منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د. أسامة ميرغني راشد يكتب :  العقوبات الأمريكية على قائد الدعم السريع  –  إغلاق الطريق إلي جدة 

0

د. أسامة ميرغني راشد يكتب :

 

العقوبات الأمريكية على قائد الدعم السريع  –  إغلاق الطريق إلي جدة

شكلت العقوبات الأمريكية الأخيرة التي أعلنتها الخزانة الأمريكية على قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي وآخرين من قيادات الدعم السريع وبعض المؤسسات الاقتصادية التابعة للدعم السريع شكلت ضغطا من نوع جديد على هذه القوات وبالتالي فقد وجهت هذه العقوبات ضربات متتالية تقع في مصلحة الحكومة السودانية والقوات المسلحة السودانية فهذه العقوبات تضع الدعم السريع في مسار قوة إرهابية متمردة متهمة بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وبذلك يصبح ليس منطقيا أن تمضي معها الحكومة السودانية في أي مفاوضات من أي نوع بل سترفع من وتيرة حركة القوات المسلحة السودانية لتوجيه ضربات موجعة لهذه المليشيا والضربة الثانية التي شكلتها هذه العقوبات هو الحديث عن دور محتمل لشركات مسجلة في الإمارات بالتورط في تقديم الدعم العسكري الضخم الذي ساعد قوات الدعم السريع في إرتكاب جرائمه الواسعة النطاق وهذا يشير لدور محتمل للإمارات وهذا ما تؤكده شكوى الحكومة السودانية ضد الإمارات العربية المتحدة في مجلس الأمن وينتظر نواب في الكونغرس إلتزام الإمارات بتعهداتها في 17 يناير الجاري للتأكد من عدم دعمها لقوات الدعم السريع المصنفة إرهابية بموجب العقوبات المتتالية من الإدارة الأمريكية وعلى الإمارات أن تقدم ما يبرئ ساحتها أو أنها ستواجه بإبتزاز أميركي غير مسبوق خاصة والرئيس المنتخب ترامب سيتخذ هذا الوضع ليعوض الخسائر التي لحقت بالولايات المتحدة خاصة بعد الحرائق الهائلة في لوس أنجلوس وهذا يعني إنقطاع الحبل السري الذي كان يغذي الدعم السريع بالسلاح والمال وكل أنواع الدعم اللوجستي وهذه ستكون ضربة مزدوجة للمليشيات وللإمارات وهذا كله سيصب في مصلحة القوات المسلحة السودانية التي ستكسب من خلال تراجع الإمدادات لمليشيات الدعم السريع ستكسب تقدما جوهريا في ميدان المعركة على الأرض وستكسب الحكومة دبلوماسيا بكشف دعم الإمارات بمزيد من الأدلة والشواهد وكشف إرهاب المليشيا وكشف ما أرتكبته من جرائم ضد الشعب السوداني ومقدرات البلاد مما سيضيق الخناق على المليشيات والتي أصلا أدانتها تقارير موثقة من منظمات وصحف معروفة وحتى تقارير الأمم المتحدة مما يضع قوات الدعم السريع في كماشة العقوبات الدولية وإنقطاع الدعم وتقدم القوات المسلحة السودانية .

إذن فالعقوبات الأمريكية أغلقت الباب أمام مفاوضات جدة وربما أي مفاوضات قادمة وهذا أيضا يغلق الباب أمام السياسيين من تقدم وقحت والذين كانوا ينادون بتفاوض مع المليشيات بل والإستسلام لها بحسب تعبير ناطقها الرسمي بكري الجاك وأصبح موقف تقدم في غاية الصعوبة فهي قد خسرت القوات المسلحة السودانية والشعب السوداني بمواقفها المتماهية مع الدعم السريع واليوم سيصعب عليها الوقوف ضد قرارات الإدارة الأمريكية الأخيرة والتي وضعت الدعم السريع ضمن قوائم الإرهاب لديها، وأيضا وقعت تقدم في فخ حديثها عن تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع فكيف لها أن تفعل ذلك والإدارة الأمريكية قد وضعت هذه القوات في مسار التصنيف الإرهابي الذي يجب أن يحارب ويحاكم وهذا يعني سقوط مشروع الحكومة الموازية في مناطق سيطرة مليشيات الدعم السريع.

وبرغم أن الإدارة الأمريكية أيا كانت فهي تعمل وفق مصالحها ويمكنها أيضا أن تفرض عقوبات على الحكومة السودانية وربما عقوبات على بعض القيادات ولكن من المؤكد أنها لن تمضي لشوط بعيد في معاداة الجيش السوداني والدولة في هذه المرحلة ليس حبا ولكن توازن مصالح مؤقت وسنرى ماذا يمكن أن يصدر منها في المستقبل القريب .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.