أفق جديد توفيق جعفر المكابرابي يكتب : النخب السودانية: صراعات البقاء، والإنهيار ..!
أفق جديد
توفيق جعفر المكابرابي يكتب :
النخب السودانية:
صراعات البقاء، والإنهيار ..!
تم صياغة بنية النخب السياسية والثقافية والاجتماعية، في السودان علي أساس المحافظة على مصالح الدولة المصرية، وألتزم انصار ذلك الخطاب، عبر ( تربية) تلك النخب، علي مركزية عروبية مندغمة في الانطلاق والتفرع من جذور مصرية، وقد يحسب البعض ان جذور تأسيس بنياتنا جاءت بالصدفة، لكن يتطلب فهم تلك المرجعيات، بعد دراسة أسباب قيام الاستعمار التركي المصري للسودان، فبل سنة ١٨٢١م ..!
فقد كان السودانيون أحرار بحكم الانتماء، او لعله لم تكن هناك مركزية مصرية قابضة، لكن تخطيط السياسات الثقافية، ثم بناء جينات تأسيسة تربط بنية النخبة السودانية الحديثة، بالمصالح المصرية، المتمثلة فى اعتبار السودان تابع لأنساق أدني النهر، وما سمي بالرؤية عبر المرآة المصرية ..!
ولقد حرص المصريون، علي انتاج نظام سوداني مركزي، لا يستطيع الانفكاك من هذا النسق، فقد جاءت الحركة الإسلامية من الاخوان المسلمين في مصر، فكرة ووعي، منذ حسن البنا، وانطلقت الماركسية من هناك، وألتزمت الحركة ( الاتحادية) خطاب، وتفكير ، بعد (نقل) الطريقة الختمية من مصر ..!
ورغم ضعف الدولة المصرية الإن، بعد تحريك رقع الشطرنج، في منطقة وادي النيل، وما جاوره، من مياه النيل، بعد تحريكه بأيدي صهيونية،وتحقيق أهداف معادية، وزعزعة المصالح المصرية هنا، بعد انشاء سد النهضة، وتشجيع القوميات الأفريقية بفصل جنوب السودان، كدويلة من محموعة دويلات لاقتسام السودان، نهبا مباشرا لموارده، مما يجري الإن من مشروع تقطيع أواصر السودان الحديث ..!
تقاطعات المشروع المصري القديم، القاضي بتحويل النخبة الحاكمة في السودان الي، تابع يحفظ ( علاقات وادي النيل)، رؤية ليس للسودان مصلحة مباشرة فيها، ولا يقع مشروع،( إلتهام) السودان إلا في صراع رهيب بينهما ..!
لكن ما تم من هدم للرؤية السودانية الخالصة في توجهات النخبة السودانية، والنظر الاستراتيجي لمستقبل مشرق لها تضرر لعدة مسببات رئيسة:
طبيعة الخلاف الداخلي، بين انصار المشروع العروبي، وتنامي حالة الانفصال لدي نخب المشروع النوبي، ذا الطابع العلماني المتغرب، وهو حالة اعلان التحرر من المشروع العروبي المسلم ..!
ادي ذلك الصراع الخفي، الي هدم انساق بنية الوحدة الوطنية، كإطار ثقافي للخطاب العروبي، ذا الأصول المصرية، والوعي الجديد برؤية انفصالية متمكنة في بعض النخب غير العربية ..!
اننا نشهد ( موات) الخطاب العروبي، وتنامي جينات فناء ( الدولة السودانية) لصالح اللاشيء ..!
ونعود