منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د. محمد بشير عبادي يكتب: الأوليغارشية

0

هي نظام سياسي وإقتصادي، يتم فيه السيطرة على الحكم والسلطة من قبل قلة من الأثرياء أو النخبة.
ظهر مصطلح “الأوليغارشية” في القرن الخامس قبل الميلاد في اليونان القديمة وتطور عبر التاريخ، وازداد استخدامه في العصور المختلفة، وصف في العصور القديمة كنظام حكم يستند إلى سيطرة النخبة الثرية وفي العصور الحديثة، يُستخدم لوصف التأثير السلبي للنفوذ المالي والسياسي على الحكم واتخاذ القرارات،يمكن أن تندرج حركات التمرد المسلحة تحت مفهوم الأوليغارشية إذا كانت تستهدف السيطرة على نظام الحاكم وادارته لصالح نخبة صغيرة من الأثرياء أو القادة.
سيطرة القبائل والأحزاب السياسية، كذلك يمكن أن تندرج تحت مفهوم الأوليغارشية إذا كانت تؤدي إلى تقوية نفوذ القلة على والاستحواذ السلطة والموارد.
بعض الأمثلة على السيادة الأوليغارشية تشمل سيطرة العائلات الثرية على السياسة والاقتصاد في بعض الدول وسيطرة مجموعات صغيرة من رجال الأعمال على اتخاذ القرارات الحكومية،كعائلة “روتشيلد” التي كانت منتشرة في أنحاء مختلفة من أوروبا وكان لديها تأثير كبير في القطاع المصرفي والمالي أو كنفوذ عائلة “كوك” الأمريكية في القرن التاسع عشر.
فى يومنا هذا، يمكن اعتبار بعض شركات “وول ستريت” في الولايات المتحدة الأمريكية، كجزء من نظام الأوليغارشية الحديثة، حيث تمتلك قوة اقتصادية وسياسية كبيرة مؤثرة في صنع القرارات على المستوى العالمي وقد حدثت هناك مظاهرات واحتجاجات عديدة، تستهدف شركات “وول ستريت” وسط الشكوك حيال دورها في التأثير على السياسة والاقتصاد بطرق غير عادلة والقدرة على تحقيق أرباح طائلة، دون مراعاة للمصلحة العامة.
نجد أن الإسلام يدعو لعدم سيطرة القلة على المال والسلطة، حتى لا يكون دولة بين الأغنياء فقط دون الآخرين ويحث على العدالة الاجتماعية والتضامن، ويعارض التمييز بين الطبقات الاجتماعية ويشجع على توزيع الثروة بشكل عادل وتحقيق التوازن في القوى الاقتصادية والسياسية ويحذر من عاقبة تمكن القلة وتداول المال فيما بينها، يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: “مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ ۚ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”، (الحشر-7) ويقول تعالى:”إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ”، (النحل- 90).
…..

#منصة_اشواق_السودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.