الى (عشرة) إضعاف مما كان عليه سابقا وهذا يعني ان الضغط على المستشفى والعاملين قد تجاوز حد كل الأمكانيات المادية والبشرية والاجهزة والمستهلكات الطبية والقدرة الاستيعابية ،وأدخل تزايد عدد المترددين على المستشفى، إدارة الجامعة والمستشفى في تحد كبير وإن الاحصائيات التي قدمها الامين العام للمستشفى السموأل البشير ومن إدارة الاحصاء مازن أمين عكاشة
أكدت حقيقة هذا الضغط الكبير الذي تعرضت له المستشفى بعد الحرب في الخرطوم والجزيرة فكانت الملاذ والخيار الاول لكثير من المرضى خاصة في (غسيل الكلى) و(امراض السرطان) ،حيث يعتبر مركز علاج الاورام هو المشفى الحكومي( الوحيد) الذي يعمل في السودان،وان مركز غسيل الكلى هو (الأكبر) على نطاق السودان.
واذا نظرنا في تلك (الاحصائيات) فان مساحة هذا العمود لا تستوعبها ولكن بنظرة سريع الى نسب الزيادة في( التردد) و(الدخول) و(العمليات) فان القاريء قد يضع صورة مقاربة لحجم الضغط مقارنة مع القدرة الاستيعابية وعدد العاملين في المستشفى.
فقد بلغ عدد الدخولات للمستشفى في نوفمبر( 1٫085) مريض مقارنة مع شهر ينايرمن العام السابق 2023م ،حيث كان العدد(797) مريض بنسبة زيادة بلغت (36%).
تم إجراء عدد (366) عملية،مقارنة بالعمليات التي أجريت خلال شهر يناير من العام السابق 2023م بلغت الزيادة( 101%) مع دخول جراحة الأطفال ،المخ والأعصاب،الوجه والتجميل والترميم،السلسلة الفقرية ،جراحة العيون والشبكية، وغيرها
وبلغت الزيادة في الموجات الصوتية لنفس الفترة بنسبة زيادة (95%)،وبلغت نسبة الزيادة في صور الاشعة المقطعية مع مقارنة مع ديسمبر من العام 2033م بلغت (279%).
هذه نماذج من عملية الاحصائيات الدقيقة التي تقوم بها الادارة المعنية وهذه( الاحصائيات) هي التي تبنى عليها (الخطط) المستقبلية والمعالجات (العاجلة) و(الآجلة) وكذلك الظروف الطارئة مثل هذه الحرب التي إندلعت في الخرطوم.
رغم هذا الاكتظاظ الكثيف من المترددين على مستشفى المك نمر الجامعي والضغط على المرافق الخدمية والمستهلكات الطبية ومحدودية القوى البشرية العاملة إلا أن إدارة الجامعة والمستشفى عملت على تقديم خدمة ذات جودة وهذا ما لمسناه من إفادات المرضى الذين قدموا الشكر للعاملين وطالبوا الحكومة والدول الصديقة والشقيقة والمنظمات الدولية والاقليمية ان تقدم يد العون لهؤلاء المرضى عبر مستشفى المك نمر الجامعي خاصة في مسالة الدواء لمرضى( السرطان) و(الكلى) لان مستشفى المك نمر اصبح الوجهة الوحيدة للمرضى خاصة من ولايتي الخرطوم والجزيرة وهي اكبر ولايات السودان سكانا.
وإن كانت هناك من تحية فهي للعاملين في المستشفى ولمديرها د.زهير وأمينها السموأل والدكتور عوض الطيب مدير مركز علاج الاورام وأبحاث السرطان والصادق ازرق الذين يعلمون في ظروف بالغة التعقيد.
وفعلا انه ل( عبء) ثقيل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.