منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

بهاء الدين مسعود يكتب : عملية جراحية بدون بنج ٢

0

بهاء الدين مسعود يكتب :

عملية جراحية بدون بنج ٢

عادة في المناطق التي لاتتوفر فيها الحد الأدنى من المعينات الصحية المتعارف عليها مثلا مناطق العمليات او المناطق النائية عادة ما يلجأ الطبيب لاستخدام ماهو متاح وضروري لإنقاذ المريض حتى لو استدعي إجراءات العمليات البسيطة او معالجة الكسور او غيار الجروح او الحالات الطارئة التي تستدعي تدخل الطبيب بدون بنج اذا كان في تأخير العلاج هلاك المريض وهي عملية مؤلمة جدا لا يتحملها المريض ولا أسرته ولكن الطبيب يدرك اهمية ما يقوم به ولذلك لا يأبه كثيرا لتأوه المريض او صراخه او محاولة الافلات والنجاة من هذا الألم ولو خير المريض حينها بين مواصلة الطبيب لعمله او التوقف لاختار الكثيرين النجاة من الالم دون الاخذ في الاعتبار لمألات ذلك القرار لانه قرار لحظي نجم عن شدة الألم الذي يفوق تحمل المريض لكن لحسن الحظ الطبيب يعلم المألات ولذلك لايترك للمريض حرية الاختيار . ذلك عكس العمليات الطبية التي تتم وفق ترتيب معلن ومتفق عليه بين الطبيب والمريض وكل المستلزمات الطبية متوفرة .
الدعم السريع عبارة عن سرطان بدأ ينهش في جسد السودان واجب استئصاله في ظروف لاتتوفر فيها ادني المعينات . ماتقوم به القوات المسلحة وعلي راسها البرهان الان اشبه بما يقوم به الطبيب إجراء عملية إزالة ورم خبيث لم يكن في الحسبان لا الطبيب ولا المريض متحسب لذلك وحياة المريض علي المحك اي تأخير او تهاون او تعاطف مع صراخ المريض بالتأكيد ستؤدي للوفاة . هذا ما يقوم به البرهان الان وأركان حربه لابد ما استئصال الورم من جذوره حتي لايعود مرة اخري
انا اصرخ وانت تصرخ والجميع يصرخ من ألم العملية لكن الطبيب ماض في عمله حفاظا علي حياة ومستقبل المريض.
كسرة :
في تسعينات القرن الماضي كنت مرافق لمريض في مستشفي الخرطوم كان في العنبر طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره كان مصاب بحرج كبير جدا في فخذه نتيجة حادث حركة عندما يحين موعد غيار الجرح معظم الموجودين في العنبر يغادروه من شدة الألم الذي يعانيه الطفل من عملية الغيار والصراخ الذي يصاحب ذلك . كانت الممرضة قبل أن تبدأ عملية الغيار تأتي أولا للتأكد من ان الطفل تناول الإفطار( تسأل امه الولد فطر .. نعم فطر ) وتعود بعدها محملة بمعدات غيار الجرح . من الحاجات المؤلمة ان الطفل ارتبط في ذهنه ان الغيار مربوط بالفطور فكان يرفض تناول الإفطار حتي لاتتم عملية غيار الجرح بمثل ما كان الناس تتألم لالم الطفل وكانت الممرضة أيضا تتألم لذلك وكانت تبذلك قصارى جهدها في ان تتم العملية بايسر مايكون لأنها تعلم مالات التهاون او التعاطف مع صراخ الطفل ….
لو بعد حين وقد تخلصنا من الدعم السريع الي الأبد سيغفر الشعب السوداني للبرهان وسينسي شدة الألم الذي كان يعانية وسيعي الدرس .
تتذكروا العقيد سعدية الكانت مرابطة في السلاح الطبي طيلة ايام الحصار وكانت تعوس الكسرة وتطبخ للمرضي والعساكر وتم نشر صورها في الوسائط هي نفسها الممرضة التي كانت تأتي لغيار الجرح للطفل وقتها لم تلتحق بالسلاح الطبي كانت في بداية حياتها العملية ربنا يجزيها خير الجزاء
تبكوا بس ….
اللهم نسألك فرجا من عندك ونصرا عزيزا مؤزرا
اللهم اهلك الدعم السريع وأعوانه وشتت شملهم وفرق جمعهم يا رب العالمين
وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

#منصةـاشواقـالسودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.