منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

ألسنة وأقلام بابكر إسماعيل يكتب : الخريدة .. مدني

0

ألسنة وأقلام
بابكر إسماعيل يكتب :

الخريدة .. مدني

وكما قال أحد فصحائنا أن حنتوباً تجلس بقرب مدني كالهمزة على سطرها ..
ونقول بل كالثنية في خصرها ..
والشامة على خدها
مفضية إلى نيلنا تناجيه وتسارّه تبترد من مائه وترتوي من زلاله ..
وتسبح في عبابه ..

مدني تحدّث عن رجال كالأسود الضارية ..

وأهلها – كما قيل:
نايرين وزنينين ..
وطيبين وسمحين ومتسامحين
حمالين شيل
وحلالين شبك
واخوان بنات
فهم ..الفوت والعشم والعشا
وهي الرجاء والأمان النجدة والفزعه والنديهة
لأطفالها..
هى اللبن وهى اللبا هى الحفيضه وهى الجلادة هى الحجا وهى الحجاب
هى “لم يكن” ” عم” وهى”يس” هى الشرافة
لزراعها وعمالها ..

وكان كل هذا كان قبل أن تدنسها أرجل “الملاقيط” المطافيل الأنجاس اللئام
ولكن فإنّ أهل مدني كالتبر لا يزيده لهب الشدائد إلا لمعاناً ..
ولا الطرق إلا رنيناً ..

فقد سمعنا عجباً عجاباً من حكايات أهل مدني في زمن الحرب .. فهم قد احتضنوا القادمين من الخرطوم في معسكرات إيواء بمدارسها ..
ويحدثونك عن العريس الذي أفاء بإفطاره على معسكر النازحين ..
وأبهجهم قليلاً وشاركوه الأفراح والزغاريد والدفوف ..
وصاحب الثلج الذي يوزع ألواحه مجاناً فتبرد أجواف الظمأي ومحروقي الحشا من الذين أعياهم النزوح ..
وأحاطت بهم الفاقة ..
وشرّدتهم مليشيا الشفشافين واللصوص القادمين من كل حدب وصوب وشذّاذ الآفاق وشتات البلدان وهم حثالة البشر ..

ذلكم الشاب المدني
يذبح الكباش المدنية القرناء كل خميس قِرىً للنازحين .. بفومها وعدسها وبصلها .. وسكّرها .. والشعيرية ..

وحاجة فاطمة لله درها أحنت التسعون ظهرها ولم تحنِ عزيمتها فهي تسقي الشاي لأطفال النازحين كل صباح وتطعمهم زلابية صنعتها بيدها المعروقة الضامرة إلى أن وفاضت روحها الطاهرة بأحد هذه المعسكرات..
فالمرء محشور مع من أحبّ ..

ومشروع رغيفة من كيسك .. فاض خيره شبعاً لبطون ضامرة .. ونفوس أبية ..

مدني السنّي جعلها خورشيد باشا في التركية السابقة (١٨٢١م) عاصمة للسودان حين كانت خرطومنا بين الماء والطين ..

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
بوادي مدني إنّي إذاً لسعيد
وهل أبيتنّ ليلة بالمزاد
وعووضة ومارنجان
ودردق ومايو والأندلس
والمنيرة وناسها النايرين..
أأم أبيتنّ ليلة بالزمالك وحي المدنيين (أهل الجلد والرأس)
أم بود أزرق وحنتوب وجزيرة الفيل
وبانت سعاد وقلبي اليوم متبول ..
وجامعة الجزيرة ومشروع الجزيرة ومارنجان وبركاتٍ وتحيّات زاكيات على أمم من أهل الجزيرة من رفاعة والعسيلات والحلاويين والعركيين والخوالدة والعوامرة والشبارقة والكواهلة والشكرية والمسلمية والبطاحين وهلمّ جرّاً ..
أسسها قبل خمسمائة عام الشيخ مدني السني ود دشين قاضي العدالة الذي هاجر للسودان من جنوب مصر أخت بلادي الشقيقة ..

ولا أسيبها مدني وأجي أسكن حداكا ..
كما صدح بها محمد مسكين ..
ومدني هي أزرق طويل الباع البنى المساجد ضانقيل..
وقد أنجبت اللواء محمد نجيب أول رئيس مصري ونجم سينما مصر الكنانة إبراهيم خان (من أبناء خالتنا الحنون فوزية)

ومدني الكاشف والمسّاح ..
وانصاف مدني وعصام محمد نور
ومحمد مسكين ورمضان حسن
وسانتو وحموري
وحمد والديبة.. حاجة عجيبة
ومدني .. حيدر فطامة وعبّاس باركليز
وعصام حسن
وهي:
احمد خير المحامي
وهي أمين مكي مدني
وأبوعركي البخيت
وعبد العزيز المبارك
ورمضان حسن
ومليجي
ويا فضل الله محمد .. مدني متألمة شوية ..
ألف بعد الشرّ عليها

ومدني هي حنتوب ومستر براون وجعفر نميري وحسن الترابي وعبد العزيز شدّو ومحمد إبراهيم نقد .. وكثيرون ممن عاشوا في باحات حنتوب وعرصاتها ونهلوا من معارفها وعلومها وصاروا لاحقاً أعلام الموقعين وقادة لدولة ٥٦ المجيدة ..
فكم وكم عبروا النيل الأزرق سابحين
ولعبوا في ميادين حنتوب الجميلة
بمنظرها البديع ياروعة جلالو
هنا فيها الادب وهنا فيها الشباب
العامل لي وطنو وما داير ثواب
ليك اعظم رسالة تعليم الجهالة
رحم الله محمد عوض الكريم القرشي والخير عثمان
حتماً ستعود مدني
ويعود ألقها وجمالها
وحسنها وضوعها
وضياؤها والشموع
ستشرق شمسها
ويفيض خيرها على أهل السودان فهي أم الرجال الأخيار أنجبت وما برحت..
أنجبت السرى..
وأهل التقابه والمسيد..
الشيخ الجنيد والشيخ أبووداعة والشيخ بانقا الضرير والشيخ حلاوى والشيخ عمر والشيخ أبوقرون والشيخ أبوشيبة والجمرى وبطران وشمو و القدالوسنتبار وعبد الباقى طويل الباع وعوض السيد وعوض الجيد وعوج الدرب والمسلمى والكشيف والمشمر وتمساح الترك وودعيسى وودكنان وودمضوى وودنقيع وود الترابى وود الشافعىوود بساطيوود ضيف الله ووداب ادري وعبدالله وود أم مريوم وبرير وود الحسين وهجو وود البتولو قرشى ود الزين-والمسلمى وودأب ونيسة-

وأنجبت الشاذليه والسمانية والقادرية والهندي وشيوخ الدباسين واليعقوباب والحسانيه والركابية والحلاوين والمسلمية
فقد أعطت وما انفكت ..
وستلفظ الملاقيط القذى فهم إلى فناء ..
وإلى ودار ..
تعِس دقلو ..
ودقس دقلو ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.