منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

ابراهيم عثمان يكتب : *التفاوض الذي يرغب فيه التمرد وحاضنته السياسية*

0

ابراهيم عثمان يكتب :

*التفاوض الذي يرغب فيه التمرد وحاضنته السياسية*

أثبت “إعلان أديس أبابا” أن كلمة “التنسيقية” في الكيان الذي شكلته قحت تعني قوى التنسيق مع المتمردين أكثر مما تعني التنسيق بين مكونات الكيان ، وأثبت أن التنسيقية ترغب في تفاوض بين الجيش والمتمردين يشبه اتفاقها معهم ويكون عبارة عن وثيقة إدانة له واستسلام .

فلكي تصل التنسيقية إلى اتفاق مع المتمردين :
▪️ لم تكن هناك حاجة لوسطاء ومسهلين وتقريب وجهات نظر .
▪️ لم تكن هناك قضايا خلافية، ولو تلك المتعلقة بالحرب على المدنيين .
▪️ ولم تكن هناك سقوف عليا خاصة بكل طرف ومساومات لتخفيضها، ولا تصريحات متبادلة لغرض الضغط، بل كانت هناك سقوف عليا مشتركة يعملان معاً لرفعها .
▪️ لم يكن هناك تفاوض بالمعنى الحقيقي، ولم يتعد الأمر لجنة صياغة تختار من المتفق عليه ما ترى أنه مناسب للخروج إلى العلن .
▪️ وفي أول جملة من الديباجة اتفقا على الإيمان المشترك بأن الدعم السريع بريء من تهمة إشعال الحرب : ( اﯾﻤﺎﻧًﺎ ﻣﻨﺎ ﺑﺄن ﺣﺮب اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋشر ﻣﻦ أﺑﺮﯾﻞ ھﻲ آﺧﺮ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻦ سلسلة اﻟﻤﺤﺎوﻻت الفاشلة ﻟﻘﻄﻊ اﻟﻄﺮﯾﻖ ﻋﻠﻰ مسار ﺛﻮرة ديسمبر اﻟﻤﺠﯿﺪة ) .
▪️ وفي متن الاتفاق توافقا على تشكيل ( اللجنة اﻟﻮطﻨﯿﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﺘﺤﻘﯿﻖ ﺣﻮل ﻣﻦ اﻟﺬي أﺷﻌﻞ اﻟﺤﺮب.) التي تثبت صحة إيمانهما المشترك !
▪️ وتبادل “الطرفان” منح بعضهما المزايا بكرم حاتمي .واتفقا على أن يكون ( التواصل والحوار السياسي ) مع قيادة الجيش وقيادة المتمردين قاصراً على ( القوى “اﻟﻤﺆﻣﻨﺔ ﺣﻘًﺎ” ﺑﺎﻟﺘﺤﻮل اﻟـﺪﯾﻤﻘﺮاطﻲ ) وكلنا يعلم من يعنيان بـ ( المؤمنة حقاً ) وما يحمله التعبير من “تكفير” سياسي .
▪️واتفقا على احتكار اللجان كـ ( اللجنة اﻟﻮطﻨﯿﺔ ﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﯿﻦ ) وتشكيلها ﻣﻦ ( شخصيات ﻗﻮﻣﯿﺔ “داﻋﻤﺔ ﻟﻮﻗﻒ اﻟﺤﺮب” ) والكل يعلمون من يعني الطرفان “بالداعمة لوقف الحرب”.
▪️ واتفقا على ( تتفيذ برامج شاملة لإعادة بناء وتأسيس القطاع الأمني )
▪️ واتفقا على أن اتفاقهما ممثلاً في ( مشروع ﺧﺎرطﺔ اﻟﻄﺮﯾﻖ وإﻋﻼن اﻟﻤﺒﺎدئ ) يشكل ( أساساً ﺟيداً ﻟﻠﻌﻤﻠﯿﺔ السياسية اﻟﺘﻲ ﺗﻨﮭﻲ اﻟﺤﺮب وﺗﺆﺳﺲ ﻟﻠﺪوﻟﺔ اﻟﺴﻮداﻧﯿﺔ.)
▪️ واتفقا على علمانية الدولة بالطريقة المخاتلة المعلومة في تجنب الكلمة وتخبئتها تحت تعبير ( وقوف الدولة على مسافة واحدة من الأدبان ) .
▪️ وكان الاتفاق في جملته
قريباً من سقوفهما المتوقعة لو كان انقلاب دقلو قد نجح ..
▪️ وكانت الحفاوة “بالقائد الملهم” كبيرة، وكان الوداد صافياً .
▪️ ولم يخلُ الأمر من مكايدة الخصوم بسلامة الملهم وصحته وحدة ذاكرته التي تحفظ أسماء الأعداء والأصدقاء .
▪️أما الشعب فكان نصيبه من الاتفاق هو تجاهل “إعلان جدة” الذي يتعامل مع قضية الحرب المستعرة ضده، وتجنب الإشارة إليه ولو على استحياء .
▪️ وتجتبا الإشارة إلى ( احتلال المنازل ) , وبدلاً من ذلك تحدثا عن ( ﺗﮭﯿﺌﺔ اﻷﺟﻮاء “ﻟﻌﻮدة” اﻟﻤﻮاطﻨﯿﻦ/ات ﻟﻤنازلهم)،
▪️ وربطا ( التهيئة ) بنشر “قوات الشرطة” التابعة للتمرد لا بإخلاء البيوت أولاً، وكأن القضية هي فقط قضية أمنية لا جريمة احتلال يرتكبها المتمردون .

إن التحالف الذي لم تهزه ولم تضعفه الاستباحة للمدن والقرى التي لم تفعل مثلها ( د ا ع ش ) في الموصل، والذي يزداد متانةً مع تمادي المتمردين في الإجرام واستباحة القرى في هو تحالف ضد المواطنين ولا يتحمس لمثله، ولا يضطر إليه، إلا الذين لا مبدأ لهم ولا جماهير. فالفجوة بين أوزانهم الحقيقية وأطماعهم لا يمكن أن تُملأ إلا بالمواقف الإنتهازبة مثل هذه .

إبراهيم عثمان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.