محمد صالح عبدالكريم يكتب : لم يعد رجلاً يستحق الاستثمار فيه !!
محمد صالح عبدالكريم يكتب :
لم يعد رجلاً يستحق الاستثمار فيه !!
عندما كانت تتقدم قوات المعارضة شمال غرب البلاد نحو دمشق العاصمة السورية لاسقاطها واستلام السلطة.. تزامناً مع الاحداث جرت مفاوضات في قطر حضرتها عدة دول اتفقو فيها علي مسودة غير معلنة من ستة بنود أهمها عدمم تفكيك الجيش السوري.. ومواصلة رئيس الوزراء علي تسير دولاب العمل حتي التسليم لضمان المحافظة على مؤسسات الدولة.. بعد الاتفاق على هذه البنود ظهرت حوجة ماسة الي اقناع روسيا بعدم التدخل عسكريا لمصلحة الاسد وفقاً لضمانات محددة تول الاتراك مهمة اقناع الروس والايرانيين فجلسو معهم واقنعوهم بان اللعبة انتهت وقالوها بصريح العبارة الاسد لم يعد الرجل الذي يستحق الاستثمار فيه بمعني ان اللعبة قد انتهت.
تركيا تعرف ان الروس والايرانيين هم استثمرا في الاسد لسنوات طويلة وكان رجلهم الاول في الشرق الاوسط لكن ضمانات تركية جنبت دمشق تهور روسي ايراني كان يمكن ان يحولها الي حمامات دماء لايمكن تخيلها.. تقبل الروس والايرانيين الفكرة والضمانات التركية وتركو دمشق وشانها.
الاسد لم يحضر اي مفاوضات تحول من فاعل اساسي في مصير بلاده الي مجرد لازم فائدة.. اخبروه بما جري من اتفاق حول الامر وسط توهان قواته ومن مطار دمشق عبر طائرة خاصة توجه الي مطار البطين في الامارات ثم الي دبي ومن هناك طلب لجوء انساني الي روسيا التي منحته الموافقة ليتجه الي موسكو حيث يقيم الان .
كثير من رجالات السياسة والاقتصاد والاعلام والنخب في مختلف المجالات وظفتهم دول او كيانات لمصالحها الخاصة وعندما توقف عطائم تخلت عنهم.. الي وقت قريب وظفت الولايات المتحدة الأمريكية زين العابدين بن علي لعشر سنوات وتخلت عنه في لمح البصر كما فعلت أيضاً بمحمد حسني مبارك.. حتي الامعة الاماراتي يمكن ان تتخلي عنه الإمبريالية العالمية التي تبادله الدلال لانه اكبر مستدوع للنقود علي عقله الاجرامي وليس هناك غرابة في الامر..
بعد نجاح وساطتها في الصومال واقناعها الروس والايرانيين بنهاية سوريا في نسختها العلوية يبدو ان انقرة تلقت الضوء الأخضر من عدة محطات اقليمية لطرح رؤيتها في محادثات بين عيال زايد و السودان في محاولة لوضع حد للحرب في البلاد.. يعتقد الكثيرين ان فرصة تركيا في الحصول علي نتائج جيدة وتحقيق نجاح حول السودان كبيرة الي حد ما قياساً بخبرتهم وتفهمهم لالاعيب عيال زايد فهي لدغت مرارا وتكراراً منهَم لكن الصورة هذه المرة اصبحت واضحة ونفس العبارة التي استخدمها الاتراك لإقناع الروس والايرانيين للتخلي عن بشار الاسد هي نفسها تصلح لاقناع ابوظبي التخلي عن حميدتي زعيم المتمردين.. لقد استثمرو كثيراً في الرجل الذي لم يعد الاستثمار فيه مجديا فهو الخاسر ميدانياً وشعبيا واقتصاديا وبكل اسف اخلاقيا حتي.
محمد صالح عبدالكريم حسين
14/ديسمبر /2024 م