د. محمد بشير عبادي يكتب: *التطبيق*
التطبيق هو وضع شيء موضع التنفيذ أو قيد الاختبار والاستعمال، كتطبيق القانون وتطبيق النظريات والمفاهيم في الواقع لحل المشكلات أو تحقيق الأهداف، فنظريات الاقتصاد مثلاََ تستخدم لتحليل سوق العمل واتخاذ قرارات استثمارية وتطبيق مفاهيم التسويق لتطوير حملة إعلانية ناجحة لمنتج معين واستخدام المعرفة في علم النفس لتحسين بيئة العمل وزيادة الإنتاجية وتطبيق نظريات الفيزياء في تصميم وتطوير التكنولوجيا الحديثة مثل السيارات الكهربية وكذلك استخدام مفاهيم علم البيانات والذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات واتخاذ القرارات في مجال الأعمال وتطبيق نظريات علم الأحياء في تطوير علاجات جديدة للأمراض المزمنة وهكذا.. توجد العديد من النماذج والأمثلة التطبيقية،معنى ذلك ألا نكتفي بالشعارات والنظريات، إذ لابد من ترجمة عملية على أرض الواقع، التطبيق العملي يعني تحويل النظريات والمفاهيم إلى إجراءات فعلية وتطبيقها في الواقع لتحقيق النتائج المرجوة.
صحيح أن النظرية توفر الإطار والفهم اللازمين للتحليل والتفسير، ومن ثم يأتي التطبيق العملي لتحقيق الأهداف المحددة ولكن الاختراعات والاكتشافات العلمية غالباََ ما تحدث عندما يتم دمج النظريات مع الإبداع والتجارب العملية وهناك مناهج تطبيقية تحوّل الإطار النظري إلى تطبيق عملي، هي أساليب وتقنيات تركز على تطبيق المفاهيم والمعارف في سياقات واقعية،تهدف إلى تحفيز طلابها على استخدام المعرفة في حل المشكلات العملية وتطوير المهارات العملية،تتضمن هذه المناهج استخدام الدروس التطبيقية والتدريب العملي والتعلم القائم على المشروعات،ف(المنهج العملي) هو منهج تعليمي يركز على توفير فرص للتعلم من خلال التجارب العملية والأنشطة العملية،يهدف إلى تعزيز المهارات العملية وتطبيق المفاهيم في سياقات واقعية، مثال على المنهج العملي هو تعليم العلوم من خلال التجارب المختبرية والأنشطة العملية التي تساعد الطلاب على إستيعاب المفاهيم العلمية من خلال التجربة والتطبيق الفعلي.
أيضاََ يوجد (المنهج التجريبي) ، هو منهج يعتمد على إجراء التجارب العملية لاكتشاف الحقائق العلمية،مثال على ذلك،إختراع المصباح الكهربي الذي كان نتيجة لبحوث وتجارب العديد من العلماء أمثال، “توماس إديسون”و”جوزيف سوان” وغيرهم، ساهمت هذه التجارب في تطوير وتحسين المصباح الكهربي حتى وصلوا إلى النموذج الناجح الذي نستخدمه اليوم.
أما المنهج (العملي- التجريبي) ، هو منهج يعتمد على إجراء التجارب العملية كوسيلة لاكتشاف الحقائق العلمية والتأكد من صحتها، كتجارب البذور المحسنة، بزرع بذور مختلفة في ظروف مختلفة لدراسة تأثير العوامل المحيطة على نمو النباتات واستخلاص سلالة مطلوبة للإنتاج والسوق الزراعي.
الإسلام يحث على التطبيق العملي للقيم والتعاليم الدينية في الحياة اليومية،يشجع المسلمون على تطبيق مبادئ العدالة والتسامح والإحسان في تعاملهم مع الآخرين وفي سلوكهم الشخصي، يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله:”وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون” (التوبة: 105) والإسلام يشجع على المناهج التطبيقية والعملية في تطبيق القيم والتعاليم الدينية في الحياة اليومية، “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُون” (الصف: 2-3).
البحوث والدراسات وما تحويه من نظريات ومعرفة، يمكن أن تكون مفيدة في فهم الظواهر وتطوير المعرفة، لكنها تكون غير ذات جدوى، إذا ما حبست داخل الأضابير، لابد من التطبيقات العملية ليستفاد منها على أرض الواقع، نحن في عصر التطبيقات الإلكترونية والذكاء الاصطناعي، لابد من الاستفادة منها لتحسين أنماط حياتنا بتحويل النظرية إلى تطبيق عملي باستخدام التكنولوجيا المتاحة.. لا جدوى من ترديد شعارات دون تطبيق فعلي يجلب التغيير وإلا كانت الشعارات ضرباََ من السفسطة والتهريف بلا معرفة والإسفاف غير المجدي.
…
#منصة_اشواق_السودان