منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

وقل اعملوا د/ عبدالله جماع رشان اوشي والحكمة الضالة !!ج٢ ٣

0

وقل اعملوا
د/ عبدالله جماع

رشان اوشي والحكمة الضالة !!ج٢ ٣

حينما قيل ان الحكمة ضالة المؤمن، اين ما وجدها فهو اولي بها..لانها هي مفتاح الخير ، وزاد المؤمن في الشدة والرخاء، ومن عمل وتمسك بها فقد سلم وظفر.فالانبياء رضوان الله عليهم جميعا، مع انهم معصومين من الخطأ ومايدعون اليه هو من عند الله. الا انهم كانوا (يسوقون) اقوامهم الي طريق الهداية والنجاة من النار ، (بالحكمة ) وبالتي هي احسن، اي ( بالهداوة والنفس البارد) دون اللجوء والاعتماد الي اسلوب الشدة واخذهم الي الحق اطرا بالقوة والغلظة . مع انهم انبياء ورسل من عند الله تعالي .وقولهم كله حق . يجب اتباعه.. ولايضيرهم ان اخذوهم لاتباع الحق بالقوة والشدة. الا انهم لم يفعلوا ذلك ، و هاهو نبينا صلي الله عليه وسلم يحثنا باتباع منهج الحكمة واللين ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفض الناس من حولك) . ولم يُخير عليه الصلاة واتم التسليم بين امرين( الا اختار ايسرهما واسهلهما) ويقول صلي الله عليه وسلم:( سيروا سير ضعفائكم) .هذه كلها معاني ومواعظ تشير وتحث علي التأني واخذ الامور بالحكمة. والدين الاسلامي كله دين حكمة وتؤدة وتبصر( فما كان اللين في امر الا زانه وماكان في شئ الا شانه) فالسماحة وطولة البال والتحلي بالصبر والحكمة ، هي روح الاسلام كله ومنهج الانبياء والرسل.. وهو السبيل الذي اتخذته بلقيس ملكة سبأ مع سيدنا سليمان عليه السلام . علي الرغم من قوتها وسطوتها المادية والعسكرية. كما صورها لها اعضاء حاشيتها و مستشاريها. الذين كانوا يدعون لمواجهة سليمان وجنوده اعتمادا لقوتهم وجبروتهم التي يتمتعون بها. الا انها لم تعيرهم اهتماما.فلجأت لاتباع الحكمة وطول النظر فأشارت اليهم بحكمة مفادها( ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا اعزة اهلها اذلة..) . فلولا تلك الحكمة البليغة وبعد نظرها، لوقع علي مملكة سبأ ما لم يحمد عقباه. ولكن كفاهم الله القتال بحكمة الملكة بلقيس ، وجنبها من شرور و غلظة مستشاريها عديمي الحكمة وبعد النظر ..وعليه وبناءً لما سبق علي المرء ان يتوخي متي يصمت ومتي ينطق بالحق . فالصدع بقول الحق في غير زمانه ومكانه يكون( فتنة ) ويجلب ضررا اكبر واعظم مما لو سكت عنه. مع انه حقا.. وفي ذلك يقول: اهل العلم ان نصح الحاكم في العلن فتنه والساكت علي قول الحق في وقته شيطان اخرس. فلكي تتحق فضيلة عدم السكوت عن الحق والصدع به يجب ان تؤخذ بالحكمة . متي وكيف؟ والا لوقع الهرج والمرج بسبب عدم اخذ الاسباب والتحري في سوء العواقب، وفي كيفية ايصال صوت الحق من غير تشويش او اضاعة لمغزاه..وهنا نري ان ما سعت اليه الصحفية رشان اوشي.. حتي لو كان حقيقة فانه مفتقدا للحكمة وبعد النظر.وبعيدا عن الواقع الزماني، وان قولها انئذ ضرره اكبر من نفعه. مهما كانت المبررات والدوافع. سيما انه هو ذات السلاح الذي تبحث عنه المليشيا المتمردة ، لاتخاذه سبيلا لتشتيت الكلمة و شق الصف وتفريق الامة والعصف بوحدتها وتماسكها..وهو في نفس الوقت لاداعي له ولم يحن اوانه. بل يمكن تأجيله حتي لو كان حقيقة. بغض النظر لاي اعتبارات اخري.. فالتلاحم والتعاضد اليوم اولي ومقدم علي ابراز ماتفضلت به رشان مهما كانت الدوافع والمسببات فالشعب وجيشه ومستنفريه وقواته المشتركة هم اليوم احوج للمؤازرة والاصطفاف لهزيمة العدو المتمرد.. من اي شئ اخر. الا انها منحته مالم يحلم به او يتوقعه.. لكنها اهدته اليه في طبق من ذهب ( فياليتها لو صمتت ). ومهما يكن من امر فانها بذلك قد شتت اللعب.. واضاعت الحقيقة ان وجدت وجانبت الصواب.. ونسيت القاعدة الفقهية( الضرورات تبيح المحظورات) .. فطاشت حقيقتها التي تود ابرازها للناس..وكسب الاعداء.. وهنا ينطبق عليها القول لمن يتحدث من غير رغبة الاخرين ( وهم يرددون ليته لو صمت ).. *فان كان السكوت* *في* *وقته* *من* *ذهب* .. الا ان *الكلام* *في* *غير* *وقته* *فمن* *تراب* *و* *طين* ..ومع هذا كله لاننسي ان رشان اوشي ذات طموح عالي و قلم سيال وحضور اعلامي مميز. الا ان غلطة الشاطر بعشرة..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.