الفاتح داؤد يكتب : *الطريق الي “مدني” الظافرة….*
الفاتح داؤد يكتب :
*الطريق الي “مدني” الظافرة….*
مايجب أن يعلمه الشعب السوداني، ان ملحمة تطهير مدني من دنس المليشيا الاجرامية،لم تكن مجرد معركة عابرة ضمن سلسلة معارك وانتصارات الجيش السوداني،بل كانت ملحمة من ملاحم البطولة و التضحية والفداء،تحكي تفاصيلها جدران البيوت وركام الشوارع ودمار الاسواق وحزن المساجد وتشويه المعالم التاريخية للمدينة المغدورة، التي طالتها يد الدمار والخراب من اوباش المليشيا،ان كل من شاهد”ود مدني” أيقونة السلام و التسامح وقلعة الثقافة والادب التي كانت تضج بالحياة والحيوية،وقد نال منها الرهق والتعب والحزن الذي بدا اكثر وضوحا في كآبة المناظر والمشاهد،يدرك ان لم مدني كان مصابها جلل،
بعد ان حولتها المليشيا الي مدينة أشباح مرعبة ومخيفة،أصبح الموت يتجول في طرقاتها وشوارعها بلا رادع او وزاع..
وقد عادت مدني المنكوبة الي حضن الوطن بفضل بسالة وجسارة القوات المسلحة،وهي اكثر قناعة ان ثمة تاريخ جديد قد كتب علي جدرانها بالنار والدم والدموع،وان ثمة ملحمة بطولية قد سطرها ابطال القوات المسلحة والمشتركة وهيئة العمليات ودرع السودان وكتائب المستنفرين مهرا لعودتها.
وكان ثمن هذه الملحمة التاريخية زمرة من الشهداء الابطال، الذين قدموا ارواحهم رخيصة في سبيل الله والوطن، ليس لهم من دافع سوي الثأر للوطن الجريح والانتقام لشرف الحرائر وانين الامهات وانكسار الرجال.
من الواضح ان محلمة تحرير ودمدني لم تفصح بعد الا عن القليل من اسرارها وتفاصيلها،لان بعض ابطالها قد اصطفاهم الله شهداء، واخرين لازالوا علي العهد قابضون علي الزناد،لكن سيذكر التاريخ بالطبع في صفحاته الناصعة ان جل المتحركات القتالية، التي كانت تتنافس علي دخول مدني،كانت علي قلب رجل واحد تحفها دعوات الملايين بالنصر الظافر.
وقد جسد هذا الشعور مشهد استقبال المواطنين لطلائع الجيش والمشتركة والدرع بالتهليل والتكبير وزغاريد النساء وهتافات الاطفال، الي مدي بلغ عشق هذا الشعب للجيش صمام الأمان ومصدر الأمن والسكينة والسلام.
.
وكان لافتا احتفاء الجميع بسعادة العقيد عبادي الطاهر الزين قائد عمليات متحرك النبأ اليقين،الذي استمد اسمه ورسمه من شموخ وكبرياء وجسارة وبسالة الجيش،
فقد قاد هذا المتحرك اشرس المعارك ضد المتمردين في محاور سنار والدندر وسنجة والسوكي،واصل الزحف شرقا حتي كسر دفاعات المليشيا في معركة الشبارقة الفاصلة،التي عبدت الطريق نحو ودمدني المغدورة .
وبلغت ذروة هذه المعارك لحظة عبور الجيش والقوات المساندة كبري حنتوب،حيث دارت هنا تحديدا اشرس المعارك ،وهنا تحديدا تجلت فدائية وبسالة ابطال القوات المسلحة، الذين استطاعوا دخول مدني الجميلة عنوة واقتدار ، رغم ازيز المدافع ووابل الرصاص ونيران القناصة وطلعات المسيرات،استطاعوا ابطال الجيش دحر المليشيا،في مسرح عمليات معقد وبيئة قتالية مرعبة،حشد لها العدو نخبة قواته الخاصة وابرز قناصته، الذين تسورو اسطح العمارات وهياكل البنايات العالية، لكن كانت عزيمة الرجال وصمود الابطال فوق التصور،لان شعارهم المعهود في تلك اللحظات كان” كلما سقط منا شهيد مد المشاعل للشهيد الاخر.
وهذا هو شان الجيوش التي تقاتل لاجل عقيدة .
لقد نزلت انتصارات الجيش علي اوباش المليشيا، في ود مدني بالامن والامان والسكينة والسلام،فقد اصطفي من تواجد من المواطنين في الطرقات لتحية ابطال الجيش،بعد عام من القهر والازلال اذاقتهم فيه المليشيا ،الوانا من العذاب والتنكيل. لدرجة حرمانهم حتي من دفن موتاهم في بعض الاحيان،وها قد بدات العافيه تسري في جسد مدني المثخن بالجراح والتعب من رهق المعارك،
لقد وحدت معركة الكرامة كل السودانيين خلف هذا الجيش العظيم،وبعد دفعت كل الشعب والقوات المساندة امكانياتها تحت تصرف الجيش،ليعمل الجميع نحو هدف مشترك ينتهي لانهاء هذا الكابوس الي الابد…