منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي
آخر الأخبار
*د الرشيد محمد إبراهيم يكتب : *جرحي المليشيا ومصابي العمليات... (نهايات عكس البدايات)* *وكيل وزارة التربية والتعليم يعلن عن عودتها للعمل من داخل ولاية الخرطوم ابتداءا من غد* *اخماد حريق أثر إنفجار مخزن للألعاب النارية في شقة سكنية بأم درمان* *المخابرات والشرطة يضبطان شبكة عالمية تنشط في تجارة وتهريب المخدرات تعمل مع المليشيا بجنوب الصالحة* *المخابرات والشرطة يضبطان شبكة عالمية تنشط في تجارة وتهريب المخدرات تعمل مع المليشيا بجنوب الصالحة* *تشغيل خط مياه جبل أولياء بدعم من منظمة النفير الخيرية* أضواء ونوافذ عامر حسن يكتب :  *روشتة الأمل رقم (3)* *دكتور/ بشرى ،،روشتة الأمل لبيئة السودان وم... *عمليات تبييض لعناصر مليشاوية قذرة !!* ابشر الماحي الصائم أضواء ونوافذ عامر حسن يكتب : *روشتة الأمل رقم (2)* *الضباط الإداريين والشرطة ..من سجل الشراكة ... عامر حسن يكتب : روشتة الأمل رقم (1) *الضباط الإداريين في قلب الدولة الحديثة بين ماضي الوظيفة ورهان ...

زاوية خاصة نايلة علي محمد الخليفة خطابات المَوتى

0

زاوية خاصة
نايلة علي محمد الخليفة

خطابات المَوتى

ذات ليلة ليست بالبعيدة ، كنت أتسامر مع زميلاتي فسردت علينا إحداهن ، قصة وواقعة في منطقتهم التي قدمت منها لظروف الحرب ، فقالت من باب الإعتزاز ، أن هناك شيخاً يعتقد فيه الناس لمرحلة القداسة ، فتشد إليه الرحال وتُهب له الأموال ، لكونه شيخ صاحب معجزات ، تأتي إليه العقيمة فتنجب والمريض يشفى ، وكل صاحب حاجة يقصده فتأتي حاجته كفلق الصبح ، ومازالت الزميلة تحكي ، وهي من المعتقدين في الشيخ والمؤمنين به ، وتعتد بأن التميمة التي تزين جيدها من ذاك الشيخ ، الذي توفاه الله لاحقاً ، فأستغربت لإنسان ميزه الله بالعقل عن سائر المخلوقات ، أن يقع في فخ الشِرك ، ويدافع عما حرمه الله عز وجل.

وفي ثنايا السرد أشارت إلى أنه وبعد وفاة الشيخ ، ورث المشيخة إبنه الأكبر ، وأن أباه يأتي إليه في كل ليلة فيكاشفه ، ويطلب منه بعض الطلبات، مثل إذهب إلى فلان وقل له ، إن لم تتخلص من سيارتك ستتعرض لحادث وتموت ، فيتخلص منها صاحبها ، إذهب لفلانة وقل لها أباك الشيخ ، أتى إلي ليلة أمس وطلب مني أن أبلغك ، إن لم تذبحي واحدة من أبقارك ، سيموت أبنك فتفعل ما أمرها به الشيخ ، وهكذا قصص يشيب لها الرأس ، تحدثك عن أن الجهل مازال متجذر في نفوس الناس ، والجهل المعني ليس جهلاً بالأكاديميات ، وأنما جهل بالدين والعلوم الشرعية ، فصاحبة الرواية تحمل درجة علمية فخيمة ،لم تنتشلها من براثن الجهل ، ومستنقعات الدجل .

الخزعبلات التي تبنى على مخاطبة الموتى للأحياء ، تنتشر في المجتمعات البدائية المتخلفة ، التي لم تنل قسطاً كافياً من العلوم الشرعية ، وكذلك حديثاً لجأ إليها السياسيون ، حتى يسهل عليهم قيادة القطيع البشري ، في حال غيب الموت أحد المؤثرين ، كما في الراهن السوداني ما بعد الحرب ، واختفاء قائد مليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة ، عن المشهد عدا ظهوره في خطابات مسجلة ، من فترة لأخرى ، يستخدمها مُحركو المشهد السوداني كعلف للقطيع ، بغرض رفع الروح المعنوية لأفراد المليشيا ، الذين مازالوا يعتقدون في شخص حميدتي ، أنه القائد الذي لا يهزم.

خطاب الهالك حميدتي ليلة البارحة ، يمكن أن نطلق عليه خطاب الموتى للأحياء ، الذي تخبط فيه كثيراً ، مابين توزيع الإتهامات لمصر واصفاً اياها بمن احلت الهزيمة بقواته ، في منطقة جبل موية عبر طيرانها ، واتهام بعض الدول الشقيقة بأنها مشاركة في الحرب مع الجيش ، بالإمداد البشري والعتاد ، وكالعادة لم ينسى فزاعة المؤتمر الوطني ، وكتائب البراء بن مالك ، وقفز الهالك إلى الإطاري والذي عزى إليه نشوب الحرب ، فيبدو أن كاتب محتوى الخطاب مصاب بالزهايمر ، ولم يتدارك دفاع دوبلير الهالك في خطابات سابقة ، عن الإطاري والمدنية والديمقراطية ، تلك المفردات التي غابت عن خطاب البارحة ، أو أنه تم تغيبها عمداً ، كمؤشر لانتهاء فترة شهر العسل مابين تقدم (قحت) والمليشيا.

الخطاب في مجمله لخص حالة الضعف والهوان ، التي وصلت إليها المليشيا ، لدرجة الإستجداء ومخاطبة ماتبقى من الأفراد ، بالتبليغ للوحدات إن وجدت وحدات ، وتوبيخ من يرفض التبليغ ، بقوله “احرس أخواتك واضبح ليهم” ، فهذه العبارات وحدها تكفي لتصنيف الخطاب ، بخطاب إعلان حالة الهزيمة المغلف.

الأيام القادمة ستكون قاسية على ما تبقى من جيوب المليشيا ، فأصبحت خياراتها محدودة إما أن تستسلم ، أو تقاتل حتى الموت ، وماعاد النصر أحد خياراتها ، بالرغم من وفرة العلف الذي جلبه الكفيل ، للقطيع عبر خطابات الهالك لإعادة الروح إلى جسد الموتى ، ولكن هيهات ، فالمؤامرة التي تعرض لها السودان ، هي أكبر مما يتصوره العقل ، ولكن بخبرة الجيش السوداني والتفاف الشعب حوله ، أستطاع أن يفك خيوطها ويُقطع أوصالها ، وقريبا سينتهي من أسطورة المليشيا وإلى الأبد..لنا عودة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.