مسارات محفوظ عابدين يكتب : الشهادة الشهادة السودانية…والطالب محمود شريف (نموذجا). .
مسارات
محفوظ عابدين يكتب :
الشهادة الشهادة السودانية…والطالب محمود شريف (نموذجا).
أعجبني تناول الزميلين الكبيرين الأستاذ كمال حامد والاستاذ جمال مكاوي وإن تناول الاول( الشخوص) وتناول الثاني( الدروس)، والفكرة في حد ذاتها جميلة لأن كتابة الذكريات عن الشهادة السودانية في عمرها الممتد منذ العام( 1938) ان صحت المعلومة،فان مثل تلك الكتابات فيها توثيق لتلك الذكريات التي قد تتخللها معلومات ومصطلحات غير حاضرة اليوم في إمتحانات الشهادة السودانية كالتي اشار اليها الأستاذ كمال حامد مثل تحول نظام التقييم الى نظام النسب بدلا ماكان معروف في ذلك الوقت ب (قريد ون) و(قريد تو) و(قريد ثري), وارتباط أعمال الشهادة السودانية بالنظام الانجليزي والجامعات البريطانية.
ولكن النقطة التي المهمة التي اشار اليها الأستاذ كمال حامد هو ان أول الشهادة السودانية في عامهم الذي امتحنوا فيه ( 1966)م من مدينة عطبرة ، كان هو أول الشهادة السودانية في ذلك هو الطالب محمود الشريف والطالب محمود شريف قدم نموذجا ليكون مثالا لطلاب الشهادة السودانية فقد أرسى هذا الطالب مباديء واسس (وطنية ) و(مهنية) كبيرة ومهمة جدا بعد نجاحه في إمتحانات الشهادة ودخوله كلية الهندسة بجامعة الخرطوم.وبعد هذا التفوق الاكاديمي قدم نماذجا (وطنية) في عمله العام حيث تم اختياره في بداية عهد الانقاذ الوطني ( الرئيس عمر البشير) ليكون مديرا عاما للهيئة القومية للكهرباء في السودان، أول معيار وضعه محمود شريف للعاملين هو الكفاءة والقدرة على العمل وانجاز التكليف بالصورة السليمة والصحيحة بغض النظر عن الايدولوجية واللون السياسي أو غيره عند العاملين ، وهذا الأمر قد أدخله في صراع مع بعض قيادات الدولة ولكنه مع الاصرار( عبر) بفكرته والنجاح في عمله وحقق استقرارا كبيرا في التيار الكهربائي وتطور الهيئة القومية للكهرباء بكثير من الامكانيات، وكسب كوادر (مهنية) كان يمكن ان تضيع أو يفقدها الوطن بسبب الاختلاف والصراع السياسي وبهذا العمل حاول محمود شريف الذي كان أول الشهادة السودانية في العام( 1966)م ان يرفع من (القيم) الوطنية لتكون أهم من (الصراع ) السياسي ونجح في ذلك وهذا هو مربط الفرس، وهذا هو النموذج الذي قدمه طالب الشهادة السودانية في ذلك العام (1966) م ،محمود شريف في هذا الاتجاه.
والنموذج الثاني الذي قدمه محمود شريف عندما تم اعفائه من منصبة في الكهرباء ،لم يغادر السودان ابدا وكان بامكانه ان يذهب للعمل في خارجه ان كان في دول الخليج أو غيرها أو ان يعمل داخل السودان ولكن عندما تكالبت المؤمرات على السودان حمل بندقيته واتجه الى مناطق العمليات في جنوب السودان وقتها وظل مرابطا مع كتائب المجاهدين الى ان لقى الله شهيدا ،هذا هو طالب الشهادة السودانية وأولها في العام( 1966)م.
ان النموذج الذي قدمه المهندس محمود الشريف في العمل باخلاص وجد وتفاني، وتطوير العمل فيما يليه من مسؤولية وتقديمه لخيار ومعيار الكفاءة والقدرة في العمل بعض النظر عن أي اعتبارات اخرى وتقديم النفس والروح فداءا للوطن والأرض والعرض اذا سمع النداء (واجب الأوطان داعينا).هذا هو النموذج المطلوب.
وعندما قدم المهندس محمود الشريف أول الشهادة السودانية في العام( 1966)م تلك النماذج هو الخوف من قادم الأيام وإن يدخل الوطن فيما دخل فيه الآن بسبب الاطماع وضعف الوطنية عند بعض اهل السودان.
وطلاب الشهادة السودانية الذين يؤدون إمتحانات الشهادة السودانية هذه الأيام في ظروف مختلفة واستثنائية عليهم ان يضعوا نموذج الطالب محمود الشريف أول الشهادة السودانية في العام 1966م ليكون لهم هاديا ونصيرا.