د.إسماعيل الحكيم يكتب : احذروا الشائعات: السلاح الأخطر في معركة الوعي والكرامة
د.إسماعيل الحكيم يكتب :
- احذروا الشائعات: السلاح الأخطر في معركة الوعي والكرامة
في ساحات المعارك التقليدية، تُستخدم الأسلحة لإضعاف العدو وتحقيق الانتصارات الميدانية. أما في معارك الوعي والإرادة، فالشائعات تصبح أخطر الأسلحة التي تسعى إلى تفتيت الروح المعنوية وبث الفتنة وتشويه الحقائق. لا رصاص لها ولا دخان، لكنها تخترق العقول والقلوب، وتزرع الشك في النفوس وتزعزع الثقة في الحق والقيم.
ونلاحظ مع كل تقدم يحرزه الجيش في معركة الكرامة، نجد ألسنة وأقلام المناصرين للمليشيات تلهب ساحات الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بأكاذيب ملفقة. تهدف هذه الشائعات إلى تقويض النجاحات وتشويه الانتصارات، متخذة من الأكاذيب وسيلة لبث الذعر وتفتيت الوحدة الوطنية.
فالأمر ليس صدفةً أو اجتهادًا عشوائيًا؛ بل هو جزء من استراتيجية مدروسة تستهدف هدم الروح المعنوية للأفراد وإضعاف ثقتهم بقيادتهم ومؤسساتهم. فكلما تحررت مدينة أو تحقق نصر ميداني، تخرج موجة جديدة من الشائعات: تارةً عن الخسائر المزعومة، وتارةً عن الانقسامات الوهمية، وأخرى عن انهيار الصفوف الأمامية للجيش.
فكيف نواجه هذه الشائعات؟ نواجهها بالآتي :-
1. التحقق قبل النشر ، لا بد من التأكد من مصدر أي معلومة قبل نشرها أو تداولها، والاعتماد على الجهات الرسمية والمصادر الموثوقة.
2. التوعية المستمرة برفع الوعي بخطر الشائعات وأثرها السلبي على المجتمع والمعركة الوطنية من خلال الحملات الإعلامية والندوات التوعوية.
3. تحصين الأفراد وتعزيز الثقة في المؤسسات الوطنية والقيم المجتمعية من خلال بث الحقائق بشكل شفاف وفي وقتها المناسب.
4. دور وسائله حيث تقع على عاتق الإعلام مسؤولية التصدي للشائعات بإبراز الحقائق وتقديم التغطيات الدقيقة للأحداث.
5. التعاون المجتمعي فمسؤولية التصدي للشائعات ليست حكرًا على جهة بعينها، بل يجب أن تكون مسؤولية جماعية يتحملها كل مواطن غيور على وطنه .
إذن في معركة الكرامة، انتصار الوعي لا يقل أهمية عن الانتصار العسكري. الوعي هو الحصن الذي لا تُهزم الأمم من داخله، وهو السلاح الذي يفشل أمامه أعداء الوطن. فلنتسلح باليقظة والحكمة، ولنكن سدًا منيعًا أمام أي محاولات للتشكيك أو الفتنة. لأن الكلمة الصادقة والمعلومة الدقيقة هي الرصاصة الأصدق في مواجهة الزيف والكذب.