من أعلي المنصة ياسر الفادني هل يسمعون ؟
من أعلي المنصة
ياسر الفادني
هل يسمعون ؟
لا ….لن أحيد….أنا لست رعديدا يكبل خطوه ثقل الحديد …من أعظم الملاحم البطولية التي كتبها حين تجلي وسموق ذهني وطني صافي عانق الثريا شعرا الشاعر الوطني الخالد فينا محي الدين فارس ذلك الذي ارضعته مدينة أرقو جمالا وفنا ولعل هذه المدينة الذي ولد فيها وصفها الشاعر التجاني سعيد بأنها قطعة من الجنة أخطأت طريقها إلى الأرض، محي الدين فارس أحد الشعراء الذين خالفوا كتابة الشعر التقليدية أمتطي صهوة حصان التفعيلة ولعله إنتهج مدرسة محمد سعيد العباسي والتيجاني يوسف بشير
هل يسمعون؟ صخب الرعود…صخب الملايين يشق أسماع الوجود…لا يسمعون إلا شعور حياتهم وكأنهم صم الصخور ، لن أحيد عن الكفاح غناها المتفرد وطنية صاحب الصوت الجهور حسن خليفة العطبراوي في ملحمة فريدة ينصت لها قلب كل من سمعها قبل اذانه ، هذه الاغنية الوطنية الخالدة ذات لحن كأن صولاته ولازماته فصلت علي هذا الدلق الشعري العجيب
محي الدين فارس شاعر يستحق أن ننفض بصورة راتبة الغبار الذي يعلو علي ذكراه كل مرة لأنه تدفق جمالا وألقا وشعرا ، شعره يختار فيه الكلمات التي فيها إنجذاب عجيب ومفردات تعجب حينما قال في قصيدة أخري لا …لا تنامي الليل أوغل لاتنامي ….الريح أطفات السراج وقهقهت خلف الخيام وهي مطلع قصيدة ليل ولاجئة كانه يحضر هذا الزمان ويعبر عن ليل ونازحة تتكوم مع أطفالها سقفها هزيم الرعد والمطر المرض والجوع والعوز و إفتقاد أعزاء ولم تبق إلا ذكراهم…. ذهبوا ضحايا بأيدي قوم ظالمين
وصف بليغ إتخذه فارس وكأنه يجسد واقع اليوم عندما قال : وهنالك قافلة تولول في متاهات الزمان ….وبلا دليل …عمياء فاقدة المصير ….عمياء المصير …تمشي الملايين الحفاة العراة الجائعون مشردون…في السفح في دنيا المزابل و الخرائب ينبشون… موارد خضراء تطفح بالنبيذ والورود …لهف من الشهوات يجتاز المعالم والصدور هل يسمعون؟ للاسف هم في عواصم مختلفة.. لايسمعون بل لا يفقهون !
إني من منصتي أنظر … حيث أري….. قريبا باذن الله : غدا نعود …حتما نعود… للقرية الغناء للكوخ الموشح بالورود….نسير فوق جماجم الأسياد مرفوعي البنود….تزغرد الجارات والأطفال ترقص والصغاروالنخل والصفصاف والسيال زاهية الثمار …. لا لن نحيد عن الكفاح سيعود السودان لنا وتعود أنغام الصباح ، لكما الرحمة والمغفرة شاعرنا محي الدين فارس والوطني الغيور العطبرواي وكونا مع الخالدين .