د. محمد عثمان عوض الله يكتب: *فيصل محمد صالح وتسابيح مبارك وجهان لعمالة واحدة*
جاءت تسابيح بفيديو قديم لتنظيم داعش أصله من الصومال لتذكذب على الملأ وتلصق تهمة وجود داعش بالسودان. ومثلها تماما ذكر فيصل تهمة داعش وجاء بصور أفراد مجهولين قاموا بعمل إرهابي، ليكذب ويدعي مثل تسابيح، بأنهم الإسلاميين. هذين المثالين لم يأتيا بالصدفة وانما هو منهج قحت الراسخ ضد الإسلاميين كما سنبين في هذا المقال. أما حينما يكون الأمر متعلقا بالجرائم المنتشرة والموثقة للدعم السريع فإن الناطق الرسمي لتقدم يقول: (أن تقدم ليست جهة حقوقية لتنسب التهم الى الدعم السريع). وفي ذات السياق، كان حزب الأمة قد اصدر بيانا ليخفف موجة الاتهامات على الدعم السريع، أطلق عليه الرأي العام تهكما وسخرية اسم بيان زعمت. ذلك منهج قحت في حق الدعم السريع، أما في حق الاسلاميين، فإن فيصل وتسابيح كلاهما يفبرك التهمة دون أي حرج، وإن كانت ساذجة وان كانت على حساب سمعتيهما ومهنيتيهما، طالما أنها ضد الإسلاميين. وذلك لأنه منهج أصيل سارت عليه من قبل الوالية د. آمنة وهي تحرض شباب قحت ضد الإسلاميين وتحثهم على فتح بلاغات جنائية دون الحاجة إلى أي إثبات: (حين تفتح بلاغ ضد الاسلاميين، ماضروري يكون عندك اثبات، البلاغ عليك والاثبات علينا). ولعل المحاضرة الفضيحة، الأشهر خلال الدورة التدريبية في الإشاعة عبر الحسابات الوهمية التي أقامها القحاتي وزير الدولة بالاعلام، مدير التلفزيون، السفير بوزارة الخارجية هو وزوجته، الاستاذ الرشيد سعيد. حين قال للشباب: (انت أرسل الإشاعة إلى قريبك في أي دولة أجنبية وخليهو هو يعيد صياغتها ثم يرسلها اليك مرة أخرى، ومن ثم يأتي دورك في النشر وبذلك لن تترتب عليك أي مسؤولية جنائية لأن حامل الكفر ليس بكافر). وكذلك البلاغ الفضيحة ضد بروف غندور الذي مكث بموجبه 3 سنوات في السجن حتى فضحهم شاهد الاتهام عماد وخرج غندور و13 عشر متهما آخرين ببراءة القضاء قلادة شرف لهم وإدانة داوية تلطخ حكم قحت. بالإضافة إلى مئات البلاغات الكاذبة التي أصدر القضاء براءة المتهمين فيها والسبب الوحيد هو أنها بلاغات قحتاوية كيدية مفبركة. أيضا لاننسى بلاغات رد الاعتبار والشرف التي فتحتها شركة زين وشركة زادنا ضد فبركات وأكاذيب مناع.
هكذا اتسق عمل كل من الوزير فيصل والوزير الرشيد والوالي د. آمنة والمذيعة تسابيح، وأعضاء لجنة التمكين، في منهج واحد مترابط متكامل عنوانه الفبركة والكذب والاشاعة، طالما أن المتهم هم الإسلاميين.
ولكن دعنا نستعرض بعض الأكاذيب في المقال الأسبوعي في صحيفة الشرق الأوسط للوزير فيصل تحت عنوان: تصريحات كباشي: مياه قديمة وقناني قديمة
1/ الكذبة الاولى قالها الوزير فيصل عن المقاومة الشعبية أنها (تحارب تحت مسميات لكتائبها وبشعاراتها وأعلامها المميزة)، فلم نسمع ولم نر أي متحرك خاص او معركة خاصة تحارب المقاومة الشعبية فيه بمسمى مختلف عن متحركات الجيش أو بمفردها بمعزل عنه. الحقيقة ان المقاومة الشعبية تحارب في كل المعارك تحت اسم متحركات الجيش نفسه، وتحت إمرأته وقيادته وتوجيهه. أما المسمى المختلف للمقاومة الشعبية ولكتيبة البراء أو غاضبون، فذلك ليس مسمى راية الحرب أو لوائها. ولكنه مسمى للدلالة والتمييز لعضويتها لأنهم في الأصل مدنيين وليسوا عساكر، دخلوا المعركة مضطرين و تقدموا للدفاع عن أنفسهم. لايمكن أن نسميهم بأسماء فصائل أو وحدات او أسلحة الجيش المختلفة. تلك عملية مختلفة اسمها الدمج والتسريح. لكنهم في ساحات الحرب مندمجون مع الجيش غير مستقلين عنه وتحت إمراته يوزعهم الجيش كيف يشاء إلى الوحدات والجبهات التي يريد والمهام التي يحددها. لم نسمع بمعركة يديرها البراء أو غاضبون أو كابتن السودان البرينس أو أي من قادة المقاومة الشعبية. وبذلك يأتي كلام الوزير فيصل مثل كلام المذيعة تسابيح كذبا صريحا وفبركة وتضليل.
2/ ويستمر السيد الوزير في الكذب حين يكذب مرة ثانية ويقول: (هذه المجموعات تخوض حربها الخاصة، داخل الإطار العام لحرب الجيش ضد «قوات الدعم السريع»، ولها أهدافها ونياتها الخاصة، التي تلتقي وتختلف مع أهداف قيادة الجيش). لم يستطع توضيح الأهداف الخاصة ولم يكشف كيف قرأ نواياهم. فقط كذب وكفى والحقيقة أن تقدم هي وحدها من لها هدفها الخاص مع الدعم السريع. أما الهدف العام المشترك للجميع ضد الدعم السريع هو تحرير المنازل والاحياء السكنية والدفاع عن النفس والاهل ضد الجرائم و لتحقيق انتصار كاسح للضحايا وللجيش في الميدان حتى يتمكن من الإجهاز على المليشيا ومن ثم القبض على قادتها وتقديمهم إلى محاكمة عادلة. هذه هي أهداف المحاربين جميعا لافرق أن كانوا من الجيش أو من المقاومة الشعبية أو من الداعمين. عكس الأهداف السياسية المشتركة التي وقعتها تقدم مع المليشيا.
3/ يشطح الوزير حين لايكتفي بكذبته بل يصدقها والاسوا من ذلك يبني عليها فوق ذلك توهما قائلا: (من الممكن أن تأتي نقطة يقرر فيها الجيش أن الحرب قد انتهت، إما بنصر عسكري وإمّا تفاوض، في حين ترى كتائب الحركة الإسلامية أن حربها لم تنتهِ بعد). واضح جدا الخبث الفطير من هذا القول الفطير. فطير لأنه توهم في رحم الغيب مبني على فبركة. مجرد تحريض وفتنة ومحاولة تفتيت جبهة التلاحم الشعبي خلف الجيش.
4/ لا يتوقف قطار الفبركة والوهم عند هذا الحد، بل يقفز الوزير فيصل بشطحاته إلى مستوى أعلى، ويقول محرضا: (إن حدث هذا الأمر، وبهذه الطريقة، فليس من المنتظر أن ينتهي بطريقة سلمية، أو بتنازل بلا ثمن، بل سيمضي لصدام عسكري لا يعلم أحد متى وكيف ستكون نهايته). يتنبأ بحرب وهمية بين الشعب والجيش. التخويف من حرب وهمية، وهو تضليل ليسند به الدعم السريع في حربه الحالية وجرائمه ضد الشعب والجيش.
5/ أما الكذبة التي ترقى إلى مستوى الجريمة الجنائية هي قوله: ( ارتكبت هذه المجموعات عمليات تصفيات في المناطق التي استعادها الجيش، واستخدمت وسائل غاية في البشاعة، مثل الذبح، وتعليق الجثث، إلى جانب عمليات تعذيب الأسرى والمعتقلين بشبهة التعاون مع «الدعم السريع»، وهي تصوِّر كل ذلك وتبثه في وسائل التواصل الاجتماعي). قال عمليات وتصفيات لكي يوهم بأنها أفعال كثيرة ومتعددة. ولكنه أورد مثالا واحدا مبتورا وشاذا صدر عن جهة مجهولة الى الان لم تتحدد وقد أدانه الجيش في بيان رسمي لانه عمل شاذ لا يعبر منهج الجيش لكنه يتسق مع منهج المليشيا في دفن الناس أحياء و قتل المدنيين ومطاردة النازحين والتمثيل بالجثث. استعجل الوزير وعمم المثال الشاذ وونسبه إلى هذه الجماعات تماما كما فعلت تسابيح!!! أما اعتراف الدعم السريع بالإختطاف الموثق لرئيس حزب قومي ورئيس حزب ولائي وانتزاع إفادات منهما تحت الخطف والإكراه، و اختطاف اللواء شكرت الله وآخرين، واعتقال وتصفية الوالي خميس ابكر، فذلك لا يعني الوزير فيصل في شيء لأن الجاني شريكه الذي وقعت معه تقدم برتكول سياسي مشترك. سبق لذات الوزير أنه استخدم دوشكات وعربات الدعم السريع المصفحة لإغلاق عدد من الصحف السياسية والقنوات الفضائية.
6/ قال الوزير كاذبا: (يتصرف قادة هذه الكتائب بقدر من الاستقلالية عن قيادة الجيش). بينما الصورة الحقيقية عكستها زيارة قائد كتيبة البراء لقائد سلاح المهندسين في مكتبه وفي خنادقه ومن ثم تحركهما معا الى مباني الإذاعة المحررة. عكست الصورة مدى التنسيق والترابط والتعاون و الانصياع المقاومة الشعبية لإمرة القوات المسلحة. أما الكيفية والتوقيت والتفاصيل، وتوزيع الادوار، فهذه شؤون عسكرية بحته لايهمنا منها إلا أن تكون تحت إمرة الجيش وبالتنسيق والتعاون الكامل. عكس مايروج له الوزير فيصل في أكاذيبه.
7/ ليس من قبيل الصدفة أن يكذب فيصل أصالة عن نفسه مرددا ذات أكاذيب تسابيح حين يقول: (قلق القوى السياسية وبعض القوى الإقليمية من ظهور شعارات «داعش» والمجموعات المتطرفة). نعم هو قلق، ولكنه قلق فيصل الذي بناه على الكذب والفبركة والفيديوهات المستلفة من أرض الصومال والكذب بالإدعاء أنها في السودان. كذلك وبذات الفجور والعمالة، سبق لعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي أن حذر القوى الإقليمية وحدد مصر والإمارات أن لا تسمحان بعودة الإسلاميين إلى الحكم في السودان وقال لهما نصا: (هيييي أنا حذرتكم). (فيصل وتسابيح يصيحو: داعش)
8/ نكتفي بهذا القدر من سلسلة أكاذيب الوزير فيصل. لأنه يكفي لتوضيح أهدافه الخبيثة وأسلوبه المضلل ومنهجه الكاذب وأدلته المفبركة بالتزامن مع المذيعة تسابيح كما سبقهم إليها من قبل د. آمنة و الوزير الرشيد و غيرهم من أخوانهم في الغي والضلال.